نقص في التجهيزات و الأدوية بمستشفى ديدوش مراد بقسنطينة يشتكي أطباء بمستشفى ديدوش مراد المُدشّن مؤخرا بقسنطينة، من نقص في التجهيزات و الأدوية يقولون بأنه أثر على عملهم وبات يهدد صحة المرضى، سيما بمصلحتي الاستعجالات و التوليد، فيما تعترف الإدارة بتسجيل مشاكل تعد بتداركها تدريجيا قبل نهاية السنة.و أكدت مصادر طبية بالمستشفى للنصر، أن المؤسسة صارت تستقبل في الفترة الأخيرة أعدادا كبيرة من المرضى المتوافدين بالأخص على مصلحتي الاستعجالات و التوليد، بعد عملية التدشين الرسمية من طرف الوزير الأول عبد المالك سلال يوم 16 أفريل الماضي، غير أن الكثير من المصالح لا تزال، حسب الأطباء، غير مجهزة، ما وضعهم في حرج حول كيفية التعامل مع الحالات. و ذكرت مصادرنا أن مصلحة الاستعجالات، على سبيل المثال، لا توجد بها وسائل الإنعاش اللازمة، كما لم ينجز مركز لنقل الدم يسمح بتوفير أكياس الدم لذوي الحالات الخطيرة، زيادة على غياب مختبر للتحاليل البكتيرية الضرورية للكشف الفوري عن حالات التهاب السحايا خصوصا عند الأطفال، و يطرح الأطباء أيضا عدم توفير الأجهزة الطبية المستعملة لمتابعة الضغط الدموي عند المرضى، مع تسجيل نقص في عدد من الأدوية الضرورية مثل مسكنات الألم كالمورفين، و في كواشف المواد الكيميائية "رياكتيف».و حذّر الأطباء من الاستمرار في استقبال الحوامل بمصلحة النساء و التوليد، التي لا تتوفر بعد على طبيب مختص و لا تزال تُسيّر من طرف قابلة، حيث قالوا بأن اقتصار الحالات المُستقبلة على الولادات العادية، لا يعني بأن ذلك لن يشكل خطورة على صحة المواليد و حتى الأم، إذ لا يوجد، حسبهم، فيتامين "ك" المُدرج في البرنامج الوطني للتلقيح، و الذي قد يؤدي عدم تقديمه للمولود إلى حدوث نزيف، زيادة على غياب تجهيزات خاصة تستعمل في إنعاش الأطفال الذين يولدون بأعراض "حالة الموت الظاهري"، التي تتطلب إنعاشا فوريا. و وّجه أطباء بمصلحة التوليد طلبا لمدير المستشفى من أجل الفصل بين مصلحتي طب الأطفال و التوليد، و أخلوا مسؤوليتهم من أي عملية اختطاف قد تطال، حسبهم، الرضع، نتيجة عدم وضعهم في مكان مغلق، فيما طرح بعضهم مشكلة غياب مصلحة للإنعاش مجهزة بجميع المعدات الطبية اللازمة، حيث يجري أطباء الإنعاش عملهم بالتنقل بين المصالح، إلى جانب عدم تجهيز المستشفى بجهاز سكانير كما أن جهاز الإيكوغرافيا المتوفر لا يتناسب مع جميع الحالات، حسب مصادرنا.مدير مستشفى ديدوش مراد اعترف بوجود «مشاكل"، أرجعها إلى حداثة تدشين المستشفى منذ حوالي شهر عقب إخضاعه لعملية إعادة اعتبار واسعة، لكنه وعد بتداركها بصفة تدريجية، حيث قال بأن التجهيز متواصل و يسير بوتيرة متسارعة، رغم نقص الموارد البشرية، مضيفا بأن المؤسسة استطاعت تسجيل أولى حالات الولادة منذ الاستقلال، كما ستستفيد من التجهيزات الطبية اللازمة و توظف أطباء أخصائيين، مع تسخير مخبر للتحاليل و جهاز تصوير بالأشعة، إلى جانب فتح الاستعجالات و باقي المصالح ل 24 على 24 ساعة. و يتوفر المستشفى الذي كان تابعا للقطاع العسكري، على أزيد من 30 طبيبا أخصائيا منهم أطباء بدرجة بروفيسور و أساتذة مساعدون، وسيتم، حسب مديره، توظيف 10 أطباء عامين خلال أسبوع تقريبا، إضافة إلى أخصائيين بين أطباء في النساء و التوليد تكفلت وزارة الصحة باستقدامهم خلال أيام، و زيادة على 150 ممرضا الذين تتوفر عليهم المؤسسة، سيتم، استنادا للمسؤول، توظيف أعوان شبه طبيين آخرين، ليصل عددهم حتى نهاية العام إلى 400 ممرض.و طمأن مدير المستشفى بأنه سيتم اقتناء جهاز إيكوغرافيا آخر إلى جانب جهازي تصوير بالرنين المغناطيسي "إي.آر.أم» و سكانير، نافيا تسجيل نقص في الأدوية، حيث قال بأنها متوفرة بالكميات اللازمة بصيدلية المستشفى، كما أضاف بخصوص غياب مصلحة الإنعاش، أن كل مصلحة تتوفر، حسبه، على سرير إنعاش مجهز يسمح بالتكفل الأمثل بالمرضى من طرف 4 أطباء مختصين، و بشأن انشغالات الأطباء حول سلامة المواليد و النساء الحوامل، قال المسؤول بأن أية حالة يتبيّن بأنها حرجة، تُحول مباشرة نحو عيادة سيدي مبروك وفق اتفاق مسبق بذلك، كما يرى المسؤول بأن مطلب فصل مصلحة الأطفال قابل للتحقيق، لكنه ليس "مستعجلا"، خصوصا و أن المؤسسة مدعمة بأعوان الحراسة.مستشفى ديدوش مراد الذي يضم حاليا 7 مصالح و 240 سريرا، يستقبل حاليا، حسب مديره، قرابة 200 مريض يوميا، و هو عدد يتوقع بأن يتضاعف مع استكمال التجهيز و التوظيف "قبل نهاية هذا العام". ياسمين.ب