قام ليلة أول أمس مجهولون بحرق تمثال الكبش الذي لم يمر على وضعه من طرف السلطات المحلية سوى 24 ساعة بحي الجرف الشعبي بمدنية تبسة. وقد أثار هذا التمثال منذ لحظة وضعه وسط الحي حالة من السخط والتذمر في أوساط سكان المدينة ، الذين كانوا ينتظرون تمثالا يليق بمكانة ولايتهم التاريخية لاسيما وأن حيهم يحمل اسم "معركة الجرف" الشهيرة التي دوخت الاستعمار الفرنسي ،فكان من الأجدر حسبهم وضع تمثال يخلد هذه المعركة بدلا من تمثال كبش ، حتى وإن كانت ولاية تبسة من الولايات المعروفة بتربيتها للأغنام المعروفة محليا وعالميا بنوعيتها وجودتها ولذة لحمها . البعض اعتبر حرق التمثال تصرفا همجيا ، وتأسفوا لحرق معلم الكبش الذي وصفوه ب"المسكين" ، واعتبروا العملية سابقة خطيرة قد يليها عمل آخر أكثر خطورة ،محذرين من هذه التصرفات الطائشة ، لأن من قام اليوم بحرق كبش سيقوم غدا بحرق بشر ، فيما ناشد بعض المواطنين الوالي بإعطاء تعليمات لنزع هذا التمثال الذي تحول إلى رماد لأنهم يرون أنه استهتار بسكان مدينة بأكملها ، متسائلين عن مستوى وعي المنتخبين المحليين بالولاية وبالبلدية ، وأضافوا أن ما صرف من أموال على هذا التمثال الذي عبثت به أيادي المفسدين سيكون حاله كبوابة مدخل المدينة وما يكتب على جدرانها من عبارات وكلام يخدش الحياء ويبعث على التقزز ، ويقولون " إذا كان سكان مدينة عين امليلة ساخطين على تمثال الشهيد الرمز العربي بن مهيدي لكونه لا يمثل الشهيد فما بالكم بكبش وسط المدينة " ، معتبرين هذا العمل ظلما في حق مدينة الشهيد العربي التبسي و الشيخ محمد الشبوكي والمفكر العالمي ومالك بن نبي وغيرهم من الأبطال . وقد حاولنا الاتصال برئيس بلدية تبسة "بوقصة رزق الله " لمعرفة رده عن الحادثة غير أنه تعذر علينا ذلك .