أمناء يطردون الأمين الولائي من دار النقابة بالقوة قام أمس العشرات من أمناء الفروع النقابية بقسنطينة باقتحام مكتب الأمين العام للإتحاد الولائي للعمال الجزائريين وطرد مهدي عبد القادر الذين يقولون أنه فقد صفة المسؤول الأول عن النقابة بعد إقصائه من طرف المركزية النقابية. حيث تحولت الندوة الولائية للإطارات النقابية، المنعقدة بمناسبة الاحتفال بالذكرى المزدوجة لتأسيس الإتحاد العام للعمال الجزائريين وتأميم المحروقات، إلى معركة بين مناصرين لمهدي ومطالبين برحليه، حيث كانت مجمل التدخلات خلال الندوة بمثابة محاكمة للأمين العام السابق الذي يتهمون بالتمرد على قرارات المركزية وبمحاولة البقاء في الكرسي بكل الطرق، و حملوه وبعض المنشقين مسؤولية "الفتنة الحاصلة"، كما وصفوا فترته بالسوداء، حيث قال رئيس اللجنة الولائية لتحضير المؤتمر، الذي كلفه سيدي السعيد بترؤس الأمانة الولائية، أن قسنطينة حرمت لعشر سنوات من عقد مؤتمر ولائي وأن ذلك أدى إلى تدهور الوضع النقابي و الاجتماعي وخلف حالة من الفرقة والغضب وقال أن العمال والنقابيون أصبحوا عرضة للمتابعات القضائية والتعسف، و أضاف المتحدث أنه وطاقمه حاولوا درء الفتنة وطالبوا الأمين العام السابق ومن معه بالامتثال للقرارات لكنهم أبو إلا إن يستميتوا في التمسك بالكرسي رغم صدور أكثر من قرار بمنعهم من العمل النقابي والتصرف في أموال العمال. و قد كانت مداخلة رئيس اللجنة متبوعة بالهتاف لتسود القاعة حالة من الفوضى بعد أن طالب أغلب المشاركين بضرورة التحرك الفوري لإزاحة الأمين الولائي السابق وإخراجه بالقوة من المكتب، ليتجه العشرات منهم نحو المكتب ويقومون باقتحامه و تحصل مواجهات مع من كانوا برفقة السيد مهدي وعددهم لا يتعدى الستة أشخاص، التشابك استغرق اقل من خمس دقائق قبل أن يتم إخراج الأمين العام السابق بالقوة خارج مقر دار النقابة، كما قام النقابيون بكسر مقر الإتحاد المحلي وسط و اقتحامه أيضا. السيد مهدي أكد أنه سيودع شكوى ضد من أسماهم بالمعتدين عليه وقال أنه تعرض للضرب مما خلف إصابات له ولبعض مرافقيه من النقابيين متهما مسؤولي اللجنة الولائية لتحضير المؤتمر بالاستعانة بأشخاص لا علاقة لهم بالنقابة لفرض منطق القوة. للإشارة فإن قضية تجميد مهام أعضاء مكتب الإتحاد المحلي وسط وتنصيب طاقم جديد من طرف اللجنة التنفيذية للإتحاد الولائي كانت سببا في تفجير خلافات تحولت إلى انشقاقات بعد أن أصدرت المركزية النقابية أوامر بإعادة الطاقم الأول، وقد تطور الأمر في إلى درجة استعمال العنف لكن ما حصل أمس يعد سابقة في تاريخ النضال النقابي بقسنطينة.