الجزائر تسجل عجزا كبيرا في عدد الباحثين مقارنة بالمعدل العالمي كشف أمس عبد الحفيظ أوراق مدير البحث العلمي والتطوير التكنولوجي بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، أن القطاع لا يزال يشهد عجزا كبيرا في الموارد البشرية التي تعتبر ركيزة تطوره على المستوى الدولي، فالجزائر لا تتوفر حسبه إلا على 480 باحثا لكل مليون نسمة، ما اعتبره قليلا جدا مقارنة مع المعدل العالمي المقدر ب 1080 باحثا لكل مليون نسمة، وفي فرنسا هناك 4300 باحث لكل مليون نسمة. وأوضح أوراق في تصريحه للقناة الإذاعية الأولى، أنه بالإضافة إلى ذلك تسجّل قلة في المنشآت الخاصة بالبحث العلمي بحيث لا يتوافر بالجزائر إلا 25 مركزا أو ما يسمى بوحدات بحث، فيما يصل المعدل العالمي في هذا المجال على الأقل إلى 100 مركز، كما يوجد عجز كبير في الباحثين الدائمين حيث تحصي الجزائر 1100 باحث دائم على مستوى 25 مركز بحث مؤكدا أن العدد ضئيل جدا. ضيف الأولى اعتبر أن البحث العلمي عرف قفزة كبيرة في الجزائر مع البرنامج الخماسي الأول للبحث العلمي الذي نشر سنة 1998 وتم تجسيده في الميدان بعد عامين من ذلك، مشيرا إلى أنه قبل هذا التاريخ كان البحث شبه منعدم لعدم توفر المناخ الملائم لتطوره، ومنذ سنة 2000 أصبح الباحثون منظمين في مخابر وخصّصت ميزانيات للتسيير وزيادة عدد المنشآت والمرافق الخاصة به ، مؤكدا على ضرورة أن يكون الباحث في خدمة التطور الاجتماعي والاقتصادي وأن تكون هناك جسور مابين البحث العلمي والتطور التكنولوجي لخلق ديناميكية تؤدي إلى تفكير موحد بين الباحث وبين القطاعين الاجتماعي والاقتصادي، فالباحث يجب أن يتفاعل حسبه مع الاحتياجات الوطنية رغم اهتماماته الأكاديمية. وردا على سؤال حول هجرة الأدمغة الجزائريين أقر الدكتور أوراق بأنها تمت قبل سنة 2000 لكن مع تحسن الوضع والإجراءات الأخيرة من رفع لأجور الباحثين والأساتذة وتوفير شروط البحث وتحسينه فإن العديد من الباحثين المتواجدين خارج الوطن طلبوا العودة والكثير منهم يمارس مهامه كما قال في مراكز البحث على المستوى الوطني . من جانب آخر، أكد أوراق أن معرفة مكانة البحث العلمي تعرف بالمناشير العلمية الدولية ذات تصنيف أعلى، ومن هذه الناحية فقد قفزت حسبه نتائج الجزائر من المرتبة السابعة إلى الثالثة على مستوى أفريقيا، فيما تحتل المرتبة الأولى في الفيزياء وفي علوم المواد والروبوتيك وفي عدة ميادين. وفي الأخير أشار مدير البحث العلمي والتطوير التكنولوجي بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي إلى انطلاق فعاليات الأسبوع الوطني الثاني للبحث العلمي أمس، والذي يعتبر حسبه مبادرة لتقريب الباحث من مجتمعه كما تمكن من التعريف بمكاسب البحث العلمي ومنشآته ونتائجه وكذا الوصول إلى تبسيط وترويج العلوم، مضيفا أن المحور الرئيسي لهذه السنة هو الكيمياء والعلوم التجريبية باعتبار أن اليونسكو قررت أن تكون سنة 2011 هي السنة الدولية للكيمياء.