أعاد إخفاق المنتخب الوطني لكرة اليد في بلوغ مونديال فرنسا2017، الكرة الصغيرة الجزائرية سنوات كثيرة إلى الوراء، على اعتبار أن الوجه الشاحب الذي ميز أداء رفقاء بركوس في النسخة الثانية والعشرين من الكان التي أقيمت في العاصمة المصرية القاهرة، لا يبعث على التفاؤل، ويؤكد بأن اللعبة مقبلة على أيام عسيرة. ولئن توقع المتتبعون وجل الفاعلين مشاركة «ضعيفة» للسباعي الجزائري في دورة القاهرة، لجملة من الأسباب على رأسها قصر مدة التحضير وغياب اللقاءات الودية وافتقار معظم اللاعبين للمنافسة على هذا المستوى، ولجوء الفيدرالية بقيادة الرئيس سعيد بوعمرة إلى اعتماد سياسة الارتجال، من خلال تعيين ربان في ثوب «رجل إطفاء»، كون صالح بوشكريو تولى المهام قبل أربعة أشهر فقط عن نهائيات كأس أمم إفريقيا، فلم يكن باستطاعته إعادة بعث فريق طال سباته بفعل تجميد نشاطه، ودخل الكان بغيابات نوعية في التعداد، وما دامت فرصة المشاركة في مونديال فرنسا لا تزال قائمة، لأن الخضر سيلعبون الملحق الذي سيشهد مشاركة منتخبات الشيلي وكوريا الجنوبية وبطل أوقيانوسيا بالإضافة إلى المنتخب الوطني، فإن الوقفة اليوم للتقييم واستيعاب الدروس، بداية بالإسراع في الفصل في قضية العارضة الفنية الوطنية، بإقناعه بالبقاء أو تعيين خليفته، في ظل إفصاح صالح بوشكريو عن رغبته في الرحيل، حيث قال في تصريح لواج عقب لقاء أنغولا بأنه مجهد ولا يمكنه مواصلة قيادة الخضر:» تعبت كثيرا بعدما حاولت تقديم كل ما لدي في وقت قياسي، غير أن التحدي كان صعبا، أعتقد أن هناك مدربين أفضل مني بإمكانهم قيادة سفينة الخضر إلى بر الأمان»، قبل أن يضيف: " توفرت لنا شروط العمل لمدة ثلاثة أشهر فقط، وهذا غير كاف للوقوف أمام أقوى المنتخبات الإفريقية، على غرار أنغولا التي خاضت عدة مباريات منذ انتهاء الألعاب الإفريقية الصيف الماضي، و في المقابل كان منتخبنا في حالة ركود منذ مونديال 2015". وما دامت المصائب لا تأتي فرادى، فإن الإصابات ضاعفت متاعب بوشكريو الذي قال:» الإصابات لعبت دورا هاما ، حيث غاب شهبور و بوكعباش قبل انطلاق المنافسة، كما أن بولطيف لعب منقوصا من إمكانياته منذ البداية. وارى أننا كنا قادرين على بلوغ مستوانا». تصريح الناخب الوطني حمل جزء من الحلول الواجب اللجوء إليها للاستدراك، وتفادي أفول نجم منتخبنا الذي تسيد القارة قبل سنتين، ويملك رصيدا تاريخيا كبيرا يمكن النهل منه لإعادة ترميم ما ضاع في القاهرة، سيما و بوشكريو أكد أن تعداد الخضر يضم جيلا من اللاعبين الموهوبين، الذين يمكن الاعتماد عليهم لإعادة بناء فريق وطني جديد قادر على لعب الأدوار الأولى في الطبعات المقبلة، في صورة عبدي و ساكر شريطة تسطير مخطط عمل على المدى البعيد، ما يؤكد بأن المنتخب الوطني لم يخسر كل شيء في «كان» القاهرة، والفرصة أمامه بداية بالاستثمار في منتخب أقل من 21 سنة الذي يستعد لخوض مونديال 2017 بالجزائر.