ندد سكان شارع عواطي مصطفى وسط مدينة قسنطينة بتحول الحي إلى وكالة مفتوحة لبيع التبغ والكبريت وطالبوا بإخراج الحافلات لما تسببه من إزعاج وضرر على البنايات. جمعية الحي المعروف بأسم طريق سطيف أكدت أن ما كان يعرف بأرقى أحياء قسنطينة تحول على السنوات الأخيرة إلى بؤرة للفوضى و السلوكات المشينة بعد أن أصبح سكانه محاصرين بتجار التبغ وأصحاب الحافلات، حيث يتحملون يوميا ضجيجا لا يطاق صادر عن المحطة التي تقع أسفل الحي بشارع رحماني عاشور، حيث قال أحد أعضاء الجمعية أن الفوضى تبدأ في الرابعة صباحا وتتواصل حتى آخر اليوم، فزيادة على الأصوات الصادرة عن المنبهات الصوتية تشكل المناوشات جزء من يوميات سكان الحي الذين عبروا عن تخوفهم من ظاهرة الركن على الرصيف لما تخلفه، حسبهم، من تأثيرات على الشبكات خاصة تلك المتعلقة بالغاز معتبرين الحركة المكثفة احد أهم أسباب التصدعات التي ظهرت على البنايات. ممثلو السكان تحدثوا أيضا عن ظاهرة أخرى يرون أنها لا تقل خطورة عن المحطة وهي بيع التبغ والكبريت بمحيط الوكالة التجارية التابعة لمصنع الهرية، حيث قال لنا أحد الأعضاء أن التجار يقتنون السلع ويعيدون بيعها في نفس المكان وهم عادة ما يلجأون إلى العمارات للقيام بهذه العملية الأمر الذي خلف حالة استياء في أوساط السكان وجعلهم يطالبون بوضع حد لهذه المظاهر التي يرونها مشينة ومزعجة في نفس الوقت، كما ينتقدون تجاهل السلطات للحي رغم أنه يعد واجهة لوسط المدينة، حيث تغيب التهيئة والنظافة مستدلين بالتدهور الذي لحق السلالم المؤدية إلى رحماني عاشور والتي تم ترميمها من طرفهم. الجمعية تتحدث عن تواطؤ للسلطات مع أصحاب الحافلات وعدم التزام بتعليمات الوالي وتحذر من احتجاجات وشيكة في حال عدم التكفل بالانشغالات المطروحة مطالبة بتحويل الحافلات إلى محطة خميستي. وقد سبق للسلطات البلدية وأن عبرت عن استحالة تحويل الحافلات إلى محطة خميستي على اعتبار أن محطة باردو هي الوحيدة بوسط المدينة بعد غلق محطة ابن عبد المالك منذ ثلاث سنوات وأعلنت عن تغيير مسارها وطريقة عمل الحافلات بحيث يتم تحديد عدد الحافلات المتوقفة وجعل طريق سطيف منفذا إلى المحطة لفك الخناق عن مدخل شارع باردو لكن ذلك لم يحصل حسب تأكيدات السكان. ويعتبر النقل من النقاط السوداء بقسنطينة وذلك باعتراف المسؤولين أنفسهم، حيث قال الوالي في آخر دورة للمجلس الشعبي الولائي أن مصالحه عاجزة عن حل المشكل وأمر بتعيين مكتب دراسات وطني أو محلي لإيجاد حلول مستعجلة لمشكلة الاختناق المزمن.