لاعبو ترجي قالمة يعدلون عن المقاطعة و يعودون إلى التدريبات نجح الطاقم المسير لترجي قالمة في إحتواء الأزمة التي كانت قد طفت على السطح، و دفعت باللاعبين على مقاطعة التدريبات و حتى المباريات الرسمية، حيث عادت أغلب العناصر إلى الفريق، و شاركت في الحصة التدريبية التي أجراها «السرب الأسود» أول أمس الخميس، لتعود بذلك أمور الترجي إلى نصابها القانوني، مع الشروع في التحضير بجدية للمباراة القادمة المقررة داخل الديار ضد أمل مروانة، و التي يبقى الفوز بها ضرورة حتمية للإبتعاد عن دائرة المهددين بالسقوط إلى قسم ما بين الرابطات. رئيس النادي طارق أمين منيعي أكد للنصر في هذا الصدد بأن المساعي التي قام بها لإقناع اللاعبين بالعدول عن قرار المقاطعة لم تكن كافية لترتيب البيت، لكن الإحساس بالمسؤولية في الوضعية الصعبة التي آل إليها الترجي دفعت بأغلب العناصر كما إستطرد «إلى الموافقة على مواصلة المشوار إلى غاية نهاية الموسم، مع الإقتناع بالضمانات التي قدمتها الإدارة بخصوص المستحقات المالية العالقة، لأن شح مصادر التمويل وضعنا في مفترق الطرق، و إعانات السلطات المحلية لن تدخل خزينة النادي قبل شهر جوان المقبل، مما جعلنا نخوض سباقا ضد الساعة لإحتواء الأزمة، و لم يكن من السهل التفاوض مع لاعبين لم يتحصلوا على أموالهم، و الوعود التي قدمناها لهم في العديد من المناسبات لم تجد طريقها إلى التجسيد على أرض الواقع.» . إلى ذلك فقد أوضح منيعي بأن الثقة المتبادلة بين اللاعبين و الإدارة كانت من أبرز العوامل التي ساهمت في إنهاء الأزمة الداخلية، لأن المسيرين حسبه «كانوا قد شرحوا الوضعية المالية للاعبين في نهاية مرحلة الذهاب، و كل الآمال كانت معلقة على حصة النادي من دعم البلدية، إلا أن الإشكال الإداري الذي طفا على السطح بخصوص مداولة الميزانية الإضافية لسنة 2015 أسقطت كل حساباتنا في الماء، فعاد الفريق إلى نقطة الصفر، مادامت مطالب اللاعبين شرعية، الأمر الذي كلفنا تلقي 3 هزائم متتالية ضد كل من تبسة، إتحاد عنابة و إتحاد بسكرة، لتكون عواقب ذلك تراجع إلى كوكبة المهددين بالسقوط». من هذا المنطلق أكد محدثنا بأن الأزمة الخانقة التي عاش على وقعها الترجي دفعت ببعض الأطراف إلى التحرك و التخطيط لسحب البساط من تحت قدميه، و ذلك بالقيام بمحاولة للإستثمار في هذه الوضعية الصعبة، و اللعب على وتر «تخوف الأنصار على مستقبل فريقهم»، و هنا فتح منيعي قوسا ليصرح: « لم أفكر إطلاقا في الإستقالة خلال هذه الفترة، لأن إنسحابي كان يعني الهروب من المسؤولية، و عليه فإنني بادرت رفقة أعضاء المكتب إلى طرق جميع الأبواب بحثا عن مخرج من هذه الأزمة، و تلقينا وعودا من السلطات المحلية تقضي بتسريح الإعانات المالية في غضون الأسابيع القادمة، لكن المعارضة تحركت في الإتجاه المعاكس، و حاولت تحريض مجموعة من المناصرين لإثارة ضجة إدارية، غير أن هذه المناورة فشلت، و ظلت مجرد زوبعة في فنجان، لأن اللاعبين عادوا إلى التدريبات بصورة عادية». و خلص منيعي إلى القول بأن عهدته ستنتهي أوتوماتيكيا خلاف الصائفة القادمة، لكن مسعاه في الفترة المتبقية يكمن في إنقاذ الفريق من السقوط، مع تأكيده على أن معاناة الترجي تمتد على مدار قرابة عشريتين متتاليتين من الزمن، من تدحرجه من الوطني الثاني سنة 1999، لأنه لا يعقل كما قال « أن نتحصل على دعم من السلطات بقيمة 1.2 مليار سنتيم طيلة هذا الموسم، في حين بلغت مداخيل الموسم الماضي 3.4 مليار سنتيم، الأمر الذي تسبب في إرتفاع مؤشر الديون إلى نحو 4 ملايير سنتيم، و عليه فإنني مستعد للرحيل في نهاية العهدة، شريطة وجود رجال أكفاء قادرين على تسيير النادي في الظروف الحرجة».