لا أؤمن بالإحتراف و الفنان الناجح ليس بالضرورة من خريجي المدارس شارك الممثل الشاب رشيد بن قوديفة في أكثر من عمل في رمضان هذا العام منها مسلسل "جحا العودة" و "سولة" للمخرج محسن مزياني، و ذلك بعد مشوار فني حافل في مجال المسرح و التلفزيون على غرار مسلسل "عيسات إيدير" مع المخرج كمال اللحام ، ويستعد لأول مشاركة سينمائية له في فيلم تاريخي مهم عن حياة " الشهيد زبانة"رغم أنه لم يدرس التمثيل .الممثل قال في حوار هاتفي مع النصر بأنه يؤمن بأن التكوين الأكاديمي في المعاهد الدرامية ليس هو أساس النجاح بالنسبة للكثير من الممثلين الشباب و " أقرب مثال على ذلك الممثلة أمل بوشوشة التي انتزعت دور البطولة في مسلسل " ذاكرة الجسد " وبرزت فيه دون أن يكون لها تكوين متخصص في مجال التمثيل تمكنت من فرض وجودك كممثل شاب في بداية مشوارك، و شاركت في الكثير من الأعمال في المسرح و التلفزيون، حدثنا عن بدايتك في عالم التمثيل ؟ المسرح كان مدرستي الأولى و ولعي الأول بالتمثيل. فقد كانت بدايتي في مجال التمثيل مع دار الثقافة بعين تيموشنت في الاوركسترا البلدي، و هناك التقيت بمستشار فني متخرج من معهد الفنون الدرامية و الذي تنبأ لي بمستقبل ناجح في مجال التمثيل ، و بدأت أشارك في العديد من الأعمال المسرحية كمسرحية " عيد الطالب" ، " العظم تكسر" و ملحمة " بطولة شعب" و " ما كبث " للمخرج محمد مقدم التي جسدت فيها دور البطولة و تحصلت من خلاله على جائزة أحسن تمثيل على المستوى الجهوي و كانت هذه الجائزة بمثابة دعم معنوي كبير لي في بداياتي لتشجيعي على مواصلة المشوار. و من بين أهم المراحل في حياتي الفنية، كانت تجربتي مع "المسرح الجامعي" في مدينة بلعباس لمدة أربع سنوات، أين شاركت في العديد من الأعمال المسرحية: كمسرحية " تارتوف" ، " لويا" ، " الشرطي " و مسرحية " أريد أن أقتل " لتوفيق الحكيم للمخرج غانم بوعجاج. ثم شاركت في وهران في مسرحية " المخمرة" مع شرقي، أستاذ في معهد الفنون الدرامية في وهران، أين تلقيت عدة تكوينات أساسية كتعلم "الرقص" ( الكوريغرافيا) و تعلم النطق السليم للعربية الفصحى، في مستغانم. كيف انتقلت من المسرح إلى التلفزيون ؟ التلفزيون كان خطوة مهمة أخرى في مسيرتي الفنية و لكن المسرح كان تأشيرتي لدخول الشاشة الصغيرة و ذلك بفضل الممثل القدير حكيم دكار، الذي أعطاني فرصة المشاركة في مسلسل " أشواك المدينة " عندما شاهدني أثناء عرض مسرحية " المخمرة " وعرض علي دور صديق العصابة في هذا العمل.لكني بقيت وفيا للمسرح حيث شاركت في العديد من الأعمال أهمها مسرحية " الصدمة " للكاتب ياسمينة خضرا و المخرج احمد خوذي صاحب مسرحية " بيت ألبا"، و مسرحية النافذة " المقتبسة عن روبلاس لإبراهيم حشماوي، قبل أن أعود مرة أخرى إلى التلفزيون في المسلسل التاريخي " عيسات إيدير" إلى جانب المخرج الأردني كمال اللحام . و أخيرا شاركت لهذا العام في مسلسل " جحا العودة " إلى جانب الممثل حكيم دكار مرة أخرى، و أيضا في مسلسل " سولة " في شخصية يحيا صديق البطل الحميم. هل استطاع الجانب التطبيقي لديك تغطية نقص التكوين في المعاهد الدرامية؟ في الحقيقة كانت لي الفرصة في أكثر من مرة للدراسة في المعهد الوطني للفنون الدرامية، لكني فضلت مع ذلك الاستمرار كممثل هاو فقط، للتمكن من مواصلة دراستي الجامعية بالتوازي في مجال الموارد البشرية و التي أنهيتها سنة 2009. فأنا لا أعتقد أن الدراسة الأكاديمية للفن و التمثيل هي أهم عوامل النجاح بالنسبة للممثل ، فالتجربة أثبتت أن الكثير من الممثلين المحترفين حققوا نجاحات كبيرة دون أن تطأ أقدامهم و لو لمرة أبواب المعاهد الدرامية ، كالممثلة الشابة أمل بوشوشة التي لم يسبق لها أن درست في أي من معاهد الفنون الدرامية و لم تتلق أي تكوين أكاديمي من قبل و مع ذلك فقد حازت على دور البطولة في مسلسل ضخم لأحد أكبر المخرجين في العالم العربي . شخصيا لا أظن أن التكوين الأكاديمي كان سيمنحني خبرة أكثر من التي اكتسبتها بالممارسة فوق خشبة المسرح أو أمام كاميرا التلفزيون خاصة و أنني احتككت بالكثير من الأساتذة و الأكاديميين في التكوينات القصيرة التي استفدت منها أو في الأعمال التي شاركت فيها كمسلسل "عيسات إيدير" إلى جانب المخرج كمال اللحام. هل تنوي مستقبلا احتراف التمثيل في المسرح و التلفزيون ؟ بصراحة أنا لا أؤمن بالاحتراف بمعنى التفرغ التام للتمثيل، لأننا في الجزائر نعاني من قلة فادحة في الإنتاج الفني و الدرامي و لا يتم التعامل مع الممثلين بعقود دائمة، و بالتالي فالممثل لا يستطيع أن يضمن بقائه كممثل محترف ويجد نفسه في الكثير من الفترات دون عمل أو أي نشاط فعلي . و لذلك أرى أنه يجب التعامل بذكاء مع الأمر و الاعتماد على موارد أخرى للعيش. كممثل شاب في بداية مشاورك هل ترى أن الأعمال الجزائريةالجديدة تعطي فرصة البروز للممثلين الشباب ؟ الفنون الدرامية في الجزائر بحاجة للشباب ليزودوها بدماء جديدة تدفعها نحو مستويات أرقى. وقد شققت طريقي بإرادة كبيرة بفضل أناس يتمتعون بحس فني عالي منحوني العديد من الفرص التي حاولت استغلالها قدر المستطاع لإثبات وجودي، كالممثل عبد الباسط عبد الصمد الذي شجعني شخصيا بشكل كبير كما ساعد الكثير من الممثلين الشباب. و هناك الكثير من المواهب الشابة في كل نقطة من أرجاء الوطن ينتظرون بدورهم فرص حقيقية للبروز، فليس من صالح الإنتاج الجزائري تكرار نفس الوجوه ، و يجب إعطاء فرصة للشباب الذين يتمتعون بالموهبة و الرغبة في التكوين، و الواقع أثبت أن الشباب هم مستقبل الفن في الجزائر فمن خلال المسرح اكتشفت أن الجمهور المسرحي الذي غاب كثيرا في فترة ما يعود الآن من أجل مشاهدة الشباب و التعرف على الجيل الجديد من الممثلين و المخرجين. هل لديك مشاريع أخرى بصدد التحضير لها؟ نعم ، أنتظر انطلاق العمل في مسلسل ملحمي جديد مع المخرج الأردني كمال اللحام ، و سأدخل قريبا في عالم السينما من خلال فيلم تاريخي عن حياة الشهيد "زبانة" مع المخرج الجزائري المغترب سعيد ولد خليفة. ماهي طموحات الممثل الشاب رشيد بن قوديفة ؟ أحلم بالمشاركة في مسارح كل ولايات الوطن و التعرف على المزيد من الممثلين لاكتساب خبرة أكبر.وأتمنى أن يرقى الإنتاج الجزائري الذي بات يعرف تحسنا كبيرا رغم الانتقادات الموجه إليه. و أدعو جميع الفنانين الشباب لمزيد من الثقة في النفس و فيما يقدمون.