تجاوزات بالجملة في الأسواق بعد انتهاء دوام أعوان المراقبة في الثالثة زوالا حذرت المنظمة الوطنية لحماية المستهلكين، أمس الأربعاء، من الأخطار التي تهدد صحة المواطنين، جراء التجاوزات العديدة التي تم تسجيلها منذ بداية رمضان، تتعلق بعرض مواد سريعة التلف تحت أشعة الشمس، وبيع لحوم مجمدة مفرومة، وكذا حلويات تقليدية في مستودعات تنعدم فيها أدنى شروط النظافة، لا سيما بعد الثالثة زوالا مع انتهاء فترة دوام أعوان المراقبة. أسفرت المعاينة الأولية التي قامت بها المنظمة الوطنية لحماية المستهلكين خلال الأيام الأولى لرمضان، عن فضح العديد من التجاوزات التي يرتكبها التجار، مستغلين نظام العمل الخاص بأعوان الرقابة خلال هذا الشهر حيث تنقضي فترة دوامهم عند الساعة الثالثة بعد الزوال، لعرض مواد غذائية تحت أشعة الشمس والغبار ودخان المركبات، وهي فترة تستغلها أيضا الأسواق الفوضوية لتوسيع نشاطها، ومن ضمن الحالات التي وقفت عليها المنظمة إقدام تجار على بيع اللحوم المجمدة مفرومة، رغم أن القانون يمنع ذلك بتاتا، بالنظر إلى المخاطر الصحية التي يتعرض لها المستهلك، وكذا تحول قصابات إلى بيع مواد إضافية على غرار الخبز التقليدي أي المطلوع والحمص والديول، كما تحولت الكثير من محلات «الطاكسيفون» إلى بيع الحلويات التقليدية، على غرار قلب اللوز والزلابية وغيرها، في ظل غياب أدنى شروط النظافة والحفظ. وأكد في هذا الصدد المكلف بالإعلام بالمنظمة، سمير لقصوري، أمس، أن تبليغات وصلتهم من مستهلكين مقيدة بالصور، تؤكد عرض الحلويات التقليدية في مستودعات تجوبها الفئران والجرذان والحشرات الطائرة، كما تلقوا شكاوي عدة من مستهلكين تتعلق بالممارسات غير القانونية للتجار، من بينها عرض المشروبات والمياه المعدنية والحليب أمام مدخل المحلات، رغم ارتفاع درجات الحرارة، وتباع أيضا الحلويات التقليدية بنفس الأسلوب، رغم تحذيرات وزارة التجارة، التي جندت أزيد من 8000 عون رقابة للحد من الخروقات التي يرتكبها التجار. ووقفت المنظمة على اتساع ظاهرة الباعة المتجولين، الذين يعرضون مواد سريعة التلف تحت أشعة الشمس الحارقة، على غرار البيض والأسماك، على متن شاحنات وعربات ليست مخصصة لهذا الغرض، مما يسبب حدوث تسممات ومضاعفات صحية قد يجهل المستهلك مصدرها، وأبدى المتحدث استغرابه من ممارسات الكثير من المواطنين، الذين يقتنون مواد من الأرصفة ومن عند الباعة المتجولين ثم يسرعون لوضعها في الثلاجة حتى لا تتلف، موضحا بأن مجرد عرض المواد الغذائية تحت درجات حرارة مرتفعة، يؤدي إلى تغيير مكوناتها، ويحولها إلى مواد غير صالحة للاستهلاك ومضرة بالصحة. وخلافا للسنة الماضية، وبحسب الجولة الميدانية لمنظمة حماية المستهلكين، عرفت الأسعار مع بداية رمضان ارتفاعا رهيبا وفق المصدر، بسبب تفشي المضاربة، ولجوء تجار التجزئة إلى اقتناء كميات معتبرة من السلع من عند تجار الجملة، الذين عمدوا بدورهم إلى الزيادة في أسعار المواد التي يكثر عليها الطلب، بسبب تهافت المستهلكين على اقتناء مستلزمات رمضان ، متأسفا لعدم تمكن الجهات المعنية من الحفاظ على استقرار الأسعار على غرار الموسم الماضي. وأكد على ضرورة إحكام الرقابة على غرف التبريد للحد من المضاربة، ولعدم استغلالها في تخزين المواد الكمالية، على حساب المواد الأساسية على غرار البطاطا والطماطم، إلى جانب إجبارية التعامل بالفوترة، للقضاء على السماسرة الذي ينشطون دون سجل تجاري، وكذا تفعيل الدواوين التي تسهر على التحكم في الإنتاج، مع تحديد هوامش الربح، لضمان استقرار الأسعار.