كشف تأهل الفريق الوطني لكأس العالم بأن رياضة كرة القدم تشكل "اسمنتا" صاهرا للمجتمع حسبما أكده مساء يوم الثلاثاء الماضي بقسنطينة الأستاذ الجامعي حسني بوكرزازة. واستنادا الى نتائج بحث قام به فريق متعدد الإختصاصات في دراسات الأنتروبولوجيا الإجتماعية والثقافية بوهران ثمن السيد بوكرزازة خلال تدخله بمناسبة نشاطات " فضاء الثلاثاء" ما تحقق من عبر ومكاسب منبثقة عن التجديد الذي ما فتئت تشهده كرة القدم الجزائرية وهو ما سمح ببروز ومعرفة جوانب أخرى لهذا النوع من الرياضة "بعيدا عن المنافسة وما يتبعها". وساعد تعميم وتكثيف وسائل التغطية الإعلامية لممارسة كرة القدم من خلال قنوات اتصال مختلفة على غرار الملاعب وألعاب الفيديو على إضفاء بعد ثقافي لهذا النوع من الرياضة حسبما أوضحه هذا الأستاذ الباحث بجامعة منتوري بقسنطينة. وبالنسبة للجزائر فإن ذلك أدى أيضا إلى تعزيز وتدعيم الروابط بين مختلف الجهات الفاعلة من لاعبين ومدربين ومشجعين وحتى متدخلين آخرين عبر صيغة -السبونسور- وهو الأمر الذي اضفي على هذه العلاقات مسحة تكاد تكون -عاطفية-نادرا ما حصلت إذ تجاوزت المستطيل الأخضر لتصبح "قدسية" مدعومة من المجتمع بأكمله على حد تعبير الأستاذ بوكرزازة. وأشار ذات المتدخل الى أنه لاعتبارات وحسابات عدة أصبحت كرة القدم "إرثا عائليا وقضية أحياء وتاريخ أمة" على غرار دول امريكا اللاتينية وصانعي ملحمة "الفريق الوطني". و أوضح الأستاذ بوكرزازة بأن لقاء أم درمان بالسودان كشف النقاب عن "بعد واضح للهوية تم فيه تجاوز الممارسة الرياضية ليصل الأمر حد المطالبة الوطنية" مضيفا بالمناسبة بأن الجزائريين ساندوا ودافعوا عن ألوان الفريق الوطني" تماما مثلما فعل أسلافهم مع فريق جبهة التحرير الوطني المجيد عندما كان ناطقا رسميا للثورة الجزائرية". وبغض النظر عن الرهانات التجارية وتلك المرتبطة بطابع المنافسة فإن "كرة القدم تظل ذات تعبير تربوي يمكن ان يخدم جديا النموذج الإجتماعي" حسبما أضافه الأستاذ بوكرزازة الذي عرف الروح الجماعية للفريق والمنافسة السليمة وحتى احترام الخصم و توجيهات -الفيفا- بخصوص البطاقات الصفراء والحمراء والإنذارات إلى غير ذلك بكونها عناصر إيجابية ذات فائدة تربوية يمكن أن يكون له تأثير حسن على المجتمع برمته. ويعد المجهود الجماعي واللعب النظيف واحترام الخصم ومفهوم الانضباط بمثابة عبر إيجابية حسب المحاضر من شأنها تعميم و نشر قيم الرسالة التربوية التي يتعين على الشباب التعلق بها سواء أكانوا ممارسين او متفرجين. "إنه نموذج ممتع وشيق و قد يكون مقنع حتى ما يمنحه القدرة على إحداث الأثر" كما يضيف نفس المحاضر.