غارات جوية تبيد عائلة في رأس لانوف وقصف مدفعي على الزاوية قنابل تستهدف فندق الصحفيين في بنغازي وتهدم جزءا منه قتل أمس ثلاثة أشخاص من أسرة واحدة في قصف أصاب السيارة التي كانت تقلهم وهم يحاولون الفرار من مدينة راس لانوف، حسبما ذكره مراسل قناة الجزيرة الذي أشار إلى تعرض المدينة لقصف جوي عنيف، دون أن يلحق ذلك أذى بالمحتجين أو بأسلحتهم ومعداتهم. فيما أكدت وكالة الأنباء الفرنسية أن طائرة حربية تابعة للقذافي أغارت ظهر أمس على مجمع سكني في المدينة النفطية المهمة، و شنّت طائرة أخرى غارة على موقع في الصحراء قرب راس لانوف التي يسيطر عليها المحتجون ما أثار سحابة كثيفة من الدخان، فيما قال مصدر صحفي أن أربع غارات على الأقل استهدفت المدينة أمس ومنه واحدة أصابت منزلا في منطقة سكنية هناك وخلفت فجوة كبيرة في الطابق الأرضي من المنزل المكون من طابقين. مراسل الجزيرة أكد أن النساء والأطفال تم إجلاؤهم عن مدينة راس لانوف تجنبا لما أسماها "مجازر" وقعت في بن جواد التي تقع غربها والتي قتل فيها حسب مراسل القناة مدنيون كثيرون قدرتهم صحيفة ليبية معارضة ب19 قتيلا أغلبهم مدنيون، وكان المحتجون قرروا الانسحاب من بن جواد للمرة الثانية لتجنيبها مزيدا من الضرر كما قالوا، في ضل استعدادات للسيطرة عليها مجددا، فيما لا يزالون يسيطرون على مدينة البريقة التي تعيش حالة من الهدوء وميناء سدرة أيضا، ويستعدون للتوجه نحو الوادي الأحمر وسرت آخر نقطة دفاعية قبل العاصمة طرابلس. وأفادت صحفية "العربية" في مدينة بنغازي أول مدينة يسيطر عليها المحتجون بالكامل، بأن قنبلتين استهدفتا أمس فندقاً يقيم فيه الصحافيون والإعلاميون الذين يتولون تغطية الأحداث في المدينة. وفي الغرب، شنّت قوات القذافي هجوماً مدفعياً جديداً على بلدة الزاوية القريبة من طرابلس، في محاولة لاستعادة السيطرة على المدينة الإستراتيجية على ساحل المتوسط، وأكد شاهد لقناة الجزيرة في اتصال هاتفي أن قوات القذافي تتحكم في مداخل الزاوية وأن المحتجين قاوموا بشراسة وتمكنوا من تدمير ثلاث دبابات وقتلوا من فيها، مشيرا إلى أنهم يحاصرون قناصة انتشروا في بعض العمارات، في حين تعرضت بعض المباني لقصف بالدبابات والمدفعية، وكانت كتائب القذافي الأمنية قد شنّت عدة هجمات على الزاوية وتمكّنت من دخولها عدة مرات خلال الأيام القليلة الماضية، غير أنها لم تتمكن من الاحتفاظ بتمركزها داخل المدينة، واكتفت بفرض حصار على أطرافها، وفي مصراتة الواقعة على بعد 200 كيلومتر شرق طرابلس، أفاد أحد أعضاء اللجنة الإعلامية فيها أن كتائب القذافي تحتشد على مشارف المدينة، فيما يستعد المحتجون لصد الهجوم وتحدث عن قصف طال مناطق سكنية لإثارة الرعب، من جهة أخرى سيطر المحتجون على مدينة زنتان التي تبعد 120 كلم جنوب غرب طرابلس لكن قوات القذافي تنتشر حولها، كما ذكر مصدر فرنسي، الذي أشار إلى أن المحتجين يسيطرون على مدينة زنتان، مع وجود شاحنات تنقل راجمات صواريخ "غراد" حول المدينة، مضيفا أنه تم قطع الماء والكهرباء الأسبوع الماضي ليتمكن بعدها المحتجون من إعادة تشغيل كل شيء، كما أكد ذات المصدر سيطرة المناوئين لحكم القذافي على كل المدن حتى نالوت القريبة من الحدود التونسية. من جهة أخرى، وفي خطوة غير مسبوقة رفعت أول سفينة نفطية علم الاستقلال في ليبيا، وهو العلم الذي يعتمده المحتجون ويحمل الألوان الثلاثة الأخضر والأبيض والأسود ويتوسطه هلال ونجمة، وشُوهدت السفينة وهي تابعة لمالطا في مدينة طبرق أقصى الشرق الليبي، وأوضح نقيب العمال الميناء أنه تم إنزال علم الموالين للقذافي الذي كان مرفوعا فوق السفينة واستبداله بعلم "الاستقلال الليبي"، مشيراً إلى أن حمولة الناقلة تصل إلى 600 ألف برميل. وبموازاة التطورات الميدانية، أعلن أمس رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل أن المجلس رفض عرض تفاوض من القذافي قبل أن يتنحى، وذلك بعد أن كشف وزير العدل الليبي السابق لمجلة "دير شبيغل" الألمانية وجود محاولات من قبل نظام القذافي للاتصال بالمحتجين فيما أكد أنه هو نفسه ليس له أي اتصال بالقذافي، وفي هذا السياق دعا عدد من المحتجين إلى عدم الثقة بنظام القذافي وبمثل هذه الدعوة للتفاوض، وأكد المتحدث في تصريحه زوال أمس لقناة "الجزيرة" أن المحتجين لن يلاحقوا القذافي جنائيا إذا تنحى خلال 72 ساعة، وقال أنه إذا غادر خلال هذه الفترة وتوقف القصف سوف لن تتم ملاحقه، مضيفا أن المهلة لن تمدد. وكان جاد الله عزوز الطلحي العضو البارز في المؤسسة الحاكمة في ليبيا ناشد أول أمس زعماء المحتجين لبدء حوار في إشارة إلى أن القذافي قد يكون مستعدا للتوصل لتسوية مع المناهضين لحكمه. ويقول المراقبون إن مثل هذا الميل لنظام القذافي نحو التفاوض يؤكد حالة الحرج الشديد التي يعيشها، وأنه بات محاصرا بشكل كبير داخليا وخارجيا، في حين أكد المحتجون أنهم لن يقبلوا بأي شيء أقل من انتهاء حكم القذافي المستمر منذ أربعة عقود من الزمان، وأكد المجلس الوطني الانتقالي الذي يضم ممثلين عن المدن "المحررة" أن ليس هناك مجال لحوار موسع مع حكومة القذافي وأن أي محادثات يجب أن تكون على أساس التنحي، كما يرفض المجلس تدخل القوات الأجنبية في ليبيا مع حثهم المجتمع الدولي على فرض حظر طيران فوق ليبيا. هشام/ع