أواصل التحدي بايقاعات القناوي العيساوي المتمردة "أرفض التقيد بلون غنائي واحد، وانهل من كل الطبوع التراثية الموجودة ببلادي" قال المطرب الشاب خالد وليد الذي تألق في تقديم توليفة فنية جميلة من اللونين القناوي والعيساوي في ألبومه الثالث، وهو على وشك الانتهاء من تسجيل ألبومه الرابع ويعانق من خلاله نفس التوليفة التراثية، لكن من خلال أغنيات حماسية وطنية، احداها اهداها لمحاربي الصحراء بمناسبة تأهلهم للمونديال وتمثيلهم المشرف لكل الجزائريين والعرب في هذا العرس الكروي العالمي. المطرب المتعدد المواهب أوضح للنصر بأن الأغنية المونديالية التي تحمل عنوان "آمين .. آمين" استلهم لحنها من الايقاعات التراثية المميزة لأغنية المرحوم عثمان بالي، وتحمل نفس العنوان أما الكلمات فقد كتبها بنفسه لدى انطلاق هذه التظاهرة الرياضية. وأشار الى أنه سيصور هذه الأغنية الوطنية على شكل كليب يبثه التليفزيون الجزائري من اخراج علي عيساوي وقد تم ضمها من طرف دور النشر والتوزيع الى "الكوكتيلات" المتنوعة من الأغنيات الرياضية الحماسية التي طرحت مؤخرا في السوق. كما يضم ألبومه أغنية "صباح الخير يا قسنطينة" و"حبك في قلبي يا بلادي" وأغنية وطنية رابعة لم يضبط بعد عنوانها. ويترك وليد الحكم للجمهور لتقييم أغانيه الملكة السودانية فأل خير عليه وعلى الخضرا عندما سألناه اذا كان قد فكر في اقتحام الطبوع العصرية التي تجذب الكثير من أبناء جيله من الفنانين، رد مبتسما بأن الراب والهيب هوب والجاز وغيرها من الألوان الغربية تحظى باقبال كبير من الشباب لكنه يعتقد بأنه مرتبط بموضة أو موجة سرعان ما تزول بينما الموروث الفني والثقافي الأصيل عمره طويل، وهو يسعى لابرازه والمحافظة عليه. وقد بدأ الغناء وهو في ال 12 من عمره، أي منذ حوالي 15 عاما متأثرا بالمدائح الدينية والأغاني الصوفية التراثية التي يؤديها مريدو الطريقة الطيبية.. فوالده "مقدم" هذه الزاوية بقسنطينة وهو عضو فيها. مشيرا الى ان الألحان والايقاعات "الطيبية" هي نفسها المرتبطة ب "العيساوة" لكن الكلمات تختلف فاتباع كل طريقة يمدحون رسول الله (ص) ويذكرون مآثر شيوخهم. وأضاف بأنه شارك في أحياء العديد من الحفلات والأعراس قبل ان يطرح ألبومه الغنائي الأول في سنة 2005. واسر الينا بأنه تعلم أسرار الغناء الصوفي والمدائح من شيوخ الزوايا ويعتبر محمد الصالح داوود أحد شيوخ الزاوية الرحمانية، استاذه في هذا المجال وقد ساعده كثيرا ببحثه في هذا التراث واستخراج كنوزه الروحانية كما درس الموسيقى في دار الشباب، ويسعى للتعمق اكثر فيها بالمعهد الجهوي. وحدثنا بكثير من الفخر عن تجربة المزج بين الطابعين القناوي والعيساوي في ألبومه الثالث، وهو يستخرج من عمق التراث قصائد جميلة مليئة بالعبر والحكم مثل قصة الولية الصالحة "قنوة" وقصة ملكة السودان "سودا" التي اشتهرت بحكمها الرشيد القويم وحبها ل "ناس الديوان" وإكرامها لهم...ويعتبر المطرب هذه الشخصية فأل خير له وللخضر، فقد كلل الألبوم الذي ضم أغنية "سودا" بنجاح لم يكن يتوقعه...ومباشرة بعد طرحه توجه إلى السودان لتشجيع المنتخب الوطني في موقعة أم درمان ضد الفريق المصري واغتنم الفرصة لاقتفاء أثر الملكة السودانية ، وأصبح النجاح نجاحين وأكد محدثنا بأن توليفة القناوي والعيساوي تعبر أكثر من أي طابع آخر عن أحاسيسه العميقة وتتفجر طاقاته الإبداعية كلما تعالت الموسيقى الإيقاعية المتمردة التي تزداد قوة وتعبيرا بالضرب على الطبل والبندير وتطويع لغة الجسد الحفلات والتظاهرات الفنية والثقافية بمختلف أنحاء البلاد والحواس...رقصا...وقد سبق لوليد تفجير عشقه للطابع المغربي والتلمساني وارتباطه بالمالوف على طريقته من خلال أغنيات ألبوميه الأول والثاني.. محاسب راقص على حبال "جسور"! ولا يمكن أن نتحدث عن خالد وليد المطرب ودون أن نشير إلى أنه يحرص على تلحين وكتابة معظم أغانيه كما أنه راقص بارع ومصمم ديكور تقليدي متألق...ويحمل شهادة تقني سامي في المحاسبة! والأهم كما يقول أنه رئيس جمعية "جسور" التي تأسست في سنة 2000 وتهتم بكل كنوز التراث الجزائري وليس القسنطيني فقط وتضم مجموعة من الشبان والشابات الموهوبين في مجالات الطبخ وتحضير الحلويات التقليدية وتصميم الأزياء والديكور والعديد من الحرف الأخرى المرتبطة بالأصالة والتراث...إلى جانب باقة من المغنيين والراقصين يشكلون مجموعة صوتية وفرقة باليه للرقص الفولكلوري وأن "جسور" شاركت في إحياء العديد من الحفلات والتظاهرات الفنية والثقافية وأكد وليد بأن مشاريع الجمعية كثيرة جدا ومن بينها المشاركة في حصة تليفزيونية رمضانية حول "البوقالات" إذا جرت الأمور كما يتمنى وإحياء العديد من الحفلات الصيفية والرمضانية. أما الوجه الآخر لوليد المطرب، فهو أيضا وليد الممثل الذي خضع لتربص في المسرح ضمن صفوف فرقة "البليري" وشارك مؤخرا في سلسلة "أعصاب وأوتار" للمخرج محمد حازرلي...الذي اقترح عليه بعد أن تنبأ له بمستقبل زاهر في هذا المجال، المشاركة في فيلم سينمائي سيجسده قريبا.