المشاركة في كأس القارات من أبرز التحديات و عقدي يمتد إلى غاية مارس 2019 أبدى الناخب الوطني الجديد الصربي ميلوفان راييفاتس، الكثير من التفاؤل بخصوص الكرة الجزائرية، حيث صرح في أول خرجة إعلامية له بالجزائر، بأنه يطمح لتحقيق إنجازات أفضل من التي حققها مع غانا، من خلال المراهنة على المشاركة في كأس القارات المقررة بروسيا خلال الصائفة القادمة، وبعدها بسنة صنع الحدث في المونديال، وكأنه يسعى لجعل الأراضي الروسية محطة لصنع ملحمة كروية جديدة له مع الخضر، على أن تكون الغابون نقطة الإنطلاق لتجسيد «الأحلام الودية»، مادامت المشاركة في كأس القارات تمر عبر التتويج باللقب القاري. راييفاتس وفي ندوة صحفية نشطها أول أمس بالمركز الدولي للصحافة بملعب 5 جويلية، استهل حديثه بتوضيح الرؤية بخصوص النطق الصحيح لاسمه، مؤكدا بأنه يدعى «ميلوفان راييفاتس»، ليشرع في الكشف عن الخطوط العريضة لبرنامجه، موضحا بأن العقد الذي يربطه بالفاف يمتد إلى غاية مارس 2019، ما يجعله يراهن على المشاركة في 4 تظاهرات كروية كبيرة، منها دورتان ل «الكان» في الغابونوالكاميرون، وكأس القارات ومونديال روسيا، حيث صرح بأنه جاء إلى الجزائر بهدف تجسيد مشروع رياضي. مدرب الخضر أشار إلى أن المونديال يبقى المنافسة الأهم، لكن التتويج باللقب القاري يعد من التحديات التي يراهن عليها في هذه المغامرة: سأقود أقوى منتخب في إفريقيا. لدي تجربة كبيرة في إفريقيا اكتسبتها خلال تواجدي في غانا، حيث بلغت نهائي «كان 2010»، والآن أبحث عن إنجاز أفضل، والمشاركة في كأس القارات تبقى من الأهداف التي لا بد أن نسعى إلى تجسيدها». وأوضح بأنه لا يملك وقتا كثيرا لمعرفة التشكيلة: «الجزائر تمتلك لاعبين ممتازين، وقد تعودت على مثل تلك الأجواء في غانا، بوجود عناصر متمرسة، وبالتالي فإن التحضير ل «الكان» سيرتكز على الجدية في العمل، والبحث عن الفعالية بنجاح، و عليه فإن اللقاء القادم ضد اللوزوطو يكتسي أهمية بالغة بالنسبة لي، وسنلعبه بكل جدية، رغم ضماننا التأهل وتواضع المنافس، لأن تلك المواجهة هي الوحيدة التي ستسبق تصفيات المونديال أمام الكاميرون. لم نبرمج أية مقابلة ودية. فضلت التواصل مع اللاعبين أطول فترة ممكنة». الطريق إلى روسيا صعب لكن الجزائر الأقوى في القارة و في قراءته الأولية للمشوار الذي ينتظر الخضر في تصفيات المونديال، اعترف راييفاتس بأن الجزائر وقعت في «مجموعة الموت»، إلى جانب منتخبات قوية تسعى كلها للتأهل: «لا بد أن نثق في إمكانياتنا، لأن منتخبنا هو الأول في القارة، ويجب التأكيد على أحقيته في هذه المكانة، رغم أن المهمة لن تكون سهلة، وتتطلب عملا كبيرا من جميع الجوانب». وذهب راييفاتس إلى أبعد من ذلك، لما صرح بأن نظرته للمستقبل تتعدى مرحلة التصفيات، وترتكز أساسا على نهائيات المونديال، لأن المشروع الذي سطره يراهن على تأدية مشوار أفضل من ذلك الذي حققه مع غانا في مونديال 2010، في إشارة واضحة إلى تخطي عقبة ربع نهائي المونديال، وبالتالي دخول التاريخ بالوصول إلى المربع الذهبي لأول مرة بالنسبة لمنتخبات القارة الإفريقية. وعبر راييفاتس عن أسفه للأسئلة التي تهاطلت عليه بخصوص طريقة اللعب التي ينتهجها، والحديث مسبقا عن الورشات التي تنتظره: «فلسفتي واضحة، وهي البحث عن النتائج وليس اللعب الاستعراضي. الكل لا بد أن يساهم سواء في الدفاع أو في الهجوم، وعدم تلقي الأهداف مطلبي الرئيسي في كل مقابلة، والفوز بأضعف فارق، لأن قناعتي الشخصية تكمن في الفوز ب 5 مباريات بهدف، أفضل من الفوز بخماسية في مقابلة واحدة، والتعثر في باقي اللقاءات، والمنتخب البرتغالي في دورة فرنسا أكبر دليل على نجاح هذه الفلسفة، حيث فاز بمباراة واحدة في الوقت الرسمي لكنه أحرز اللقب، فالروح الجماعية صنعت الفارق ومكنته من رفع التحدي». اللغة ليست عائقا والمحليون يجب أن يشكلوا نواة المنتخب كما اعترف راييفاتس بأن مشكل اللغة يبقى مطروحا في التواصل مع الإعلاميين أساسا، ولن يكون عائقا مع اللاعبين: «كرة القدم لغة عالمية، وحتى إذا تحدثت بالإنجليزية فإن كل العناصر ستفهم الفكرة، ومع ذلك سأعكف على تعلم اللغة الفرنسية للتخلص نهائيا من هذا الإشكال. لست قلقا بخصوص هذه القضية، كوني عشت نفس الوضعية في غانا، أين استعنت بمترجم إنجليزي، وتجربتي كانت جد ناجحة». كما نفى الناخب الوطني أن يكون ابتعاده عن الميدان مدة 5 سنوات بمثابة توقف عن العمل، مؤكدا بأن تلك الوضعية نتجت عن عدم تلقيه عروضا جادة، حيث كان ينتظر مشروعا طموحا لتجسيده، مقابل تكفله بتكوين المدربين في الإتحاد الصربي، مضيفا بأن لديه فكرة أولية عن المنتخب الوطني: «لقد تابعت مشوار الخضر في مونديال البرازيل، وشخصيا ناصرت الجزائر أمام ألمانيا. كانت مباراة متكافئة، وكان التأهل في متناولكم، لولا اللياقة البدنية. أنا حاليا بصدد جمع معلومات أكبر عن اللاعبين». وشدد على ضرورة العمل على تطوير المستوى الفني للبطولة الجزائرية: «على البطولة المحلية أن تكون الخزان الرئيسي لجميع المنتخبات باللاعبين، على غرار ما كان علية الوضع في تجربتي بغانا، إذ منحت الفرصة لعناصر متألقة محليا، ما فسح أمامها المجال للاحتراف بعد الظهور بقوة في المنتخب. سأكثف من المعاينة الميدانية لمباريات البطولة». المترجم سفييتش يدعم الطاقم الفني و المهم الفوز بالجزائر راييفاتس أعلن من جهة أخرى عن قرار احتفاظه بكل الطاقم الذي كان يعمل مع غوركوف (نغيز، منصوري، بلحاجي، بولي وغيوم)، لكنه أوضح بأن كريستيان سفييتش سيكون مساعدا له، فضلا عن تكفله بالترجمة: «إنه يحوز على شهادات عليا في التدريب، تحصل عليها من الإتحاد الأوروبي. عملت بنفس الطريقة في غانا، باحتفاظي بطاقم محلي مع جلب مترجم ومساعد». و خلص راييفاتس إلى أنه على دراية بأن الجمهور الجزائري متعلق كثيرا بكرة القدم، رغم أن الجماهير في جميع البلدان تطالب بالأفضل، لكن النجاح في تحقيق الأهداف يمر عبر دعم الأنصار والصحافة: « لم أفصل بعد في الملعب الذي سيحتضن لقاءات الخضر في تصفيات المونديال، رغم معاينتي ملعب 05 جويلية وملعب تشاكر. الحسم في هذا الأمر سيكون بعد مباراة اللوزوطو. أراهن دوما على الفوز داخل الديار، ثم السعي للعودة بنتائج إيجابية من خارج القواعد.