مصانع أدوية ترفض استقبال الطلبة المتربصين أفاد مدير مخبر علوم وتكنولوجيات البيئة بجامعة الإخوة منتوري بقسنطينة، بأن عددا من مصانع الأدوية ترفض دخول الطلبة المتربصين بحجة المحافظة على السرية، وأوضح بأن غياب سياسة بعيدة المدى يظل العائق الأكبر أمام تطوير الصناعة الصيدلانية التي تسير بوتيرة ضعيفة. وأوضح مدير المخبر البروفيسور الطاهر سهيلي للنصر، على هامش إشرافه على الأيام الدولية التاسعة للكيمياء بقاعة المحاضرات 500 مقعد بجامعة قسنطينة 1، بأن ربط المجال العلمي الجامعي بالسوق الاقتصادية بحاجة إلى التنظيم، مشيرا إلى أن العديد من مصانع الأدوية ترفض تربص الطلبة على مستوى وحداتها الإنتاجية بحجة المحافظة على السرية، حيث انتقد غياب التواصل بين الجامعة ومركبات إنتاج الدواء، وقال بأن رجال السياسة لا يمكنهم التفرغ لوضع سياسات بعيدة المدى في مجال الصناعة الدوائية إلا بعد إزاحة العراقيل الإدارية بين الجامعة والمصانع، التي لا تزال بعيدة حتى عن مرحلة تقديم المساعدة للبحث الجامعي في مجالات الدراسة الصيدلانية. واعتبر نفس المصدر بأن صناعة الأدوية بالجزائر لا تزال تسير بوتيرة بطيئة بسبب اقتصارها على التوظيب في أغلب الأحوال، مشيرا إلى ضرورة الانتقال إلى القيام بجميع مراحل إنتاج المواد وتعليبها على المستوى المحلي، فيما نبه بأن أغلبية العاملين المؤهلين على مستوى مصانع الأدوية من خريجي الجامعة الحائزين على شهادات في الكيمياء، وبالتحديد شهادة الماستر في تخصص الهندسة الصيدلانية التابع لقسم الكيمياء، الذي فتحته الجامعة حسبه، لتلبية حاجة السوق المتزايدة لليد العاملة في المجال، حيث قال بأن الجزائر قبل 20 سنة لم يكن فيها العدد الموجود حاليا من الطلبة المتخصصين في صناعة الأدوية، الذين اعتبرهم مؤهلين بشكل جيد وقادرين على تأدية وضيفتهم بشكل مثالي، بالرغم من شروط الدقة والحماية العالية التي تتطلبها عملية التصنيع. و عزا البروفيسور تأخر الصناعة الصيدلانية في الجزائر إلى "غياب سياسة واضحة وبعيدة المدى" في المجال واعتبرها العائق الأكبر، حيث أوضح بأن "السلطات كان من المفترض أن تشدد على أصحاب المصانع من أجل تطوير إنتاجهم في السنوات التي كانت تشهد ارتفاع أسعار البترول"، من أجل خفض فاتورة استيراد الأدوية التي تصل إلى 3 ملايير دولار سنويا حسب المتحدث، كما أشار إلى أن توقع المستقبل ليس من مهام الأكاديميين والباحثين في المجالات العلمية، وإنما يجب أن يقوم به السياسيون وفق معايير علمية، برأيه. ويذكر بأن الأيام الدولية للكيمياء ستستمر إلى غاية اليوم على مستوى جامعة الإخوة منتوري، بمشاركة أساتذة وباحثين من الجزائر والمملكة المغربية وفرنسا واسبانيا، حيث تهدف هذه الأيام حسب البروفيسور سهيلي إلى تحيين البحث العلمي وتبادل التقنيات في مجال الكيمياء، فضلا عن منح فرصة التكوين لطلبة الدكتوراه والالتقاء فيما بينهم.