يعد من الكفاءات الجزائرية العاملة في أوروبا منذ سنوات، متخصص في تكوين وتأطير الفئات الشبانية، يشرف الآن على الفريق الاحتياطي لنادي يونغ بويز السويسري لكرة القدم. مدرب طموح يسعى جاهدا لتوظيف خبرته الميدانية لخدمة بلده الجزائر، نحن نتحدث عن المدرب الجزائري المحترف إسماعيل جليد، الذي فتح قلبه للنصر، كاشفا عن مشاريعه وطموحاته المستقبلية، كما أبدى رأيه في عديد الأمور التي تخص الكرة الجزائرية، وعدة أمور أخرى ستكتشفونها في هذا الحوار. عرف نفسك للجمهور الرياضي الجزائري ؟ أنا مدرب محترف حائز على شهادات الإتحاد الأوروبي والاتحادية السويسرية لكرة القدم ومدرب إختصاصي في المواهب، أملك خبرة 17 عشرة سنة في التدريب العالي. حاليا أحضر شهادة عليا في الرياضة و التحضير البدني والذهني، كما أملك شهادة فيدرالية في الرياضة، وبالإضافة إلى شهادات التدريب أنا حائز على شهادات جامعية من جامعة فريبورغ بسويسرا ليسانس في الاقتصاد و ماستر في تكنولوجية العلوم، كما أني أتعامل مع جنسيات مختلفة، وأتكلم أربع لغات : العربية والفرنسية والألمانية والانجليزية. ماذا تفعل في الوقت الحالي؟ أشرف في الوقت الحالي على تدريب آمال فريق عريق في سويسرا ويتعلق الأمر بنادي يونغ بويز بالعاصمة بارن، وينشط هذا الفريق في دوري الدرجة الثالثة السويسرية، وهو دوري تكوين الآمال وتجهيزهم للفريق الأول. إقصاء الوفاق درس للمسؤولين والجماهير لوقف العنف المجاني في الملاعب *منذ متى وأنت تعمل بالخارج ؟ أعمل بالخارج منذ 1995. كيف هي ظروف العمل في سويسرا؟ ظروف العمل في سويسرا رائعة وملائمة، حيث تعتبر سويسرا من بين أحسن البلدان من ناحية تكوين اللاعبين وكذا تكوين المدربين. ماهي الإنجازات التي حققتها لحد الآن في سويسرا؟ 80 % من اللاعبين الذين كونتهم يلعبون الآن في الفرق الوطنية، أنا بطل سويسرا مع فئة أقل من 23 سنة، كما نجحت في حصد كأسين محليتين مع أقل من 23 سنة، ووصلت إلى نهائي كأس سويسرا، ولدي عدة دورات أمام فرق كبرى مثل بايرن ميونيخ، دورتموند، بورتو، أجاكس....الخ. *ألا تشعر بالغربة وهل تمني النفس بالعمل في الجزائر ؟ صراحة، لا أشعر بالغربة، أنا أعيش في سويسرا حياة هادئة و أعمل في ظروف رائعة والحمد الله، ولكن أشتاق إلى بلدي و أجوائه، ولا شيء يعوض أجواء الجزائر و هوائها. أنا في اتصال دائم مع الأحباب والأصدقاء، وأزور الجزائر أربع إلى خمس مرات في السنة. هل تتمنى العمل في الجزائر ؟ هذا السؤال معظم الصحافيين يطرحونه علي، فمهما يكن الجزائر تبقى بلدي الحنون و أنا مستعد أن أمنحه خبرتي، تكويني و تجربتي. لدي مشروع رياضي طموح لفريق محترف، وأنا مستعد للمشاركة في تطوير كرة القدم الجزائرية التي هي في حاجة ماسة للتطوير. هل أنت متابع للكرة الجزائرية؟ بالطبع، أنا أتابع الكرة الجزائرية عن قرب، من خلال الصحف والتلفزيون، ومن خلال اتصالاتي بأشخاص ينشطون في ميدان الكرة، أعرف كل ما يحدث على مستوي الفرق والاتحادية الجزائرية لكرة القدم، كما أني أتابع بعض مباريات البطولة الوطنية عندما تتاح لي الفرصة. كيف ترى مستوى البطولة الوطنية ؟ كما قلتها عدة مرات ، المستوى التقني للاعبين المحليين مستوى جيد، ولكن من الجانب التكتيكي و الذكاء المستوي ضعيف. مستوى البطولة الوطنية ضعيف إلى متوسط، وهذا راجع لضعف التكوين على مستوى الأندية. ما تقييمك لنتائج الخضر مؤخرا ؟ من ناحية النتائج، أقول أن الفريق الوطني كان جيدا في السنوات الأخيرة، ولكن من ناحية الأداء و التنظيم الدفاعي و الهجومي فالمستوى فوق المتوسط، يجب أن نحسن هذا الجانب، خاصة وأن الفرق التي لعب ضدها منتخبنا الوطني فرق ضعيفة. بالنسبة لي هذا لا يسمح لنا بقياس المستوى الحقيقي لهذا المنتخب الذي عنده فرديات ممتازة. راجيفاك يملك مقومات النجاح مع الخضر ومشكل اللغة سيقف عائقا ماذا عن رحيل غوركوف ؟ رحيل غوركوف، بالنسبة لي سلبي للغاية، هذا المدرب كان قادرا على تقديم الإضافة وتطوير الكرة الجزائرية، وهذا لن يشاطرني فيه بعض الاختصاصيين ومحبي الكرة في الجزائر. ماهو الفرق بين جيل زياني وبوقرة وعنتر وجيل براهيمي ومحرز وفغولي ؟ لا أريد إطلاقا أن أقارن بين الأجيال، كل جيل و وقته وكل لاعب يملك إمكاناته الخاصة، الجيلان منحا السعادة والسرور للشعب الجزائري من خلال النجاح في التأهل إلى مونديالي جنوب إفريقيا والبرازيل. كيف تقضي شهر رمضان في سويسرا ؟ أحب هذا الشهر الفضيل كثيرا، وأقضيه بين التدريبات، الفطور مع العائلة، والعبادة. هو شهر أحس فيه بالهدوء والطمأنينة، فبعد الفطور أذهب لصلاة العشاء والتراويح، و تارة في نهاية الأسبوع ألتقي مع بعض الأحباب في قعدة رمضانية جزائرية فيها شاي و قلب اللوز. ولكن أشتاق إلى أجواء رمضان في الجزائر، فأجواء رمضان في البلاد مختلفة عن أوروبا. *طبقك المفضل؟ أضحكتني .... عندي عدة أطباق مفضلة، من بينها مسفوف بالفول والجلبانة مع لبن طازج وكل هذه الأطعمة لا تحلو إلا بوجود العائلة الكريمة. هل تتابع البرامج الجزائرية ؟ إذا سمح لي الوقت أتابع بعض البرامج وبالخصوص البرامج الرياضية التي تتناول مواضيع الكرة الجزائرية. *من أي منطقة من الجزائر تنحدر ؟ أنا من مواليد الحراش، كبرت وتربيت بالضبط في ضواحي بوروبة. ماهو الفريق الذي تشجعه في الجزائر ؟ أنا تقني وإختصاصي مؤازرة الفرق التي تتنهج اللعب الجميل، والتي تشجع التكوين وخاصة تعطي الفرص للشبان للعب مع الأكابر. ماهو الفريق الذي تشجعه عالميا ؟ عالميا أشجع الفرق التي تلعب كرة جميلة، على غرار بايرن ميونيخ الألماني، وبرشلونة الإسباني، وحتى ليستر سيتي أبهرني بطريقة لعبه و بروح المجموعة التي أظهرها. من هو أحسن لاعب محلي، وأحسن لاعب في الخضر وأحسن لاعب في العالم ؟ كما سبق وأن قلت لكم اللاعب المحلي يتمتع بتقنيات في المستوى، و لكن ينقصه الثقافة التكتيكية والذكاء الجماعي، من الصعب علي أن أعطيك أحسن لاعب محلي. أما أحسن لاعب في المنتخب الوطني فهو بدون شك رياض محرز، هذا اللاعب أبهرني بتقنياته الخارقة للعادة وطريقته السهلة في المراوغات، وأما عن أحسن لاعب في العالم فهو كريستيانو رونالدو الذي هو كامل من كل الجوانب دون أن أنسى ليونيل ميسي. من هو أفضل مدرب جزائري حاليا ومن هو الأحسن عبر التاريخ ؟ فيما يخص المدرب المحلي اعتقد بأن عبد القادر عمراني بصم على مشوار جيد في مولودية بجاية وكذلك المدرب ليامين بوغرارة الذي قدم عملا ممتازا مع دفاع تاجنانت. وبخصوص المدرب الأفضل في التاريخ فهو الراحل يوهان كرويف، هذا المدرب اخترع «التيكي تاكا» في برشلونة و قدم الكثير للكرة العالمية. من ترشح للفوز بالأورو ؟ أرشح بطل العالم المنتخب الألماني للفوز ببطولة أوروبا. السويسريون لا يجاملون أحدا وأملك خبرة 17 سنة في التدريب العالي هل تابعت كوباأمريكا ؟ مع رمضان لم أستطع متابعة كوباأمريكا، المقابلات تلعب في ساعات متأخرة من الليل. وأولويتي هي واجبات الشهر الكريم. كلمة حول روراوة؟ أفضل عدم الحديث عن رئيس الفاف، فعندما لا أعرف الشخص عن قرب لا أريد الحديث عنه. رغم أن رئيس الفيدرالية الجزائرية لكرة القدم يعرفني و يعرف مشواري جيدا، لقد كنت قريبا من العمل مع المدير الفني السابق، سعيد حدوش كإطار فيدرالي، ولكن حدثت بعض الأمور جعلتني ابتعد من حساباته . ماذا ينقصنا في الجزائر لكي نصل إلى الاحتراف الحقيقي ؟ الاحتراف في الجزائر ينقصه الكثير، تنقصه طريقة تمويل النوادي. فمعظم الفرق أو كلها ماعدا فريق اتحاد الجزائر مرتبطة بأموال السلطات الولائية والوطنية. كما يوجد نقص كبير في التسيير، حيث يعد التسيير في النوادي عشوائيا، و النقطة المهمة التي تنقص الاحتراف هي مشكل المعاملات، والتصرفات والمواقف من جهة المسؤولين واللاعبين. كلمة حول إقصاء الوفاق من مسابقة رابطة الأبطال ؟ إقصاء وفاق سطيف شيء مؤسف، ولكن العقوبة كانت منتظرة، فالاتحاد الأفريقي لكرة القدم طبق القوانين لا أكثر ولا أقل، هذه العقوبة ستكون بمثابة درس للمسؤولين والجماهير حتى يتوقف هذا العنف المجاني في الملاعب الجزائرية. كيف ترى حظوظ الأولمبيين في ريو دي جانيرو ؟ مجموعة الفريق الأولمبي مجموعة صعبة، و لكن بالعمل الجاد و التحضيرات الصائبة يستطيع هذا المنتخب تحقيق نتائج إيجابية وتشريف الكرة الجزائرية. هل شورمان قادر على قيادة الخضر إلى نتائج جيدة في الأولمبياد ؟ للناخب الوطني أندري بيار شورمان خبرة في المنافسات الدولية، وهو قادر على تحقيق نتائج إيجابية في الأولمبياد. أنا مدرب محترف بسويسرا ولولا مؤهلاتي لما منحوني تكوين الشبان كلمة حول المدرب السويسري وهل تعرفه عن قرب ؟ بالطبع أعرف شورمان وهو يعرفني جيدا، نحن من خريجي نفس المدرسة. مؤخرا كان لي حديث معه، حيث تحدثنا عن الفريق الأولمبي، وعن التحضيرات وعلى أمور أخرى تهم الكرة الجزائرية. هل أنت مستعد للعمل مع الفئات الشبانية للخضر ؟ أنا مستعد للعمل مع الفيدرالية كمدرب للفئات الشابة وكإطار فيدرالي وتقديم شبان ذوي مستوى عال لتدعيم الفرق الوطنية. رحيل غوركوف خسارة رغم أن رأيي لن يعجب الكثير ما رأيك في مجموعة الخضر ؟ المجموعة التي وقع فيها المنتخب الوطني مجموعة صعبة جدا، فمنتخبات مثل زامبيا والكاميرون ونيجيريا تعتبر من بين المنتخبات الكبرى في إفريقيا. والمنافسة ستكون صعبة على الجميع. فمن خلال المواجهات أمام هذه الفرق سوف نتعرف على المستوى الحقيقي لمنتخبنا، وبالتالي يجب أن تكون للمدرب القادم قدرات تكتيكية عالية وشخصية قوية لقيادة الخضر. الفاف اختارت الصربي راجيفاك، ما رأيك في هذا المدرب ؟ القليل الذي أعرفه عن راجيفاك هو أنه مدرب قام بعمل كبير مع منتخب غانا الذي قاده إلى نتائج ممتازة، فهو يملك خبرة سنتين في إفريقيا 2008-2010. تقنيا لا أعرفه جيدا ولا أعرف فلسفته الكروية، ولكن عامل اللغة سوف يكون عائقا من أجل التواصل مع اللاعبين، خاصة المحليين. أتمنى التوفيق لهذا المدرب وحظ سعيد مع الخضر. هل من إضافة؟ الفريق الوطني يضم لاعبين ممتازين على غرار محرز، براهيمي، فغولي، بودبوز وغيرهم. هذه الأسماء قادرة على اللعب في فرق أوروبية كبيرة، كل مدرب يتمنى امتلاك مثل هؤلاء اللاعبين. أنا وشورمان خريجا نفس المدرسة ولدي ثقة في نجاحه مع الأولمبيين في ريو بماذا تريد أن تختم الحوار ؟ أريد الفوز مع الفريق الوطني لأقل من 20 سنة بلقب قاري مثل كأس أمم إفريقيا، كما أتمنى أن أمنح بلدي خبرتي وتكويني. الجزائر بلد كرة قدم وعندنا شبان ومواهب يجب أن تؤطر بشكل جيد بهدف تكوين فرق وطنية قوية بإمكانها تشريف الكرة الجزائرية دوليا، كما استغل الفرصة لكي أتمنى حظا سعيدا للمنتخب الأولمبي في ريو و المنتخب الأول في تصفيات مونديال روسيا.