القائمون على مسلسل ذاكرة الجسد لم يحسنوا اختيار لوحات قسنطينة تستعد الفنانة التشكيلية القسنطينية شفيقة دالي حسين لنشر دراستها حول إحدى روائع الفنان التشكيلي الفرنسي - فيريي غابرييل- المحفوظة بالمتحف الوطني سيرتا بقسنطينة و الموسومة "متعاطو الكيف". كما تعكف حاليا على وضع اللمسات الأخيرة على لوحاتها التي ستشارك بها في معرض فني بتونس حول "جسم إنسان في كل تحركاته" . - نود في البداية التعرّف على صاحبة لوحة "دفء ألوان الشتاء"؟ - أنا فنانة تشكيلية من قسنطينة متخرجة من مدرسة الفنون الجميلة عام 1982 عاملة بقسم التراث الوطني بالمتحف الوطني سيرتا أشرف على مجموعة واسعة من اللوحات الزيتية التي يعود تاريخها إلى القرن الماضي و التي تحكي تاريخ مدينة قسنطينة العريق بريشة فنانين عشقوها و خلدوها في تحف موجودة حاليا بالقاعة المركزية للمتحف. - في سياق الحديث عن الكم الهائل للوحات المخلدة لتاريخ و سحر مدينة قسنطينة المحفوظة بالمتحف، ما رأيك في اللوحات التي استعانوا بها في ديكور مسلسل "ذاكرة الجسد"لمخرجه نجدة إسماعيل آنزور؟ - أظن أن من اختاروا لوحات قسنطينة في هذا العمل التلفزيوني لم تكن لهم صلة بمجال الفنون التشكيلية، فنحن لم نكن على علم بذلك و لا أحد اتصل بنا طلبا لأعمال زيتية و روائع مخلدة لقسنطينة... و النقائص لم تسجل على مستوى اللوحات و الرسومات فقط بل حتى في الزي التقليدي القسنطيني...للأسف هذا ما يحدث عندما نتعمد تهميش المختصين و ذوي الكفاءة. - لنعد إلى عالمك الألوان، فإلى أي مدرسة تفضلين تصنيف نفسك فيها؟ - في الحقيقة أنتمي للمدرسة الواقعية المعالجة للواقع كما هو بكل صدق و أمانة و أحب رسم الوجوه و البورتريهات المستوحاة من الحياة البدوية و الصحراوية، و التي أبحث من خلالها على إبراز روح الشخصية العربية...أهتم كثيرا بنقل معاناة و مأساة الآخرين، و حياتهم في مختلف المواقف، أحب رسم الناس و الأماكن...فرسومات مستوحاة من الأسواق و المساجد و البيوت...الخ - لكن لوحتيك " دفء ألوان الشتاء" تعكس ميولك للمدرسة التجريدية؟ - أنا من الفنانين الذين ينساقون وراء إحساسهم و خيالهم و لا أحب التقيّد بمدرسة معيّنة، و في هذه اللوحة حاولت التعبير باستعمال خيوط الليف المصنّع (فيلاس) عن حركة داخلية من الإدراك الحسي المجرّد، و غالبا ما أقوم بأبحاث قد تنفلت الأسماء فيها من مسمياتها،و لا تحد المكان فيه المعالم والخصائص. و أحب إضافة أشياء جديدة و مميّزة للوحاتي، قد تضمن لي التفرّد. - أي الألوان تفضلين؟ - الألوان الزيتية، و أنا أعتبر نفسي محظوظة لأنني أعيش بين روائع رسامين مشهورين و بين خطوط ملهمة، فاللوحات الزيتية التي أعتني بها و أشرف على الحفاظ عليها بالمتحف بحكم مهنتي ألهمتني و أثرت في بشكل جلي مثل سانتيس جوزيف، سبيلمان أوسكار، و بشكل خاص إيتيان ديني. - أي اللوحات أثارت إعجابك أكثر ؟ - أظنها لوحة "متعاطو الكيف" لفيريي غابرييل التي أقوم منذ خمس سنوات بإعداد دراسة معمقة أسلط من خلالها الضوء على ألوان و مركبات هذه التحفة الفنية الرائعة و نظرة و أحاسيس الرسام... - شاركت بالعديد من المعارض الفنية هلا حدتنا عن هذه التجربة؟ - بالفعل كانت لي مشاركات فنية عديدة داخل و خارج الوطن و كل مرة أحاول نقل روح قسنطينة و ذاكرتها فيها. و قد تلقيت ميدالية ذهبية في معرض دولي بتونس، أين شاركت في معرض فني نسائي رفقة مجموعة من الفنانات التشكيليات التونسيات بالحمامات وكان محور المعرض الحمامات الشعبية، و حاليا أعكف على وضع اللمسات الأخيرة على أعمالي التي سأشارك بها هذا الصيف في معرض جديد بتونس حول "جسم الإنسان". حاورتها مريم/ب