«صوفينسبا» تستعيد حبها المفقود على ركح المسرح الجهوي قسنطينة استعادت أميرة قرطاج صوفينسبا حبها المفقود و حلمها بإنقاذ وطنها من الرومان، للحظات على ركح المسرح الجهوي بقسنطينة سهرة أمس الأول، في العرض الشرفي لمسرحية»الحب المفقود»التي أخرجها أحمد بن عيسى و أنتجها المسرح الوطني محي الدين باشتارزي. الصراع النوميدي- الروماني عاد ليشكل محور عرض مسرحي جديد احتضنته عاصمة الثقافة العربية قسنطينة سهرة الخميس بالمسرح الجهوي، و برزت صوفينسبا أو «أميرة الظلام» كما يفضل الكثيرون تلقيبها، الشخصية المحورية و بطلة قصة حب قامت بسببها حروب طاحنة و معارك ضارية بين ملكي نوميديا الشرقية و الغربية ماسنسن «ماسينيسا» الذي اختار التحالف مع سيبون الإفريقي و روما و صيفاقس حليف قرطاج. مؤلف «الحب المفقود»غريبي عبد الكريم، حاول إنصاف أميرة صوفينسبا التي تعمدت الكثير من المؤلفات الغربية و بشكل خاص تلك التي وقعها بيير كورناي الذي جعل منها إمرأة لعوب تتسبب في إراقة الدماء بين الأمازيغ، مثلما ذكر المؤلف بعد العرض، و ذلك من خلال إبراز تضحياتها لأجل حبها السرمدي وطنها قرطاج و الذي اضطرت لأجله التخلي عن عشقها لماسنسن و الموافقة على الزواج من صيفاقس لأجل مصالح بلادها، غير أن ذلك أثار سخط ماسنسن الذي انتهج سياسة التحالف و حب التوسع في نهج الدولة الرومانية و الانتصار على صيفاقس و قرطاج، لكن حقده على صوفينسبا اختفى بمجرّد رؤيتها من جديد، فيرفض تسليمها للرومان لغيرته و نخوته الأمازيغية، غير أن صوفينسبا تفضل الانتحار بشرب السم، لتموت موت الأبطال، ليذكر التاريخ شجاعتها و شهامتها بدل استسلامها و رضوخها للرومان. العمل الذي مزج بين الملحمة و التراجيديا، ميزه ديكور بسيط، لكنه عكس فخامة القصور تارة و بؤس ساحة المعارك تارة أخرى، و انسجمت فيه أزياء الجنود و المحاربين و ثراء الثقافة الإفريقية و الأمازيغية بشكل خاص، دعمته التحكم الملفت في الإضاءة و الألوان التي اختلفت باختلاف الإحداث و فصول العمل التي كانت أغلبها داخل القصر الذي تعيش به صوفينسبا وواصفتها «إزلان» ذات الشخصية الدلالية الواسعة التي كانت تحمل المتلقي إلى أعماق إفريقيا و الصحراء والأصالة بصوتها و زيها التقليدي العاكس لثراء التراث الأمازيغي. بطلة العرض فريدة زايشي التي تألقت في دورها التراجيدي، الملحمي من خلال تقمص شخصية مركبة تجمع بين الرقة و الكبرياء و الفتنة و الدلال و الدهاء، فتمكنت في أول دور تاريخي لها من استقطاب اهتمام الجمهور الذي سارع بعد العرض لسؤالها عن الدور و التقاط صور معها. المسرحية عرفت مشاركة أكثر من 23 فردا بين ممثلين و راقصين، منهم كريم حمزاوي «دور ماسنسن»، عبد الله نميش»صيفاقس»، سفيان مختار «فرمينا»، عبد الحق سبع»سيبيون»...و غيرهم من الممثلين الشباب الذي يجهل الجمهور أكثرهم.