سهرة اليوم بعنابة على الساعة (20:30سا) الجزائر - المغرب استحضار روح أم درمان لترويض الأسود تحتكر سهرة اليوم قمة الخضر وأسود الأطلس واجهة الحدث الكروي عبر المغرب العربي الكبير، حيث ستكون كل الأنظار مشدودة صوب ملعب 19ماي بعنابة، الذي يحتضن كلاسيكو مغاربي ممنوع على أصحاب القلوب الضعيفة والأحاسيس الرهيفة، أين يرتقب أن لا تخرج قمة السهرة عن قاعدة الديربيات الكبيرة والمثيرة بأدق تفاصيلها الصارمة. مباراة اليوم التي تندرج في إطار الجولة الثالثة من التصفيات القارية عبر المجموعة الرابعة، تدخلها كتيبة الجنرال بن شيخة بظهر إلى الحائط ، رافعة شعار الانتصار لرد الاعتبار وإسعاد ملايين الأنصار، على اعتبار أن البداية المتعثرة لرفقاء زياني الذين حصدوا نقطة يتيمة من أصل ست ممكنة، تجبر الخضر على اللعب بعقلية الفوز، و تجعل الصورة بسيطة وواضحة، فالفوز يبقي منتخبنا على قيد الحياة ويبعث الروح والحماس في المجموعة قبل دخول مرحلة العد العكسي ، والتعادل كما الخسارة يخرجون المنتخب من السباق و يعيدون الكرة الجزائرية بخطوات إلى الوراء، بعد عام من صنعهم ملحمة في أنغولا ببلوغ المربع الذهبي. انطلاقا من هذه المعادلة الصعبة وغير المستحيلة، فإن دوليينا ومعهم كل الجزائريين ينظرون إلى الديربي المغاربي من زاوية الانتصار لبعث الحظوظ ورد الاعتبار، أمام جار سبقته سمعته وطموحاته المتنامية في العودة إلى الواجهة القارية، ولا شك أن جيل زياني وعنتر يحي ويبدة وغزال وبقية المحاربين يدركون جيدا أن ترويض الأسود يمر حتما عبر استعادة روح الفريق الملحمي الذي قهر الفراعنة في البليدةوأم درمان، ما يجعل كلمة السر في غرف حفظ الملابس قبيل انطلاق اللقاء، لا تحيد عن ضرورة استحضار تلك الروح واللعب بتضامن وتآزر على مدار التسعين دقيقة، فالعام والخاص يعلم يقينا أن قوة الخضر في الروح الجماعية وتلاحم المجموعة التي يرتفع نسقها وتزداد عزيمتها كلما تواجدت تحت الضغط ولامست خط الخطر، ولعل سيناريو المقابلات المرجعية لدوليينا أمام منتخبات مصر ومالي وكوت ديفوار وانجلترا لا تزال عالقة بأذهان اللاعبين قبل المحبين. وكما جرت العادة في مثل هذه المواعيد الكبيرة والثرية بتوابل الإثارة والندية، يتوقع أن يكون اللقاء مغلقا نتيجة الحرص التام للمغاربة على تفادي الخسارة، بالاعتماد على التكتل في الوسط والدفاع مع غلق المنافذ والممرات لتحصين منطقة المياغري، كون تسيد المغرب للمجموعة يدفع التقني البلجيكي إيريك غيريتس إلى توخي الحيطة والحذر ورفع شعار "التعادل مضمون والفوز ممكن"، من خلال دخول المباراة بخطة دفاعية والبحث مع مرور الدقائق عن المباغتة، وهو سيناريو يحتم على كتيبة الجنرال بن شيخة اللعب بأعصاب من حديد ومحاولة البناء والبحث عن المنفذ بروية وبعيدا عن التسرع والارتباك، الحتمية التي أدركها الناخب الوطني وأكدها من خلال مبادرته إلى طمأنة الجزائريين مساء أول أمس على هامش حفل تسليم الماجيك كأس أحسن لاعب عربي لعام 2010 بقوله " نحن هادئون ومركزون مع اقتراب المقابلة الهامة للمنتخب الوطني .أظن أن كل اللاعبين واعون بالمهمة التي تنتظرهم ضد المغرب". رسالة قوية وواضحة نتمنى تجسيدها فوق المستطيل الأخضر، الذي سيكون المحك والفيصل باعتراف بن شيخة " ندرك جيدا بأن الفوز بمقابلة كرة القدم يتم فوق الميدان ، وليس في مكان آخر . ولا نريد لعب المباراة قبل المباراة أتمنى أن نفوز بهذا اللقاء الحاسم والفاصل حتى نعيد بعث حظوظنا من جديد في التصفيات". وفي انتظار الاحتكام إلى الميدان على لاعبينا تجاهل القول بأن ربع الساعة الأول سيكون فاصلا في تحديد معالم المقابلة، لآن تجربة زياني وجبور والبقية تؤكد بأن ضبط النفس والتحكم في الأعصاب سلاح فعال في هذه المواجهة، بدليل أداء منتخبنا شوطا أول متوسطا أمام المنتخب المصري في البليدة وبعد الاستراحة تمكن مطمور وغزال وجبور من قلب الطاولة ودك شباك المنافس بثلاثية. وفيما تشكل الكرات الثابتة علامة فارقة في أسلوب لعب الخضر و"سلاح الفتاك" يمكن زعزعة أي منافس، سيكون المايسترو كريم زياني "مركز ثقل" العمليات الهجومية لثعالب الصحراء، لتمتعه بروح القائد وشخصيته التي تجعل منه الملهم للمجموعة في الأوقات العسيرة، أين ينتظر أن يبرز أيضا دور الجمهور الحاضر بالمدرجات، حيث يتحتم على كل من يقصد ملعب 19 ماي التحلي بالروح الرياضية المثالية وبآداب المناصرة، لأن المطالبة بالتهديف المبكر واستعجال الفوز قد يجعل ورقة الجمهور عبئا وضغطا إضافيا يعقد من مهمة اللاعبين ويشل تفكيرهم في مباراة تتطلب الحضور البدني والذهني على مدار دقائقها التسعين. نورالدين - ت