الخضر لتكريس الصحوة والهيمنة وتكسير شوكة الفراعنة ستكون أنظار كل محبي الكرة المستديرة مشدودة سهرة اليوم صوب ملعب أومباكا بمدينة بانغيلا الأنغولية، لإحتضانها ديربي "افرو عربي" كبير ومثير يضع منتخبنا الوطني وغريمه التقليدي المصري وجها لوجه في قمة كروية لا تقبل القسمة على اثنين، سيحتفل على إثرها الفائز ببلوغ نهائي الدورة السابعة والعشرين وسيمتطي الخاسر الطائرة عائدا الى بلده. مواجهة احتكرت واجهة الحدث الكروي الإفريقي منذ ترسيمها سهرة الاثنين الأخير، أين طوى المنتخبان صفحة كوت ديفوار والكاميرون بالثلاثة، وصوب كل منهما اهتمامه نحو معسكر الآخر، مع اعتماد مبدأ السرية في التحضير لمباراة هي الأصعب والأخطر لفريقين يعرفان بعضهما جيدا لالتقائهما لرابع مرة في ظرف ستة أشهر.مقابلة يدخلها الطرفان بهدف واحد يتمثل في حجز بطاقة التأهل إلى النهائي وغايات متعددة، فمحاربو الصحراء يسعون اليوم لتأكيد صحوة الكرة الجزائرية وعودتها الى الواجهة القارية قبل شهورعن دخولها العالمية، وتأكيد علو كعب الأفناك وأحقيتهم في لقب الشبح الأسود للمصريين بتكرار سيناريو أم درمان، والتربع على عرش القارة بعد عشرين سنة عن أول آخر إنجاز. وهو طموح مشروع لجيل ذهبي أسعد الجزائريين وأعادهم إلى زمن الكرة الجميل، وأكد على مدار هذه الدورة جودة منتوجه وقوة شخصية فريق يحوز كل مقومات النجاح من عروض قوية إلى قوة شخصية وقدرة فائقة على التعامل مع الأحداث وترجيح الكفة في أصعب المناسبات. وفي الجهة المقابلة يقف الفراعنة أمام أكبر وأخطر منعرج يفصلهم عن ثالث لقب على التوالي والسابع في تاريخ المنافسة، مع إصرار معلن عن الثأر لخسارة بطاقة المونديال و تخطي صدمة الإقصاء برد الاعتبار للمنتخب ومحبيه، وفوق ذلك تأكيد تفوقهم افريقيا. ولو أن التألق المصري عادة ما يقتصر على منتخبات افريقيا "السمراء" لإن تاريخ المنافسة يحتفظ لمنتخبنا الوطني بتفوقه على الفراعنة في ثلاث مناسبات سابقة في الكان (3/0) سنة 1984في كوت ديفوار و(2/0) سنة 1990في الجزائر و(2/1) سنة 2004في تونس، والمرة الوحيدة التي شهدت تعادلا (0/0) سنة 1980 في نيجيريا فازت خلالها الجزائر أيضا بركلات الترجيح. وقبيل الاحتكام إلى الميدان أكد الناخب الوطني رابح سعدان أن هاجسه الأول يتمثل في الإصابات التي لحقت بعديد ركائز الفريق في صورة شاوشي و زياني ومغني وغيرهم وكذا افتقاد المنتخب لمركز للاسترجاع مضيفا بأنه يحترم المنافس ولا يخشاه .في الوقت الذي أجمعت عناصرنا الوطنية على ضرورة قهر الفراعنة وبلوغ المحطة النهائية للتنافس على لقب سيعيد لكرتنا بريقها ومجدها الضائع. و في الجهة المقابلة أكد الناخب المصري حسن شحاتة أن المباراة صعبة خاصة بعد تخطي الخضر لمنتخب كوت ديفوار بعرض رائع.وأضاف بأنه طلب من لاعبيه الهدوء والتركيز لأن الاندفاع قد يكلف فريقه غاليا وتمنى تكرار سيناريو لقاء الكاميرون. ودعا شحاتة لاعبيه إلى نسيان الثأر والتفكير في حسم مباراة اليوم لبلوغ النهائي. ولو أن لاعبيه لم يعملوا بنصيحته وأطلقوا تصريحات نارية أبرزها لمحمد زيدان الذي وصف مواجهة اليوم بالحرب مؤكدا أنها مسألة حياة أو موت . وركب سيد معوض نفس الموجة " سنلقن الجزائريين درسا في فنون اللعبة، نرغب في أن نثبت أن عدم تأهلنا إلى المونديال كان بسبب بعض الظروف التي لم تسعفنا". ليأتي رد لاعبينا معتدلا وموضوعيا حيث حافظوا على هدوئهم وفضلوا تأجيل الرد على تصريحات المصريين فوق المستطيل الأخضر المنبر الوحيد الذي يحسنون التفاوض من فوقه.وما يزيد من تفاؤل الخضر تخلصهم من الضغط بعد أن أفلحوا في رد الإعتبار لأنفسهم وللأنصار بعد كبوة مالاوي، وتألقهم في تقديم عروض قوية تخول لهم التفاوض اليوم من موقع قوة، وقد وصلتهم رسالة الجزائريين الذين إقتنعوا هذه المرة بمنتخبهم وهم على إستعداد لتقبل أية نتيجة تفرزها هذه القمة.