فوضى و طوابير بالصندوق الوطني للتقاعد بقسنطينة يشهد الصندوق الوطني للتقاعد بولاية قسنطينة، فوضى يومية بسبب ضيق القاعة المخصصة لاستقبال المواطنين الذين يمثل الشباب من طالبي شهادة عدم الانتساب نسبة كبيرة منهم، و هو ما أدى إلى تشكل طوابير طويلة امتدت إلى خارج المقر و خلفت استياء واسعا و دفعت بكبار السن إلى افتراش الأرض. و لا تزال معاناة المتقاعدين و المواطنين الراغبين في تسوية وضعياتهم بالصندوق الوطني للتقاعد، متواصلة منذ سنوات، فقد أصبح منظر الشيوخ الجالسين أرضا قرب مقر الصندوق بحي المنظر الجميل، مشهدا مألوفا عند المارة، بعدما لم تعد القاعة المخصصة لاستقبالهم قادرة على استيعاب مائات الأشخاص الوافدين إليها يوميا، حيث لاحظنا أول أمس أنها كانت ممتلئة عن آخرها، إلى درجة أننا وجدنا صعوبة في دخول المكان، الذي يعج بشيوخ و نساء طاعنات في السن يتزاحمون من أجل الوصول إلى عون الشباك، بينما يجلس البعض فوق الكراسي القليلة. اقتربنا من شيخ قال أنه يأتي منذ ثلاثة أيام إلى الصندوق من أجل تسوية وضعيته بخصوص منحة لم يحصل عليها في معاشه، لكن لم يتمكن من الوصول إلى الموظفين لطرح انشغاله، بسبب العدد الكبير من المواطنين و قلة العاملين الذين اتهم بعضهم بالتعامل ب "فظاظة»، كما تحدثنا إلى شيخ طاعن في السن وجدناه مفترشا الأرض بيده تذكرة الدور و قد بدت عليه علامات التعب و الإرهاق من طول الانتظار، حيث قال لنا أنه قدم من بلدية عين اعبيد منذ السادسة صباحا بعد أن استأجر سيارة بمبلغ ألفي دينار، لكن الساعة وصلت إلى الحادية و النصف دون أن يصل دوره. و الملاحظ أن عددا كبيرا من المنتظرين هم من الشباب الذي يأتون للصندوق من أجل استخراج شهادة عدم الانتساب لصندوق الضمان الاجتماعي، و يتعلق الأمر بطالبي العمل و بعض عمال الشبكة الاجتماعية، حيث ذكر شاب بأنه ينتظر دوره منذ حوالي ساعتين، في وقت استطاع "أصحاب المعارف" من قضاء حاجياتهم بسهولة بالدخول من البوابة الأخرى. نقلنا انشغالات المواطنين إلى مدير الصندوق الوطني للتقاعد بقسنطينة السيد بوعزة مصطفى، حيث قال أن أغلب من يفدون على مصالحه هم العاملون في الشبكة الاجتماعية بالبلديات و الدوائر و مديرية النشاط الاجتماعي، و الذين يصل عددهم يوميا إلى حوالي 600 شخص، يُطلب منهم و بصفة دورية استخراج شهادة عدم الانتساب للصندوق من مصالحه، رغم أن ذلك ممكن على مستوى الإدارات التي يعملون بها، بعد أن حُولت إليها أقراص مضغوطة تحمل قوائم جميع المنتسبين، لتجنيب المواطنين عناء التنقل إلى الصندوق، لكن لم يتم العمل بهذه البيانات، ما خلق ضغطا كبيرا على صندوق التقاعد الذي يفترض أن يتفرغ للمتقاعدين. و اعترف المدير بالمعاناة التي يعيشها المتقاعدون و المواطنون الوافدون إلى الصندوق الوطني للتقاعد، مضيفا أنه و بمجرد تنصيبه قبل حوالي 7 أشهر، وجه مراسلات إلى والي قسنطينة من أجل إلزام البلديات و باقي الإدارات، بعدم إرسال المواطنين إلى الصندوق و استخراج شهادات عدم الانتساب على مستواها باستعمال البيانات المحولة إليها، كما أوضح السيد بوعزة بأن الأمور سوف تنفرج مع تسليم مشروع المقر الجديد بعلي منجلي و الذي فاقت به الأشغال نسبة 70 بالمائة، حيث تتضمن المنشأة الجديدة قاعة استقبال بمساحة 300 متر مربع. و لدى استفسارنا عن سبب تأخر صب الزيادات في المعاش و المقدرة ب 5 بالمائة بالنسبة للعديد من المتقاعدين، صرح المسؤول بأن ذلك راجع إلى وقوع أخطاء لدى تفريغ البيان في أنظمة الاعلام الآلي، حيث يجري حاليا تصحيحها و تسوية الوضعيات العالقة، ليضيف بأن حوالي 110 ألف متقاعد بولاية قسنطينة يسحبون كل شهر معاشاتهم التي تقدر قيمتها ب 300 مليار سنتيم.