ذكرت مصادر مطلعة ل''البلاد''، أن مصالح الدرك الوطني فتحت تحقيقا في عملية توزيع منحة 3 آلاف دينار الموجهة للتلاميذ المعوزين بعد التجاوزات التي طالت هذه العملية وثبت فيها تورط عدد من المدراء والمقتصدين· وكشفت المصادر ذاتها أن التحقيقات جاءت بناء على التجاوزات التي تم تسجيلها من قبل بعض المدراء والمقتصدين عبر مؤسسات تربوية عدة، حيث قاموا بتحويل تلك الأموال إلى غير مستحقيها· وحسب المصادر ذاتها فإن مصالح الدرك تقوم بتحريات على مستوى المؤسسات التعليمية من أجل معرفة طريقة تسيير الأموال الموجهة لدعم العائلات المعوزة والتي أمر رئيس الجمهورية بصرفها كمنحة تمدرس لمساعدة العائلات محدودة الدخل على توفير مستلزمات التمدرس لأبنائها، وترتكز تحقيقات مصالح الدرك على البحث في قائمة المستفيدين ووجهة تلك الأموال، إذ أنه من بين المؤسسات التربوية من تقوم بصرفها لتلاميذ غير موجودين في مؤسساتهم التربوية، أي بعد مغادرتهم إياها إلى مؤسسات أخرى أو طردهم من المدرسة إلا أن هؤلاء المدراء بتواطؤ مع بعض المقتصدين يحتفظون بقوائم هؤلاء التلاميذ وأرقام تسجيلهم ويستفيدون من المنحة الموجهة لهم·كما كشفت بعض نتائج التحقيقات عن تورط المدراء أو المقتصدين أو كليهما في التلاعب بأموال المنحة من خلال اغتنامهم فرصة عدم تقدم العائلات لطلب المنحة ليتم تحويلها إلى صالحهم دون أي وجه حق· هذا علاوة على وجود عدد من الأسر التي لا تتوفر فيها شروط الحصول على هذه المنحة لكنها بالرغم من ذلك تستفيد منها رغم حالتها المادية الميسورة بينما لا يستفيد منها تلاميذ بعض العائلات الذين يستغل أولياؤهم تلك الأموال لأغراض لا علاقة لها بشراء الكتب والأدوات المدرسية، إذ أن التلاميذ يعانون طيلة السنة من انعدام الكتب لديهم· ويأتي تحقيق مصالح الدرك الوطني بشأن هذه الأموال بعد الشكاوى المتعددة التي تقدم بها أرباب أسر ومسؤولون، عن سوء صرف أموال منحة التمدرس مثلما هو الحال للاتحاد الوطني لأولياء التلاميذ للعاصمة الذي طالب وزارة التربية الوطنية بإعادة النظر في معايير الاستفادة من المنحة علما أنه يتم التحقق الآن من سير العملية على مستوى كل مؤسسة على حدة·إلى جانب ذلك تسبب إضراب موظفي المصالح الاقتصادية بداية السنة الدراسية الجارية في تأخر تسليم منحة التمدرس بعدد من المؤسسات التربوية إلى غاية شهر أكتوبر القادم، بسبب عدم إتمام الإجراءات الإدارية الخاصة بتسليمها، وهو ما أثار غصب الأولياء المعنيين بالاستفادة منها، والذين كانوا ينتظرون أن تسلم لهم تلك المنحة مع الدخول مباشرة من أجل التكفل بشراء المستلزمات المدرسية مثلما أكد عليه المسؤول الأول على القطاع أبو بكر بن بوزيد