الأنظمة الاجتماعية والخطب التقليدية أصبحت غير ملائمة للجزائريين يرى الدكتور لونيس أوقاسي استاذ وباحث بمعهد علم النفس والعلوم التربوية بجامعة منتوري بأن الفراغ النفسي والثقافي والرغبة في إيجاد الهوية المفقودة من أهم الدوافع التي أدت إلى تفشي الهوس بالفريق الوطني لكرة القدم بين شبابنا وتماهيهم بأعضائه . وتابع قائلا: "لطالما وجدوا أمامهم جزائر لاتمثلها بالنسبة اليهم الأنظمة التربوية والثقافية والاجتماعية والجمعيات والهيئات السياسية وحتى الأسر لأنها جميعا تتحدث لغة منفصلة عن واقعهم واحتياجاتهم ولاتعبر عن أحاسيسهم ورغباتهم وتطلعاتهم... حتى حبهم لكرة القدم، اللعبة الأكثر شعبية ورواجا في العالم لم يرتبط طويلا بالوطنية وحب الوطن واكرامه لدرجة التوحد والتماهي برموزه... لقد كان فريقنا الوطني طيلة عقدين من الزمن تقريبا ضعيفا باهتا، مما جعل هؤلاء الشباب يتعلقون بفرق عالمية كبرى وأممها ويتفانون في التعبير عن هذا الحب... وينظرون إلى كرة القدم الجزائرية على أنها وسيلة لاثارة الشغب والعنف والتعبير عن الغضب والاحباط وفقدان الهوية والروح الوطنية وتجلى ذلك في معظم المقابلات المحلية... لكن بمجرد بروز الفريق الوطني لكرة القدم بتشكيلته الجديدة تغيرت الأمور وتهاوت المعايير السابقة... لقد خلق ديناميكية غير مسبوقة... 11 شابا محترفا، يتميزون بتكوين عال تلقوه خارج البلاد ونضج سياسي وتربوي وثقافي... حضروا من مختلف المناطق ليقدموا نماذج حية للنجاح والتألق المهنية والرياضية العالية ويكونوا قدوة لباقي الشباب الجزائري. لاتهم نتيجة المقابلة مع مصر بقدر ماتهم الرسالة الموجهة إلى السياسيين والمجتمع المدني لتغيير الخطاب التقليدي الموجه للشباب والسعي للابقاء على هذه الديناميكية المتفجرة في اعماقهم وفي كل مكان حولنا لقد كانت الكراهية والتفرقة تسودان بين معظم المواطنين في شرق، غرب، شمال أو جنوب البلاد وفي الخطاب وحد ال11 لاعبا في المنتخب الجزائري الجميع وهم يمثلون الشباب الجزائري برمته... وهنا يوجد خطاب صريح للسياسيين: اعطوهم الثقة ووفروا لهم الوسائل في مختلف المجالات وسينجحون. أقول السياسيين لأن ارادة سياسية تكمن وراء ال11 لاعبا الذين اعطونا شيئا من الفرح لابد من الحفاظ عليه... والكثير من الديناميكية يجب أن تشكل مختلف القطاعات والدعوة اليها يجب أن تتم بلغة واضحة وصريحة... لقد اراد الرئيس بوتفليقة أن يصنع فريقا قويا ومشرفا أعاد الينا الشعور بالفخر والاعتزاز... ارادته وقراره جعلا كل الجزائريين اخوة واخوات يلتفون حول قضية واحدة هي ال11 لاعبا... وهذه خطوة تشرح كيف تتحول المصالحة الوطنية إلى ثقافة سلم حقيقية وكيف يمكن للفرسان ال11 ن يربوا ويعلموا ويرتقوا بأفكار وطموحات باقي الشباب الجزائري الذين يتماهون بهم فيرسخون وطنيتهم.. أن الانطلاقة جيدة والأهم أن نحافظ على هذه الديناميكية والحركية الاجتماعية". إلهام. ط