عاشت مدينة تبسة نهار أمس الجمعة، حالة احتقان، عندما أقدم مواطنون حوالي العاشرة والنصف صباحا، على حرق تمثال، لم يعمّر سوى بضع ساعات، لخروف، تم نصبه فجر الخميس فوق أكبر نقطة دوران بمدينة تبسة. نصب التمثال في نقطة دوران حي الجرف الذي يحمل اسم واحدة من أكبر معارك الثورة على الإطلاق، وهي نقطة الدوران المقابلة لثانوية الهادي خذيري، وقد استغرب السكان منذ يوم الخميس، ما قام به أصحاب المبادرة التابعين لهيئة ولائية وليس بلدية كما ظن البعض، الذين لم يعجبهم من رموز الثورة ورجالات تبسة أحد، فمجدوا الخروف، حسب أحد الشباب من الذين وقفوا لبضع دقائق أمام تمثال الخروف، مطالبين بقلعه في أقرب وقت، وطالبوا بوضع صورة أو نصب يمجّد معركة الجرف، أو أحد قياداتها الكبار، والذين لقنوا الاستعمار الفرنسي دروسا في البطولات، في أكبر معركة تاريخية بالمنطقة، وربما في الجزائر، ومنهم البشير شيحاني أو علي مسعي، أو رجالات تبسة المعروفين ومنهم الشهيد العربي التبسي أو المفكر مالك بن نبي . من جهته، شباب الحي الذين تحدثوا للشروق اليومي مطولا، هددوا بنزعه إن تماطلت السلطات عن فعل ذلك، في الوقت الذي تبادل نشطاء مواقع التواصل الاجتماع الصورة وضربوا موعدا لصباح أمس الجمعة في وقفة سلمية تنتهي بمطالبة السلطات بنزع هذا التمثال، علما أن مدينة تبسة، لا تشتهر أصلا بكونها رعوية، ولكن الوقفة تحوّلت بسرعة إلى عملية حرق التمثال المصنوع من الجبس والإسمنت، حيث صب عليه الشباب البنزين وأشعلوا فيه النار فتشوّه وتطلّب تدخل السلطات البلدية لأجل تحويله من مكانه، وبينما رفض الحديث كل من طرقت الشروق اليومي بابهم من أجل التحدث عن التمثال سواء في البلدية أو في الولاية واستغربت الأمر الأسرة الثورية، لم يفهم السكان لماذا ظلت هذه النقطة الدورانية الكبرى من دون عشب طبيعي أو نافورة مياه منذ إنجازها عام 2012 وتم زرع هذا التمثال الذي كلف الخزينة 200 مليون سنتيم ووضع في غسق الليل كأمر واقع، ليحرق في دقائق معدودات ويثير الجدل، كما حدث في تماثيل ابن باديس في قسنطينة وتمثالي العربي بن مهيدي في عين امليلة والطارف والتي قدمت صورة مشوّهة للفن ولأصحابها.