كشف أمس أطباء أخصائيون في أمراض الكلى بالمستشفى الجامعي نذير محمد بتيزي وزو أن عدد المصابين بالقصور الكلوي الذين يخضعون إلى عمليات تصفية الدم بانتظام في تزايد مستمر، إذ بلغ حاليا 20 ألف مريض على المستوى الوطني حياتهم متعلقة بالآلة، و دعا هؤلاء إلى ضرورة بعث عمليات زرع الكلى من الميت دماغيا، لما لها من أهمية بالغة في إنقاذ المرضى. بهذا الخصوص أوضح البروفيسور صابا عثمان، رئيس مصلحة أمراض الكلى بمستشفى تيزي وزو، خلال اليوم الدراسي حول نقل الأعضاء من المتوفين دماغيا، الذي نظمته جمعية مرضى القصور الكلوي لتيزي وزو، بالتعاون مع مصلحة الكلى بالمستشفى الجامعي نذير محمد على مستوى دار الثقافة مولود معمري، أن عمليات نقل الكلى إلى الأحياء من الميت دماغيا، توقفت منذ سنة 2012 بعدما انطلقت في 2002 و تم خلالها القيام بأربع عمليات فقط، على مستوى مستشفيات البليدة و قسنطينة. و كشف ذات المتحدث أن عدد عمليات زرع الكلى في الجزائر خلال العام الفارط بلغ 235 عملية، و هو رقم ضئيل جدا يعادل ما يقوم به مستشفى واحد بفرنسا، لافتا إلى أن الجزائر لا تزال متأخرة في مجال زراعة الأعضاء، سيما الكلى و لم تتطور بعد مقارنة بالدول الأوروبية، و ذكر أن فرنسا تقوم سنويا بما لا يقل عن 3 آلاف عملية ، أما على مستوى البلدان العربية، حسب المتحدث، فإن الجزائر تحتل تقريبا نفس المرتبة مع تونس، و أقر بأن مصر، الأردن والسعودية على التوالي من الدول العربية الرائدة في هذا المجال. استنادا إلى الإحصائيات التي قدمها البروفيسور صابا، فإن مستشفى تيزي وزو قام منذ شهر ديسمبر 2006 و إلى غاية ماي من السنة الجارية، رفقة فريق طبي قادم من كندا، بأكثر من 120 عملية زرع للكلى و بلغ عدد العمليات التي أجريت على المرضى منذ بداية السنة 10 عمليات، فيما تم إجراء خلال السنة الفارطة 20 عملية، مشيرا إلى أن ولاية باتنة متقدمة في عدد العمليات التي يتم إجراؤها سنويا على المستوى الوطني، بالنظر إلى عدد المرضى الذين يتوافدون على مصلحة الكلى من الولايات المجاورة لهذه الولاية. وذكر ذات المتحدث بأن عمليات زرع الكلى التي أجريت العام الفارط على المستوى الوطني، أغلبها تمت عن طريق نقلها من متبرعين أحياء ، و قال بأن ثقافة التبرع بالأعضاء الحيوية لدى الجزائريين، تنحصر فقط بين أفراد العائلة الواحدة مثل من الأب إلى الابن أو الأم إلى البنت أو من الأخت للأخت، لافتا إلى أن الأم تمثل أعلى نسبة في التبرع بالكلى في العائلة، يليها الإخوة الذكور ثم الإناث و الأب في المرحلة الأخيرة، داعيا إلى تشجيع ثقافة التبرع بالأعضاء لدى الجزائريين سيما من الميت دماغيا، لما لها من فائدة في إنقاذ حياة المرضى الذين تتعلق حياتهم بالاستفادة من إحدى هذه الأعضاء ، وشدد البروفيسور صابا على توسيع حلقة التبرع من المتوفين دماغيا، بعد موافقة ذويهم لسد الثغرة سريعا في مجال التبرع بالأعضاء ، لأنه لم يجد مكانه بعد في مجتمعنا.