لم أتوقع كل هذه التتويجات الدولية لفيلمي "قراقوز" نال فيلمه القصير "قراقوز"اهتمام المتابعين و النقاد بمختلف التظاهرات السينمائية الدولية و افتك تسع جوائز دولية كان آخرها الجائزة الدولية الكبرى"عين على الفيلم القصير"بمهرجان كندا التي توّج بها بداية الأسبوع الجاري، إنه المخرج عبد النور زحزاح صاحب الأفلام الوثائقية "فرانز فانون، ذاكرة منفى"، "تحت الشمس،رصاص"، موريس بون..."، و المسيرة البرى نحو النيباد" الذي تحدث للنصر عن تجربته الأولى في مجال إخراج الأفلام الروائية في هذا الحوار. حاورته مريم بحشاشي - في البداية هنيئا لك جائزة الحصان الذهبي، و هل كنت تتوقع كل هذه التتويجات لقراقوز؟ - شكرا، في الواقع لم أكن أتوقع كل هذه التتويجات، و كانت آخر المفاجآت هذا الأحد بفوز فيلمي"القراقوز" على الجائزة الدولية الكبرى"عين على الفيلم القصير"بمهرجان كندا "ساغناي شورت فيلم فاستيفل" أحد أهم المهرجانات الدولية للفيلم القصير بأمريكا الشمالية...و التتويج في حد ذاته مشرف لأنه يحفّز السينمائيين الجزائريين، لكن ما أسعدني أكثر بروز و عرض عملي بمختلف أقطاب العالم، و هذا يشعرني بقمة الرضا. - هل قصة قراقوز مستوحاة من الواقع أم أنها من وحي الخيال؟ - بالطبع، لكل قصة نقطة دلالة بواقعنا، و قصة "قراقوز" خيالية مستوحاة من مغامرات محرّك عرائس يجوب المدارس بالجزائر العميقة، و يتعلق الأمر بصديق لي يدعى حليم شنان من مسرح الأطفال بالبليدة. - كان فيلمك القصير "قراقوز "أكثر جرأة من الأفلام الروائية الطويلة في فضح بعض الظواهر الحساسة - منها طمع أعوان الأمن و ابتزازهم للمسافرين بالحواجز الأمنية فكيف تمكنت من علاج عدة قضايا في أقل من 25دقيقة؟ - لابد أن يتحلى الفيلم القصير بالجرأة و التركيز في الطرح. و المعروف أن مدة الفيلم القصير لا تكفي لسرد قصة، و المشهد الذي عرّج بكل جرأة على أعوان بالزي الأمني لم تكن تعني رجال الأمن بعينهم بل أردت التعبير من خلالهم عن حالة الفنان و كيف لا يحظى بالكثير من الاحترام. - اعتمادك على الصورة كان أكبر من الحوار فهل كان ذلك اختيارا فنيا منذ البداية أم أنها مجرّد صدفة؟ - نعم كان اختيارا فنيا منذ البداية، لأنني أهوى الأفلام الصامتة التي تسرد قصصا بلا حوار. فالسينما صورة و المشاهد تستقطب الصورة اهتمامه أكثر من الصوت، لذا ركزت على جمال و عمق الصورة. - لاحظنا استسلامك للصورة الواقعية الحية ،بعيدا عن الديكور فهل هذا راجع لتأثرك بالفيلم الوثائقي الذي احترفته منذ اقتحامك مجال الإخراج؟ - المناظر الطبيعية تشكل جانبا مهما في الديكور السينمائي، و مثلما أسلفت اعتمدت منذ البداية على الصورة لأن الفيلم ينتمي إلى صنف "أفلام الطريق"، فكان عليّ اختيار الديكور الطبيعي، و بالفعل هناك دافع و تأثير للفيلم الوثائقي على طريقة عملي تتحكم فيها رغبتي في كشف منطقة بالجزائر غير معروفة للآخرين مثل المناطق الداخلية بشرشال. و مثل هذه الصور تعطي القصة واقعية أكبر. - أخرجت 5أفلام وثائقية قبل أن تخوض تجربة الأفلام القصيرة رغم ما تجده من صعوبة في إيجاد قاعدة عريضة لها من المشاهدين في العالم العربي، ألا تخشى فشل التجربة، أم أنها خطوة لاقتحام مجال الفيلم الروائي؟ - أظن أن الفرق بين الفيلمين الطويل و القصير يكمن في الحجم فقط، ففي الفيلم الطويل نسرد قصص طويلة و العكس صحيح، و وحده الفيلم القصير الذي يسمح بسرد قصص قصيرة. و بالنسبة لقراقوز كانت لدّي قصة أردت تجسيدها دون التفكير في استغلالها كتجربة من أجل الانتقال إلى تصوير الأفلام الروائية، لأن الفيلم القصير عمل فني قائم بذاته لا يمكن لأي صنف فني آخر تعويضه. و من ينجح في إخراج أعمال قصيرة يجذب اهتمام و ثقة المنتجين عموما. - ماذا بعد "قراقوز؟ - لدّي عدة مشاريع أفلام عن الجزائر و الجزائريين سوف أكشف عنها في الوقت المناسب.