أكد الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أمس السبت، بمخيمات اللاجئين الصحراويين، أنه يتفهم «غضب الشعب الصحراوي» تجاه استمرار حالة الاحتلال لأرضه و وطنه، مبرزا أن زيارته للمخيمات تهدف إلى وقوفه شخصيا على إحدى المآسي المنسية من قبل المجتمع الدولي في هذه المخيمات التي تعد أقدم المخيمات في العالم. و قد اجتمع الآلاف من اللاجئين الصحراويين أمس لاستقبال الأمين العام الأممي في هذه الزيارة التي وصفت بالتاريخية. و قال بان كي مون في تصريح للصحافة عقب محادثات أجراها مع المسؤولين الصحراويين في إطار جولته الحالية بالمنطقة، أن زيارته تسعى أيضا إلى الاطلاع بنفسه على «معاناة الشعب الصحراوي و البحث عن سبل تحقيق تقدم في مسار التسوية للنزاع المستمر منذ أكثر من 40 سنة»، معبرا عن «تفهمه لغضب الشعب الصحراوي» تجاه استمرار حالة الاحتلال لأرضه و وطنه. و أوضح الأمين العام الأممي أن جولته تشمل زيارة مقر بعثة الاممالمتحدة المكلفة بتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية «مينورسو» في بئر لحول (الأراضي الصحراوية المحررة) للاطلاع على ظروف عملها، و كذا الوقوف على ظروف عمل الفريق الأممي المكلف بإزالة الألغام هناك. و دعا بان كي مون في تصريحه للصحافة، المجتمع الدولي إلى تقديم «المزيد من المساعدات للاجئين الصحراويين و عدم نسيان وضعهم»، مشيرا إلى أن المؤتمر الدولي للمانحين المقرر عقده يوم الفاتح من ماي المقبل في جنيف، سيكون فرصة للمطالبة بتقديم مزيد من المساعدة للشعب الصحراوي. و قد تحادث الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة بشهيد الحافظ بمخيمات اللاجئين الصحراويين، مع رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية محمد عبد العزيز، الأمين العام لجبهة البوليساريو و جرت المحادثات التي شارك فيها أيضا مسؤولو جبهة البوليساريو، بمقر رئاسة الجمهورية الصحراوية. و تناولت المحادثات وضعية حقوق الإنسان في الصحراء الغربية المحتلة و الاستغلال غير القانوني لثروات الصحراويين من طرف المغرب، و ملف تنظيم استفتاء حول تقرير المصير. ثم توجه المسؤول الأممي، فيما بعد إلى بئر لحلو بالأراضي الصحراوية المحررة، للإلتقاء مع موظفي الأممالمتحدة العاملين في المنطقة و مع بعثة الأممالمتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية «مينورسو». و تعد هذه هي المرة الأولى التي يتوجه فيها أمين عام للأمم المتحدة للأراضي الصحراوية المحررة، مما يعطي دلالة خاصة لهذه الزيارة. و اللافت أن الأمين العام الأممي، لم يتمكن أمس من زيارة مدرسة 17 جوان بالسمارة (مخيم اللاجيئين الصحراويين) بسبب التوافد الكبير للاجئين الذين جاؤوا لاستقباله . فقد تجمع آلاف اللاجئين أمام المدرسة التي تسيرها منظمة الأممالمتحدة، للتأكيد على تمسكهم بالاستقلال وممارسة حقهم في تقرير المصير.. وكان الصحراويون يرددون شعارات تدعو إلى «التعجيل بتنظيم استفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي». وأمام هذا الاستقبال الحاشد، لم يتسن لبان كي مون النزول من سيارته الرسمية بينما كان من المقرر في برنامج زيارته لمخيمات اللاجئين أن يتوقف بمدرسة 17 جوان وكذا إجراء لقاء مع الصحراويين الشباب. وتعد هذه الزيارة أول زيارة لمسؤول أممي من هذا المستوى إلى الأراضي الصحراوية المحررة و ثالث زيارة لأمين عام أممي إلى مخيمات اللاجئين بعد تلك التي قام بها كل من بطرس بطرس غالي و كوفي عنان خلال ولايتهما على رأس المنظمة الأممية. وتتزامن زيارة بان كي مون إلى بلدة لحلو مع الذكرى ال 40 لتشكيل أول حكومة صحراوية (5 مارس 1976) بذات البلدة، أي بعد أسبوع من تأسيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية 27 فيفري من نفس السنة. يشار إلى أن كل المحررات الرسمية للحكومة الصحراوية يتم توقيعها من بئر لحلو على إعتبار ان أول حكومة صحراوية تم تأسيسها بهذه البلدة وهو ما يمنح زيارة الأمين العام الأممي إلى بئر لحلو دلالة كبيرة بالنسبة للقضية الصحراوية. و من المهم بالنسبة للصحراويين أن تمثل أول زيارة لأمين عام أممي إلى الأراضي المحررة بداية العد التنازلي لأن تتحمل الاممالمتحدة المسؤولية الكاملة لتصفية الإستعمار من الصحراء الغربية ووضع حد لمعاناة الشعب الصحراوي. وكان بان كي مون قد زار موريتانيا في أول محطة بجولته أول أمس الجمعة ، حيث أكد بأن جولته للمنطقة تهدف إلى دفع المفاوضات الهادفة إلى تسوية النزاع في الصحراء الغربية بما يمكن الشعب الصحراوي من تحقيق مصيره ، معربا عن أمله «في إعطاء دفع للمفاوضات الهادفة إلى تسوية هذا النزاع القديم جدا ودفع المحادثات بما يمكن اللاجئين من العودة إلى ذويهم في الصحراء الغربية في أسرع وقت ممكن». وكان بان كي مون الذي وصل على متن طائرة مروحية إلى السمارة مرفوقا بوفد أممي يتكون من مبعوثه الشخصي للصحراء الغربية كريستوفر روس.