دعت لجنة الاتحاد الافريقي حول ليبيا أمس إلى «الوقف الفوري لكافة أعمال العنف» واقترحت تحديد «مرحلة انتقالية» لاعتماد إصلاحات في هذا البلد الذي يشهد تمردا مسلحا منذ منتصف فيفري. و تأتي المساعي التي شرعت فيها أمس بليبيا لجنة الإتحاد الإفريقي، التي تضم رؤساء موريتانيا وجنوب إفريقيا ومالي والكونغو وأوغندا كوسطاء وفقا لخارطة الطريق التي تم إقرارها في مارس. وتطالب هذه الخطة بالوقف الفوري لكافة الأعمال الحربية والإيصال السريع للمساعدة الإنسانية والحوار بين الفرقاء الليبيين. وكان هؤلاء الوسطاء دعوا الى «الوقف الفوري» للأعمال الحربية بعد اجتماعهم الاول في 19 و20 مارس في نواكشوط أيضا. و يقترح القادة الأفارقة في اللجنة «إدارة شاملة لمرحلة انتقالية بهدف إقرار والمباشرة بتطبيق إصلاحات سياسية ضرورية للقضاء على أسباب الأزمة الحالية من خلال الأخذ في الاعتبار كما ينبغي بالتطلعات المشروعة للشعب الليبي الى الديمقراطية والإصلاح السياسي والعدالة والسلام والأمن». و تسعى اللجنة إلى تسهيل حوار شامل بين الأطراف الليبية حول الإصلاحات المناسبة، وأخيرا التعاون مع شركاء الاتحاد الافريقي لتسهيل تنسيق الجهود وطلب مساعدتهم لتسوية سريعة للازمة». ووجهت اللجنة «نداء ملحا الى كل الأطراف لتلتزم تسوية سلمية للازمة الخطيرة التي يشهدها بلدهم ولتقدم كل التعاون المطلوب لتحقيق هذا الهدف». وكان محافظ السلم والأمن في الاتحاد الإفريقي، رمطان لعمامرة،قد أكد مساء أول أمس بنواكشوط أن اللجنة الإفريقية للسلام تتمتع بدعم كبير من طرف المجتمع الدولي، بما أن الأمر يتعلق بمنحها فرصتها التامة في البحث عن حل سياسي، ويأتي تأكيد محافظ السلم والأمن بعد تأكد المجموعة الدولية من فشل المراهنة على الحل العسكري، وعدم تتويج باقي مبادرات السلام. وقال لعمامرة «إننا متفائلون بأنه بمقدورنا جعل كل الأطراف توقف هذا التمزق الأخوي والدخول في حوار شامل يقضي على أسباب النزاع» ، وأضاف أن الاتحاد الإفريقي «راهن على عدم التراجع عن البحث على حل سياسي وهو محق لأن ذلك هو الطريق الوحيد الذي يسمح لليبيين تجاوز الظرف الصعب» . وقال الخبير الجزائري إن الأمر يتعلق بأول اتصال بين وفد من هذا المستوى والأطراف الليبية، وأنه مفيد جدا لفتح فصل جديد من أجل ليبيا والليبيين، مشيرا إلى أنه «اليوم يوجد بعض الحقائق والتطورات التي تعطي كل الأهمية لهذه الزيارة»، دون الإشارة إلى طبيعة هذه التطورات، التي يبدو أن أبرزها هو فشل الحل العسكري وجمود موازين القوة العسكرية في الميدان، إلى جانب رفض أطراف فاعلة في المجموعة الدولية لاستمرار الأعمال العسكرية للتحالف الدولي، وتأكيدها لاستحالة القيام بأي عمل عسكري مماثل تحت إشراف أممي على الأرض. وكان وزير خارجية جنوب إفريقيا قد أعلن الجمعة عن زيارة سيقوم بها أعضاء اللجنة إلى ليبيا للالتقاء بالموالين للعقيد، معمر القذافي، في طرابلس وبالمجلس الوطني الانتقالي في بنغازي، وأضاف الوزير إن «النقطة الأساسية في جدول الأعمال ستكون تنفيذ فوري لوقف إطلاق النار من الجانبين وفتح حوار سياسي بين الطرفين». م.م/ الوكالات