عبر أمس عشرات الفلاحين القاطنين بمناطق متفرقة بأم البواقي عن تذمرهم واستيائهم من القرار المفاجئ المتخذ من طرف الديوان الجزائري المهني للحبوب، والمتضمن حرمان 17 بلدية بالولاية من الاستفادة من مادة الشعير الموجهة للعلف، مطالبين الجهات الوصية والسلطات الولائية يتقدمها والي الولاية بضرورة التدخل لإعادة النظر في القرار الذي سيحرم عشرات المربين والموالين من المادة الأساسية التي يغذون بها مواشيهم في ظل الجفاف الذي تمر به الولاية. الفلاحون تفاجأوا للقرار الذي لم يكن مبرمجا حسبهم والمتضمن حرمان الفلاحين عبر 17 بلدية من بلديات الولاية ال29 من سحب مادة الشعير العلفي، مبينين بأن القرار غير مدروس وتكون عواقبه وخيمة، في ظل الجفاف الذي تمر به الولاية خلال السنوات الأخيرة. وأكد المتحدثون إلينا بأنهم يتساءلون عن مصير قرار متخذ من طرف تعاونيات الحبوب بالولاية والمتضمن منح الأعلاف والبذور لكل فلاح يقوم بدفع محصوله بعد كل عملية الحصاد، وعديد الفلاحين من الولايات المقصية أكدوا بأنهم دفعوا محصولهم للتعاونيات وينتظرون منحهم الأعلاف والبذور، وذهب بعض الفلاحين للتساؤل عن تطبيق الديوان الوطني لتعليمة وزارية صدرت سنة 2013 أواخر السنة الحالية، وبينوا بأن الأولى تطبيق التعليمة لحظة صدورها وليس الانتظار حتى مرور سنتين. مدير تعاونية الحبوب والبقول الجافة بأم البواقي منصر خليفة كشف للنصر بأن القرار جاء من الإدارة العامة على إثر تعليمة وزارية رقم 1420 محررة في 19 نوفمبر 2013، مضيفا بأن التعليمة أعقبت مرسوما رئاسيا يحدد المناطق السهبية والرعوية، والمتضمن تحديد 12 بلدية بأم البواقي ضمن البلديات الرعوية و السهبية، وكشف المتحدث بأن القرار انطلق تجسيده الأربعاء الماضي والذي يهدف حسبه إلى تنظيم توزيع مادة الشعير العلفي. مدير الغرفة الولائية الفلاحية لخضاري خليفة وفي حديثه للنصر كشف بأنه في حال صدور قرار مماثل فالأولى أن تتخذه اللجنة الولائية المكلفة بتطهير قوائم المربين وهي اللجنة التي لم يتم تنصيبها بعد ومن المفترض أن تنصب اليوم الأربعاء، وبسبب اتخاذ قرار قبل تنصيب اللجنة فالمهنيون بحسب مدير الغرفة سيقاطعون تنصيب اللجنة حتى تسوى وضعيتهم.المتحدث ذاته أضاف بأن عملية إقصاء البلديات غير المندرجة ضمن المناطق الرعوية والسهبية استثنى بلديات رعوية وسهبية على غرار أولاد زواي و الحرملية، فالإقصاء حسبه غير مستند للدراسة بالنظر كذلك لكون الولاية تعاني الجفاف خلال السنوات الأخيرة.مدير الغرفة الفلاحية ذهب إلى أبعد من ذلك حين أكد أن أم البواقي التي تضم نحو 6100 مربي مواشي سيتم إقصاء ما نسبته 60 بالمائة منهم و المقصون مجبرون في ظل انعدام الأعلاف وارتفاع سعرها في السوق السوداء أين يصل سعر القنطار الواحد حدود 5 آلاف دينار على التخلي عن نشاط تربية الماشية وهجر الأرياف باتجاه المدن بعد سنوات من الاستقرار.