معارك في أبيدجان و مجازر و"مقابر جماعية" في الغرب استمرت أمس معركة أبيدجان للسيطرة على آخر معاقل الرئيس المنتهية ولايته لوران غباغبو، في حين أفادت معلومات مقلقة في غرب ساحل العاج عن مقتل 800 شخص في يوم واحد بمدينة واحدة وعن وجود مقابر جماعية. وسمع دوي إطلاق نار متفرق خلال الفترة الصباحية في أبيدجان، لكنه غير مرتبطة بالمواجهات العنيفة التي وقعت أول أمس بين أنصار غباغبو وخصمه الحسن وتارا، الرئيس المعترف به دوليا. وقال الكابتن ليون كواكو المتحدث باسم وزارة دفاع حكومة الحسن وتارا أن "الهجوم لم يبدأ بعد، لكنه لن يتأخر". وفيما سيطرت القوات الموالية لوتارا على معظم مناطق البلاد تقريبا منذ الاثنين الماضي، أضاف المتحدث لوكالة فرانس برس، "نتخذ إجراءات لإضعاف العدو قبل أن نشن الهجوم".وكان معسكر غباغبو أكد أول أمس انه صد هجوما لقوات منافسه على القصر الرئاسي ومقر إقامة غباغبو في أبيدجان، موضحا انه استعاد أيضا السيطرة على التلفزيون الرسمي ار.تي.اي. واعيدت الإشارة منذ يوم الجمعة، وبثت الشبكة برامج قديمة وشرائط مصورة من حملة غباغبو لانتخابات الرئاسة التي نظمت في 28 نوفمبر وادت نتائجها الى اندلاع الأزمة.ودعا جنودا موالين للرئيس المنتهية ولايته صباح أمس، عبر التلفزيون الرسمي الى استنفار القوات "لحماية مؤسسات الجمهورية".وفي "البلاغ الرقم 1" الذي تلاه عسكري وارفق بعشرة بلاغات أخرى، طلبوا من رفقائهم الانضمام الى الوحدات الخمس المتمركزة في أبيدجان.أما الرئيس المنتهية ولايته، فيؤكد المحيطون به انه موجود مع عائلته في مقر إقامته في حي كوكودي (شمال العاصمة الاقتصادية) وهو لا ينوي "التنحي"، فيما كررت المجموعة الدولية دعواتها له للتخلي عن السلطة لوتارا الجمعة.وفي عدد كبير من إحياء العاصمة، تواصلت أعمال السلب والنهب، واستولى الذعر على بعض السكان. وحتى يوم أمس، كان حوالى 1400 فرنسي وأجنبي قد لجأوا الى معسكر بور-بويه الفرنسي في أبيدجان، كما ذكر الجيش الفرنسي.وتحدث مزيد من المعلومات عن مجازر واسعة النطاق حصلت أخيرا في جنوب البلاد الذي تعصف به خلافات قبلية حادة، والمتاخم لليبيريا التي تخرج بصعوبة من حرب أهلية طويلة. ونقلت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في جنيف عن معلومات جمعت في أبيدجان، أن "800 شخص على الأقل" قتلوا الثلاثاء الماضي خلال أعمال عنف ومواجهات في ديوكويه غرب ساحل العاج.وقال رئيس وفد اللجنة الدولية للصليب الأحمر في ساحل العاج دومينيك لينغمي أن "هذا الحدث بالغ الخطورة نظرا الى حجمه ووحشيته".وتسيطر على ديوكويه التقاطع الاستراتيجي المهم في الغرب، القوات الموالية لوتارا منذ الثلاثاء الماضي بعد يومين من المعارك الضارية مع جنود وعناصر الميليشيات الموالية لغباغبو. وأكدت حكومة وتارا أمس أنها عثرت على مقابر جماعية في الغرب، وحملت أنصار غباغبو المسؤولية عنها.وتحدثت عن "العثور على عدد كبير من المقابر الجماعية في غرب البلاد وخصوصا في توليبلو وبلوليكين وغيلو، لم يكن منفذوها سوى القوات الموالية ومرتزقة لوران غباغبو وميليشياته".ومن جهة أخرى، رفضت حكومة وتارا اتهامات الأممالمتحدة التي قالت أنها تتخوف من "انتهاكات خطرة لحقوق الإنسان" ارتكبتها قواته، "وخصوصا في منطقتي غيلو ودالوا في الغرب".وأضافت حكومة وتارا أنها "تنفي تورط القوات الجمهورية في ساحل العاج (الموالية لوتارا) في تجاوزات محتملة".وكان معسكر غباغبو اتهم في السابق منافسيه بارتكاب عدد كبير من التجاوزات ضد المدنيين.وذكرت منظمة هيومن رايتس ووتش أن على وتارا أن يصدر أمرا واضحا الى قواته تنهيها عن القيام بأعمال انتقامية تستهدف عناصر قوات خصمه غباغبو. ق.و/ الوكالات