أحلم بتطوير موسيقى القناوة و الديوان على طريقة»الغوسبيل» الأمريكي بدأ الفنان ناصر السويداني حياته الفنية على خطوات البالي في المسرح الوطني لمدينة مستغانم سنة 1998 ، قبل أن ينتقل إلى الغناء في طابع «الراي الفني « ثم إلى التمثيل ضمن فرقة مسرح «الموجة» التي يكن لها الكثير من الوفاء و الشعور بالإنتماء الفني ، وهو يستعد للكثير من المشاريع الغنائية و المسرحية و السينمائية. فرقة « الموجة» كانت بوابة الفن التي فتحت في وجه ناصر السوداني و غيره من الشباب الموهوب في التمثيل للمضي نحو عالم الإحتراف ، و كان هدفه من الإلتحاق بها كما قال هو الجمع بين موهبة الغناء التي يتمتع بها في موسيقى « الراي الفني» و حبه للتمثيل و المسرح ، مما دفعه إلى التقدم من المخرج الجيلاني بوجمعة ليخبره برغبته في الإنخراط بهذه الفرقة التي لم يفارقها إلى اليوم ، رغم قيامه بالعديد من الأعمال مع بعض المسارح الجهوية الاخرى خارج مستغانم كمسرح سيدي بلعباس الذي شارك معه مأخرا في مسرحية « الزمان» ، على غرار مشاركته في السينما من خلال دور شخص شرير في فيلم « أشواك المدينة» إلى جانب الممثل حكيم دكار الذي أتاح له فرصة الظهور التلفزيوني من خلال سلسلته جحا أيضا، ليحمل المشعل من الجيل الذي كونه و علمه التمثيل في فرقة «الموجة» و يقوم هو بدوره بتكوين الشباب و الأطفال الذين يتمتعون بالموهبة و الإرادة. يصر كثيرا على وفائه الكبير لمسرح « الموجة « المستغانمي الذي كبر فيه فنيا و إنسانيا فقال « الموجة هي جزء مني و لا أحب الإبتعاد عنها كثيرا و العمل مع فرق أخرى لا أعرف أسلوب عملها أو رؤيتها مما لا يشعرني بالإرتياح ، في حين أن التناغم الكبير بين أعضاء فرقتنا يمنحني الإحساس بالإنتماء، بصراحة أنا لا احب كثيرا تغيير أجواء العمل التي تعودت عليها» . مضيفا أنه جد سعيد بمسرحيته الجديدة مع نفس الفرقة ، تأليف و إخراج الجيلاني بوجمعة الذي أعاد إحياء نص « الشاب و الثرثار و السباغة الهندية « الذي كتب سنة 1989 ، بتجسيده لأول مرة على الركح بعد أن توقف مشروع تجسيده مع الفنان الراحل سيراط بومدين إثر وفاته المفاجئ على ركح مسرح الموجة . وكشف بأن المخرج أعاد التفكير في إنجاز هذا النص بتشجيع من أعضاء الفرقة الذين تحمسوا كثيرا له خاصة ان احداثه تتلائم مع أحداث العصر الحالية و على وجه التحديد الثورات العربية ضد الحكام و انظمة الحكم . و تروي المسرحية قصة شاب مهندس يواجه مشاكل مع حاكم الإمبراطورية، فيأمر جيوشه بنفيه في جزيرة بعيدة عن المملكة، وفي أحد الأيام يثور شعبه ضده، و يقومون بنفيه إلى نفس الجزيرة، حيث يلتقي بالمهندس الذي يتعرف عليه. ويستعد من جهة أخرى إلى خوض تجربته السينمائية الثانية في دور رئيسي يجسد فيه شخصية مجاهد في فيلم « زبانة « الذي سينطلق تصويره قريبا ، بالإضافة إلى دور البطولة في مسرحية عن الشخصية التاريخية الشهيرة حسن الصباح و طائفة الحشاشين التي يعمل عليها المخرج عز الدين عبّار في مسرح سيدي بلعباس. كما تحدث عن حماسه الكبير للمشاركة لثاني مرة في التكوين المسرحي و الفني مع الفنان العراقي طلعت السنوي القاطن بالسويد الذي قدم في ختام المهرجان الوطني للمسرح المحترف السنة الماضية تكوينا للمسرحيين استمر لمدة شهر. و سيركز أكثر - كما أضاف -على مشروعه الغنائي في أسلوب «الراي الفني» ، فبعد إصدار ألبومه الأول بعنوان « صباح الخير» الذي تميز بكلمات الشعر الملحون لعبد القادر مهل و الموسيقي لعرج كيس خنوش الذي كان يلحن للراحل حسني و موسيقيين في أوروبا ، وهو يحضر حاليا لألبومه الثاني في نفس الطابع الغنائي الذي يمزج فيه بين أنغام الراي و البلوز، و موسيقى الديوان و القناوة ، كلمات الشاعر علي معاشي . مشيرا إلى أنه يعكف على إنجاز مشروع موسيقي جديد « قناوة غوسبيل» يمزج فيه بين كلمات «الديوان» و أسلوب «القناوة «مع غناء الكورال الأمريكي «الغوسبيل» ، و أنه بدأ بالبحث عن آلات جديدة ستدخل لأول مرة في أنغام هذا النوع الموسيقي الجديد.