مع بداية العد التنازلي لمباراة الحسم المقررة في ال 27 من شهر مارس الجاري والتي ستجمع منتخبا الجزائر و المغرب في موقعة 19 ماي بعنابة في داربي مغاربي مفتوح على كل الإحتمالات إشتدت حمى هذا اللقاء الأخوي المصيري بالأوساط الرياضية حيث إجتمعت الرياضة بالسياسة ولا صوت يعلو فوق صوت »الكلاسيكو« التاريخي الذي يجمع شعبين شقيقين في مباراة لكرة القدم تعد أكثر من مصيرية وحاسمة في تحديد بقية المشوار في منافسة »الكان« ولا حديث يسبق أحاديث الجانبين حول هذا الصراع شمال إفريقي الذي يستقطب الأنظار لما يكتسبه من أهمية بالغة سواء لدى »الخضر«المطالبين بالفوز لا سيما وأنه الفريق »المونديالي« الذي خرج مرفوع الرأس من كأس العالم بجنوب إفريقيا وكان خير سفير لكرة القدم العربية في هذا الموعد وفي أقل من 10 أشهر كاملة تفصلنا عن المونديال الإفريقي لابد لأشبال النائب الوطني بن شيخة الحفاظ على صورة الجزائر من خلال السعي لكسب تأشيرة التأهل إلى كأس أمم إفريقيا 2012 بغينيا الإستوائية والغابون ولضمان هذا المكسب يجب المرور عبر بوابة أسود الأطلس والتي تعد مفتاح العبور إلى المنافسة القارية ونفس المبتغى يسعى إلى بلوغه »المغاربة« العازمين كل العزم على العودة إلى جو المنافسات القارية والدولية بعد غياب عن المواعيد السابقة كلها معطيات تمنح لمباراة ال 27 من مارس الجاري قمة كروية واعدة تعود فيها الكفة لصالح الفريق الذي يكون أكثر جاهزية وإستعدادا من الناحية البدنية والنفسية ونظرا لأهمية »الداربي« المغاربي سلط الملاحق الرياضي الضوء على الأجواء التي تسبق هذه المباراة من خلال رصد »الجمهورية« لإنطباعات وآراء أهل الإختصاص من المدربين ولاعبين سابقين ومسيرين وحبست نبض الشارع الرياضي قبل موعد الحسم بعنابة وأجمع المعنيون على ضرورة كسب رهان »الداربي« لتعزيز حظوظ »الخضر« في المنافسة القارية ولابديل عن الفوز لضمان التأهل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا بالغابون وغينيا الكل يغني على بلاده والكل يمني النفس بإفتكاك التذكرة وبدأت طبول الحرب تقرع من الجانبين في قالب سملي أخوي كما هو معروف على مباريات المغرب الجزائر منذ قرابة نصف قرن من الزمن والتي لا تخرج عن إطارها الرياضي والكل يستعيد تكرار سيناريو مصر وكل المؤشرات توحي بأن الروح الرياضية المتالية التي طبعت تاريخ المواجهات الكروية الجزائرية المغربية هي السمة التي تميز العلاقة الوطيدة التي تجمع الشعبين والشقيقين بعيدا عن الخلافات السياسية بدليل أن المنتخب الوطني تلقى مساندة كبيرة من أنصار المغرب الأقصى الذين إحتفلوا وإحتشدوا بالآلاف في المهجر وفي المغرب عشية تأهل الخضر« إلى المونديال القاري وهو ما يؤكد أن العلاقة بين الشعبين لا تقاس بمقاس مباراة في كرة القدم والتاريخ يشهد على ذلك ويكفي أن تعود قليلا إلى الوراء وتستحضر موقعة الدارالبيضاء بالمغرب سنة 1979 أين فازت الجزائر بخماسية مقابل هدف واحد على أسود الأطلس وأبكى التاج بن صاولة قمري رضوان 90 ألف متفرج بالمركب الملكي كان العرس الكروي رائعا عندما وقف الجمهور المغربي وفقة رجل واحد وصفق على الخضر بكل روح رياضية عالية هكذا إذن هي العلاقة بين الجزائر والمغرب دائما حميمية وأخوية مهما تباينت السياسات وبقدر ما تفسده الساحرة المستديرة من عقول الجماهير وتعكر صفو العلاقات بين الأنصار بقدر ما هي قادرة على صنع ما تعجز عنه السياسة وتصلح ما أفسده الدهر والأهم من كل هذا فإن الجمهور الجزائري يترقب مشاهدة لقاء كروي مغاربي مثير وساخن شريطة أن لا يخلو من الفرجة والمتعة وإن تؤول فيه الغلبة لصالح رفاق عبدون خاصة وأن أنصار »الخضرا« يعلقون أمالا كبيرة على المحترفين الذين عادوا إلى مناصبهم الأساسية مع أنديتهم وهو ما يمنح بصيص أمل لتخطي عقبة أسود المغرب قبل لقاء العودة في جوان القادم .