المحتجون ينفون سيطرة قوات القذافي على رأس لانوف ومصراتة وطبرق استهدفت القوات الجوية التابعة للقذافي أمس بالقصف عدة مواقع في المناطق التي يسيطر عليها المطالبون برحيل النظام منذ عدة أيام، وذلك في محاولة لاستعادتها ومنع المحتجين من الزحف نحو طرابلس. ونفى المسلحون المعارضون ما أعلنه صباح أمس التلفزيون الليبي عن سقوط ثلاث مدن كانوا يسيطرون عليها في أيدي قوات القذافي، دون أن ينفوا انسحابهم من بعض المواقع المتقدمة هناك، حيث أكدوا تراجعهم أمس عن مدينة بن جواد الواقعة على بعد مائة كلم شرق سرت مسقط رأس القذافي، وقال متحدث باسم المحتجين في تصريح لوكالة "فرانس برس" أنه تم الانسحاب من بن جواد لتكون راس لانوف خطهم الدفاعي، مؤكدا وصولهم أول أمس السبت إلى أبعد من بن جواد غير أن عناصر القذافي مسلحون بشكل أفضل بكثير منهم كما قال.المعارك التي وقعت صباح أمس أدت إلى سقوط قتيلين وأكثر من أربعين جريحا بينهم صحافي فرنسي أصيب في ساقه، في وقت كانت قناة "الليبية" القريبة من نجل القذافي والتلفزيون الرسمي أعلنا أن الجيش تمكن من السيطرة على مدن راس لانوف ومصراتة وطبرق وأن القوات التابعة للقذافي في طريقها إلى بنغازي شرق ليبيا، وهو ما فندته العديد من المصادر الصحفية من عين المكان ومنهم مراسل وكالة "فرانس برس" ومبعوث "بي بي سي" والتي أكدت أن رأس لانوف لا زالت في أيدي المحتجين الذين سيطروا عليها منذ عدة أيام، وقد تزامن إعلان التلفزيون الرسمي في اليوم ال19 من الاحتجاجات مع إطلاق نار كثيف من أسلحة رشاشة في وسط طرابلس العاصمة، حسبما ذكر صحافي من وكالة "فرانس برس" للاحتفال بهذا الحدث، كما خرج المؤيدون لبقاء القذافي إلى الساحة الخضراء وسط المدينة تعبيرا عن تأييدهم لبقائه وجابت سيارات في المدينة وقد أطلقت أبواقها، وأكد بعض الجنود أنهم فرحون بما أسموه "الانتصار على القاعدة التي رحلت دون رجعة" . ونفى عضو في المجلس الثوري الذي شكله المحتجون في طبرق شرق ليبيا، في اتصال هاتفي مع "فرانس برس" من بنغازي صباح أمس الأحد سقوط المدينة بأيدي قوات القذافي كما أفاد التلفزيون الليبي، مؤكدا أن هذا الكلام غير صحيح إطلاقا، وأكد عضو آخر أنه انتقل إلى وسط الميدان وأن الخبر كاذب. وكانت منطقة راس لانوف قد شهدت أمس دوي انفجار هائل تلاه إطلاق مضادات جوية دون أن يعرف سبب الانفجار، في وقت كانت القوات التابعة للقذافي قد شنت غارتين جويتين على المدينة استهدفت الأولى معبرا يسيطر عليه المحتجون والثانية معسكرا لهم، دون أن تخلف ضحايا ولا أضرارا حسب أحد المحتجين من عين المكان، وفي مصراتة أفاد السكان أن دبابات القذافي دخلت المدينة وبدأت بقصف المساكن، وقال أحدهم في اتصال هاتفي مع "فرانس برس" أن الدبابات أطلقت قذائف على وسط المدينة قرب مقر الإذاعة فضلا عن إطلاق نار كثيف بالأسلحة الرشاشة، مضيفا أنهم لا يملكون سلاحا لصد تلك الهجومات وأنه على المجتمع الدولي التدخل بسرعة وإلا ستقع "مجزرة".وأكد محتجون ليبيون أنهم أسقطوا طائرة هيلكوبتر أثناء معارك مع القوات الموالية للقذافي في شرق ليبيا أمس الأحد، وقال ثلاثة من المحتجين في مرفأ راس لانوف أنهم شاهدوا طائرة الهيلكوبتر وهي تسقط في البحر، دون أن يتسن الحصول على مزيد من التفاصيل، وقد بثت قناة "فرانس 24" أمس شريط فيديو يظهر إطلاق النار من طرف المحتجين على طائرة مقاتلة كانت تحوم فوقهم قبل أن تظهر كومة كبيرة من الدخان ليظهر الشريط فيما بعد حطاما مشتعلا لطائرة مقاتلة روسية الصنع وجثتي الطيارين وهما مهشمتان بالقرب منها . ومن جهتها قالت الأممالمتحدة أن أكثر من 191 ألف شخص فروا من ليبيا حتى الآن، في حين أكدت هيئة الدفاع المدني التونسية أن عدد الذين عبروا الحدود التونسية مع ليبيا منذ 20 فيفري وحتى الجمعة الماضية يقدر بمائة ألف شخص.وفي الجانب السياسي يحاول المجلس الوطني الانتقالي الذي شكله المحتجون برئاسة مصطفى عبد الجليل تحقيق الاعتراف الدولي وتمثيل الدولة الليبية بعد ما أكدوه من فقدان شرعية نظام القذافي محليا وإقليميا ودوليا، وفي هذا السياق أكدت مصادر إعلامية أن المجلس قد عيّن محمود جبريل مسؤولا عن التفاوض مع المجتمع الدولي للحصول على الاعتراف بالمجلس الذي يتخذ مدينة بنغازي مقرا مؤقتا له، كما تم تعيين عبد الحفيظ غوقة كناطق رسمي باسم المجلس وعبد الرحمان شلقم مندوبا لليبيا لدى الأممالمتحدة، وعلي العيساوي مسؤولا عن العلاقات الخارجية . وجدّد المجلس من جهة أخرى رفض أي تدخل أجنبي عسكري من قبل الأممالمتحدة سواء عن طريق الإنزال العسكري أو عن طريق الضربات الجوية التي تسعى إلى شل البنية العسكرية لكتائب القذافي الأمنية. ه-ع