بطال في إضراب عن الطعام أمام نصب الشهيد مصطفى بن بولعيد دخل نهاية الأسبوع رب عائلة عاطل عن العمل في إضراب عن الطعام بوسط مدينة باتنة متخذا من النصب التذكاري للشهيد مصطفى بن بولعيد مكانا له لتحسيس السلطات بمعاناته التي يتخبط فيها منذ سنوات حيث يعاني من عدة مشاكل اجتماعية حولت حياته إلى جحيم ،فهو يقول بأن البطالة دفعته للتفكير في الانتحار الذي أقدم عليه فعلا لكنه نجا منه. ويضيف موسى في حديثه ل"النصر" بأنه حاول الانتحار لأن جميع الأبواب صدت في وجهه ما جعله يفقد الأمل في الحياة. ومما زاد في معاناة هذا البطال المدعو موسى يحيى والمعروف باسم "نينا" في الأوساط الشعبية هو أنه رب عائلة تتكون من سبعة أفراد ولقد أضحى مكتوف الأيدي أمام صغاره بحيث لا يتجاوز سن ابنه البكر12 سنة فيما الصغير لا يزال رضيعا في المهد لم يتجاوز العامين، ولم يعد بإمكان والدهم أن يوفر لهم قوت العيش وهذا ما يحز في قلبه، ولأنه لا يملك أيضا مسكنا يأوي أفراد عائلته مما حتم عليه أن يعيش حياة بائسة بعد أن تفرق أفراد أسرته عنه نظرا لهذه الوضعية، وأصبح يسكن بمفرده بعيدا عن أولاده كونه لا يستطيع حتى تدبر مستحقات كراء سقف بيت يجمعه وأولاده . وهو يعيش حاليا بمفرده داخل مقر للكشافة بحي 300 مسكن في ظروف يؤكد بأنها لا تليق ببني البشر ولا تحفظ كرامة الإنسان حيث يعود لمقر الكشافة هذا كل مساء من أجل المبيت فقط بعد أن كان يبيت في العراء، يفترش علب الكرتون في الشوارع. وأمام هذه الوضعية الصعبة ناشد موسى البالغ من العمر40 سنة السلطات المحلية لإغاثته في عدة مرات مطالبا بمنصب عمل يعيله وعائلته ومنحه سكنا ليحفظ كرامته ،لكن كما يؤكد فإن مطالبه هذه التي ظل يرفعها طارقا أبواب كل الجهات المعنية من بلدية ودائرة منذ سنوات لم تجد من يأخذها مأخذ جد . وفي المرة الأخيرة التي حاول فيها الانتحار يقول بأنه حول فيها لمستشفى الأمراض العقلية بالمعذر وهي المؤسسة التي أصبح يحول إليها كلما قصد مقر الدائرة أوالبلدية للمطالبة بعمل ومسكن ،ولم تستطع السلطات أن تقوم بشيء حياله سوى توظيفه في إطار الشبكة الاجتماعية التي يتقاضى من خلالها مرتب شهري يقدر ب3000دينار ، قال بأن هذا المبلغ لا يكفيه حتى لاقتناء الدواء كونه يعاني أيضا من متاعب صحية ناتجة عن إصابته بداء الربو ، وهذا ما ضاعف من معاناته إضافة لمشاكله الاجتماعية التي ألح علينا بشدة كي نطرحها عبر جريدتنا لعل هناك من يلتفت إليه .