ضغوط البطالة تحاصر مسؤولي رأس الوادي تحتاج بلدية رأس الوادي وهي ثاني أكبر بلدية في عدد السكان بولاية برج بوعريريج ، إلى تفعيل ورقتين رابحتين لديها لا زال التفكير في استغلالهما في مراحله الأولى ويتعلق الأمر بإنشاء منطقة صناعية و إنجاز مركب سياحي رياضي وطني بجبل مزيطة على ارتفاع 1200 متر عن سطح البحر في منطقة غابية جبلية بالغة الجمال. روبورتاج وتصوير : م / بن دادة تعاني بلدية رأس الوادي التي يقطنها ما يربو عن 60 ألف ساكن من ضغط يتجاوز ما تعانيه مناطق أخرى من ظاهرة البطالة المتفشية في أوساط الشباب في ظل شح فرص العمل المتاحة وغياب تام للإستثمار المنشيء لفرص العمل. في ظل هذا الواقع لم يبق أمام الشباب سوى طرق أبواب البلدية رغم علمهم المسبق بالإجابة التي سيجدونها و التي سئموا من سماعها حسب ما قاله بعض الشباب الذين وجدناهم في ساحة البلدية و بالفعل فإن رئيس البلدية قال بأنه محاصر يوميا بطلبات الشباب العاطل في وقت لا يوجد لديه ما يمكن أن يقدمه لهم، وحتى الشبكة الإجتماعية أو الإدماج المهني رغم محدودية الفرص المتاحة بهما فأغلب الشباب يرفض إدراجه فيهما بسبب ضعف الأجرة المقدمة . وهي بالفعل ضعيفة مثلما يعترف الجميع، لكن الحصول على شيء حتى وإن كان قليلا أفضل من لا شيء لهذا تجد أن أكثر من يقنع بهذه الإجراءات المتاحة هم الإناث اللواتي يقبلن ولو على مضض بهذا الوضع مثلما يقول المير الذي أشار إلى أن أكثر ما يطلبه الشباب البطال من البلدية هو الترخيص لهم بإنشاء " براكة " للنشاط التجاري أو الحصول على عمل كحارس لكن بالمقابل مثلما يؤكد نفس المسؤول يتهربون من العمل في الورشات أو في الفلاحة رغم أن الكثير منهم من أسر تمارس نشاط تربية الأبقار الذي تتميز به بلدية رأس الوادي. وحتى المناصب التي تفتحها البلدية سنويا تعد قليلة فهي في حدود 50 منصبا في جميع المصالح الإدارية أو التقنية أو النظافة رقم لا يمثل شيئا في نظر المسؤولين المحليين أمام كثرة الطلبات. يرى المسؤولون المحليون برأس الوادي أن أهم الأفكار المتداولة بينهم لإيجاد حل فعال لمشكلة البطالة ببلديتهم و كذلك لصالح البلديات المجاورة يكمن في تنشيط حركة الإستثمار بإنشاء منطقة صناعية و محيط توسع سياحي. وبالنسبة للمنطقة الصناعية يقول رئيس البلدية أن كل ما حصلوا عليه حتى الآن مجرد وعود فقط لكنه يرى أن فرص تحقيق هذا المسعى كبيرة نظرا لضرورته و كذلك لوجود الفضاء الملائم لاستقبال هذه المنطقة. وقبل هذا يؤكد ذات المسؤول فإن المهم الآن هو أن نحرص على الإسراع في تهيئة منطقة النشاط التي تم اختيار أرضيتها في غرب المدينة وهي منطقة واسعة تتربع على مساحة حوالي 25 هكتارا. أما بالنسبة للمنطقة السياحية فإن الدراسة الخاصة بها حسب المير ستنطلق خلال أيام قليلة حيث يتم الآن تحضير دفتر شروط ، وستتكفل بها مديرية السياحة و ستبين الدراسة ما هي المرافق و الهياكل التي يمكن إنشاؤها بهذه المنطقة والإقتراحات المقدمة تتعلق بإنشاء منطقة سياحية رياضية بالدرجة الأولى تكون ذات بعد وطني نظرا لافتقار الجزائر لمثل هذه المنشآت. و الحقيقة أن كل من يزور غابة واد التوت المرشحة لهذا الدور سينبهر بجمال طبيعتها الجبلية الغابية و منابعها المائية وهي كتلة جبلية تعرف بجبل مزيطة لا تنتهي بقمم جبلية على غرار باقي الجبال و إنما عندما ترتقي إلى القمة تصادفك سهول واسعة... هناك يمكن أن تنجز مركبات رياضية كثيرة و ليس واحدا فقط على ارتفاع 1200 متر عن سطح البحر. وهي ميزة فريدة لا تضاهيها فضاءات كثيرة في شساعة مساحتها وصلابة أرضها ، كما أن تعميرها لا يضر بالفلاحة لأنها حتى تكون ذات طابع فلاحي تحتاج إلى استصلاح ثقيل مكلف. و الملائم أكثر في تعمير هذه المنطقة أنها مجهزة بطريق معبدة سيتم تجديدها خلال هذه السنة حسبما أخبرنا رئيس البلدية، كما أن شبكة الغاز الطبيعي قريبة جدا ويمكن تمديدها إلى هذه المنطقة بسهولة أما الكهرباء فهي موجودة بكامل تراب البلدية. حوض حليب بدون وحدات صناعية الميزة الأساسية في النشاط الفلاحي ببلدية رأس الوادي هي غزارة إنتاجها من الحليب الذي سجل في الأشهر الثلاثة الأخيرة فقط مليون و 533 ألف لتر و بلغ عدد الأبقار المنتجة للحليب 1800 بقرة و بهذا فالبلدية تتربع على طليعة بلديات الولاية في هذا النشاط و مع هذا يذهب إنتاجها إلى ملبنات بولايات أخرى من أجل تحويله. في حين أن وجود ملبنة أوملبنات برأس الوادي يفتح مجالا لا بأس به لتوفير مناصب شغل مباشرة وغير مباشرة. وكان من الطبيعي أن نسأل رئيس البلدية عن سبب عدم ظهور ملبنة على الأقل برأس الوادي رغم أنها بلدية منتجة بغزارة للحليب فأجاب أن السبب يعود لعد تقدم أي مستثمر للقيام بهذا النشاط. وأكد أن أي مستثمر يتقدم بطلب لإنجاز ملبنة أو غيرها من المشاريع سيجد بالغ الترحيب و التسهيلات الضرورية من طرف كل المسؤولين. 1000 مسكن اجتماعي ستكون جاهزة قبل نهاية السنة ذكر رئيس بلدية رأس الوادي أن أزمة السكن ستشهد انفراجا نسبيا بالبلدية قبل نهاية السنة الجارية بفعل توزيع المنتظر لحوالي ألف مسكن اجتماعي سيتم إكمال إنجازها قبل نهاية السنة، مما من شأنه أن يخفف من أزمة السكن خاصة للحالات المستعجلة التي يوجد الكثير منها من بين 5000 طلب على السكن. و أشار ذات المسؤول إلى أن السكن الريفي يساهم هو الآخر في تخفيف أزمة السكن حيث يوجد 130 سكن في طور الإنجاز و 70 أخرى في الدراسة ستوزع قريبا، كما توجد وعود لصالح البلدية بالإستفادة ببرنامج معتبر من السكن الريفي الذي تبقى الطلبات عليه متراكمة ، حوالي 1400 طلب في الإنتظار. من أهم المشاريع التي ستخلص السكان من مشكلة الروائح الكريهة و الحشرات الضارة هو مشروع إكمال تغطية واد بوجرة الذي يقطع مدينة رأس الوادي حيث تم تخصيص غلاف مالي ب 35 مليار سنتيم لتغطية الجزء المتبقي ، وهو مشروع قطاعي دراسته جارية في الوقت الراهن. وفي مجال البيئة استفادت رأس الوادي من مشروع مركز للردم التقني مسجل مع مديرية البيئة ينتظر أن تنطلق أشغاله مع بداية السنة القادمة وسيخصص لإفراغ قمامات أربع بلديات هي رأس الوادي ، تكستار ، أولاد ابراهيم ، و عين تسرة وسينجز بمنطقة الرمايل على بعد 5 كلم من رأس الواد.