تمكنت القوات الموالية للرئيس المعترف به دوليا الحسن واتارا يوم الجمعة من تشديد الخناق على الرئيس المنتهية ولايته لوران غباغبو بعد محاصرته في القصر الرئاسي في الوقت الذي لازال فيه الاخير متشبثا بالسلطة بالرغم من الدعوات الدولية المطالبة بتنحيه الفوري لتفادي المزيد من العنف في البلاد. وإشتد الخناق اليوم على غباغبو الذي يوجد محاصرا في ابيدجان بعد أن تمكنت قوات الجمهورية الموالية لواتارا في اليوم الخامس للهجوم الشامل من إحراز تقدم كبير و السيطرة على جزء كبير من مدينة أبيدجان حبق إندلع قتال حول مقر إقامة الرئيس المنتهية ولايته غباغبو عقب قيام القوات الجمهورية بمهاجمة المقر. وقال شهود عيان أن قتالا عنيفا اندلع طوال ليل الخميس ولازال متواصلا قرب المجمع الذي يقطن به غباغبو في حي كودوي بمدينة ابيدجان واضافوا ان الاطراف المتصارعة تبادلت اطلاق نار كثيف بالمنطقة. وحسب مصادر إعلامية دارت معارك بالاسلحة الثقيلة خلال الليلة الفاصلة بين الخميس والجمعة فى ابيدجان فى حى بلاتو حيث يوجد القصر الرئاسى رمز حكم الرئيس المنتهية ولايته لوران غباغبو حسب ما افاد مراسلون صحفيون. وكانت حكومة واتارا التي تسيطر قواتها حاليا على معظم أرجاء الدولة الواقعة غرب افريقيا قد امرت في وقت سابق بإغلاق حدود كوت ديفوار البرية والبحرية والجوية حتى اشعار اخر. كما أعلنت الحكومة حظر التجوال ليلا من الساعة 21.00 الى الساعة السادسة بتوقيت غرينتش في أبيدجان العاصمة الاقتصادية للبلاد من الخميس الى الاحد. وفي إطار التقدم الذي أحرزته قوات واتارا قال المتحدث بإسم حكومة واتارا أن قواته سيطرت بالفعل على مقر تليفزيون الدولة في أبيدجان. وأمام تزايد أعمال العنف في البلاد وبعد إنسحاب القوات الامنية والجيش من الشوارع أضحت العاصمة الاقتصادية الافوارية تشهد اليوم فراغا أمنيا مما سبب في وقوع أعمال سلب ونهب حول العاصمة. ويأتي هذا بالرغم من تجنيد قوات اممية وأجنبية في العاصمة الافوارية لتسير الامور الامنية بها حيث تمكنت قوات الأممالمتحدة المنتشرة في البلاد من السيطرة على مطار ابيدجان اليوم لتأمينه. وبالموازاة مع ذلك نشرت القوات الفرنسية المتواجدة في كوت ديفوار في إطار عملية "ليكورن" لحفظ السلام نحو 900 جندي هناك في أحد احياء أبيدجان التي تضم رعايا اوروبيين وتتعرض لأعمال نهب. وأمام التصعيد الذي تعانب منه كوت ديفوار طلب الإتحاد الافريقي من غباغبو التخلي الفوري عن السلطة لخصمه الحسن وتارا. وذكرت مصادر اعلامية يوم الجمعة أن رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي جان بينغ طلب في بيان " بالحاح من لوران غباغبو التخلي فورا عن السلطة للرئيس الحسن درامان وتارا للتخفيف من معاناة الشعب الايفواري". وذكر بينغ فى بيانه برفض غباغبو قبول مقترحات مجموعة الرؤساء الخمسة التي أنشأها الاتحاد الافريقي. من جهتها دعت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفرقيا اليوم الرئيس الافواري المنتهية ولايته لوضع حد لمهامه والتخلي عن السلطة للتخفيف من معانات شعبه. ولازالت الدعوات الدولية تقابل بالرفض من قبل الرئيس المنهية ولايته غباغبو الذي جدد اليوم تأكيده على تشبثه بالسلطة قائءلا أنه "لا ينوي التنحي أو الاستسلام لأي تمرد" منددا بما وصفه "انقلاب" ينفذه خصمه واتارا الذى يحظى باعتراف المجتمع الدولي. من جهتها أبدت هيئات تابعة لمنظمة الأممالمتحدة اليوم الجمعة قلقها البالغ لتدهور الأوضاع في الكوت ديفوار مع تجدد الاشتبكات بين قوات واتارا والقوات التابعة لغباغبو. وتوقعت مفوضة الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين تدفق مزيد من اللاجئين أغلبهم من النساء والأطفال من الكوت ديفوار الى دول الجوار فرارا من تجدد القتال في البلاد.