أفادت صحيفة نيويورك تايمز أن إدارة الرئيس باراك أوباما أطلقت عملية بحث مكثف لإيجاد بلد يمكنه أن يستضيف الزعيم الليبي معمر القذافي غير أن المسؤولين الأمريكيين لم يحصلوا إلا على لائحة صغيرة جدا بدول مرشحة لذلك بسبب الاتهامات التي وجهتها المحكمة الجنائية الدولية إلى القذافي . وقال ثلاثة مسؤولين في إدارة الرئيس باراك أوباما للصحيفة في عدد أول أمس أنهم يحاولون إيجاد بلد لم يوقع أو يصادق على معاهدة روما التي ترغم البلدان على تسليم أي شخص تدينه المحكمة الجنائية الدولية. ويمكن للقذافي بالتالي اللجوء إلى دولة إفريقية لأن أكثر من نصف بلدان القارة السوداء لم توقع المعاهدة. والولاياتالمتحدة نفسها لم توقع المعاهدة لتجنب احتمال ملاحقة ضباط في الجيش والاستخبارات الأمريكية. وقال مسؤول رفيع المستوى في إدارة أوباما للصحيفة "استخلصنا بضعة دروس من العراق من أهمها أن على الليبيين تحمل مسؤولية تغيير النظام وليس نحن". وأضاف أن "ما نحاول فعله هو مجرد إيجاد وسيلة للوصول الى مخرج سلمي إذا سنحت الفرصة لذلك". وطالب الرئيسان الأميركي باراك أوباما والفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون برحيل القذافي في بيان مشترك نشرته الجمعة الماضي أربع صحف. وعبرت دول عدة بينها الولاياتالمتحدة عن مخاوف على سلامة المدنيين في ليبيا وخصوصا في مصراته . وقال مسؤول عسكري كبير للصحيفة أن دول الحلف التي تواجه مستوى لا سابق له من التعقيد في حملتها الجوية المشتركة، تلتزم درجات متفاوتة من الحذر عند شن غارات يمكن أن تؤذي مدنيين أو تسبب أضرارا لمساجد أو مدارس أو مستشفيات قريبة. وتابع أن بعض طياري الحلف رفضوا إلقاء قنابل على أهداف بسبب مخاوف من هذا النوع بينما يعجز مخططو الضربات الجوية عن اختيار الطيارين المناسبين لقصف أهداف محددة من جهة أخرى،استبعد إرنست أورلاو رئيس الاستخبارات الخارجية بألمانيا سقوط نظام العقيد الليبي معمر القذافي في المستقبل القريب. وفي مقابلة مع صحيفة (هامبورجر آبندبلات الألمانية الصادرة أمس قال أورلاو إن الوضع الراهن يشير من الناحية العسكرية إلى أن أيا من طرفي الصراع غير قادر على حسم المعركة لنفسه. وأضاف أورلاو إن المنطقة المحيطة بالعاصمة طرابلس وهي منطقة نفوذ القذافي أكثر ازدحاما بالسكان مقارنة بالمنطقة الشرقية التي يسيطر عليها الثوار. وأشار أورلاو إلى أنه من غير الممكن التنبؤ بالمدة التي سيظل خلالها القذافي على رأس السلطة. ومن ناحية أخرى قال أورلاو إنه ليست هناك معرفة دقيقة بالمناوئين للقذافي كما أنه لا توجد معلومات مفصلة عن كل المشاركين في المعارض المسلحة. وأضاف أن هؤلاء المناوئين اتفقوا على أهداف محددة وفي طليعتها المطالبة بتنحي القذافي. وأعرب أورلاو عن اعتقاده بأن الوضع في ليبيا يختلف عنه في مصر وتونس حيث تمكن الشعب التونسي والمصري من الإطاحة برئيسيهما في وقت قصير مشيرا إلى أن القبلية تلعب دورا هاما في الصراع الدائر في ليبيا" .