مئات الأشجار المثمرة تتعرض للموت بقسنطينة تتعرض مئات الأشجار المثمرة بحقول بلدية حامة بوزيان ولاية قسنطينة إلى الموت عطشا بعد تنفيذ الشركة الوطنية لتوزيع الكهرباء و الغاز إجراء قطع التيار الكهربائي عن محطة ضخ المياه المسيرة من قبل تعاونية السقي قصد إجبارها على تسديد فاتورة بنحو 34 مليون سنتيم. الوضعية الكارثية التي آلت إليها حقول و بساتين حامة بوزيان وقفنا عليها في عين المكان، حيث كانت مزرعة شيهل أزرار التي تبلغ مساحتها نحو 80 هكتار وجهتنا، أين شاهدنا مئات الأشجار والتي قدرها الفلاحون بحوالي خمسة آلاف شجرة مثمرة من تفاح، خوخ، مشمش، أجاص، حب الملوك، و غيرها من الفواكه عرضة لموت بطيء حيث أُتلفت منها المئات كليا و ذبُلت الثمار بمعظم ما تبقى منها ، وقد لاحظنا أن فاكهة التفاح لا تزال في حجم صغير جدا و جافة من المياه، رغم أن أوان قطافها قد حل ، كما أن الأشجار مهددة هي الأخرى بالموت إذا لم تسارع المصالح المعنية و الهيئات المسؤولة بالتدخل العاجل من أجل إنقاذها . و حسب فلاحين وجدناهم بعين المكان فإن لا أمل في الظرف الراهن في إنقاذ الثمار، لأنها ذبُلت و جفت من المياه، و حتى إن تم سقيها فإنها ستسقط حتما، لدى فقد أصبح همهم الوحيد هو إنقاذ الأشجار في أقرب وقت ممكن قبل موتها، مطالبين الجهات المعنية بالتدخل في أقرب وقت، حيث أوضح أحد الفلاحين ممن تحدثنا إليهم بعين المكان بأنه اضطر إلى حفر بئر كلفته 11 مليون سنتيم، إلا أنها لم تكف لسقيها نظرا لما تتطلبه أشجار الفاكهة من مياه، خاصة في هذا الفصل، مشيرا إلى أنه يسدد سنويا و بانتظام حصته من استهلاك المياه لتعاونية السقي و المقدرة ب 9 آلاف دينار، كما اضطر لشراء المياه ب1200 دينار للصهريج الواحد، موضحا بأنه لا يبحث عن الغلة و إنما يأمل في الحفاظ على الأشجار من الموت لأنها مصدر رزقه الوحيد الذي يعيل به أولاده العشرة. و قد ندد الفلاحون الذين إلتقيناهم بعين المكان، بما أسموه بسوء التسيير من قبل أعضاء التعاونية، و حملوهم مسؤولية الوضع الذي آلت إليه محاصيلهم الزراعية، كما أوضحوا بأن شركة توزيع الكهرباء و الغاز لم تقطع الكهرباء فقط عن محطة ضخ المياه و إنما قامت بنزع العداد بشكل نهائي بعد أن أرسلت ثلاثة إعذارات لها و محضر قضائي، حيث كان مبلغ الفاتورة يقدر ب12 مليونا، إلا أنها تماطلت حسبهم و لم تقم بتسديدها، لتقوم شركة سونلغاز بنزع العداد عن محطة الضخ نهائيا. و ما لفت انتباهنا عند زيارتنا لمحطة ضخ المياه المتواجدة بجانب واد «السخون»، هو بيع تعاونية السقي للمياه، حيث لاحظنا شاحنات تقوم بملء الصهاريج، كما شاهدنا سيارات سياحية مصطفة بجانب الوادي يقوم أصحابها بغسلها، و كذا مجموعة من الأطفال يسبحون به، هذا في الوقت الذي يعاني فيه الفلاحون من انعدام مياه السقي. من جهته مدير تعاونية السقي ببلدية حامة بوزيان عبد الحميد بوياص قال بأنه تم تسديد فاتورة استهلاك الكهرباء منذ حوالي خمسة أيام، كما تم استيفاء كل الإجراءات القانونية مع شركة سونلغاز، غير أنها تماطلت في إعادة ربط محطة ضخ المياه بمولد للكهرباء، ما استدعى حسبه إخطار مدير الفلاحة لولاية قسنطينة للتعجيل في الربط، و قد قام بمراسلتهم للإسراع في العملية، و أوضح في ذات السياق بأن التعاونية دعت الفلاحين إلى ملء الصهاريج مجانا لسقي أراضيهم في انتظار تسوية الوضع إلا أنهم لم يستجيبوا، مشيرا في ذات السياق إلى أن تعاونية السقي تراجعت عن متابعة الفلاحين الذين لم يسددوا فواتيرهم قضائيا، و قررت إرسال الفواتير عبر البريد للتسديد في الآجال المحددة.في المقابل أكدت المكلفة بالإعلام على مستوى الشركة الوطنية لتوزيع الكهرباء و الغاز، بأن التعاونية سددت في الأيام الأخيرة ديونها، موضحة بأن الشركة لم تتأخر في إعادة ربطها بالكهرباء و إنما الإجراءات القانونية لم تستوف بعد، باعتبارها تعامل كزبون جديد، مشيرة إلى أن العقد تم إبرامه أمس، على أن يتم ربطهم بالكهرباء في أقرب وقت ممكن، و قد أشارت إلى أن تعاونية السقي لبلدية حامة بوزيان و بالرغم من استعمالها لكل الطرق الودية إلا أن التعاونية لم تدفع مستحقاتها ما اضطر مصالح المؤسسة إلى نزع العداد و بشكل نهائي. استمرار الوضعية على حالها لأيام ينذر بكارثة فلاحية حقيقية ببلدية حامة بوزيان، المشهورة بالأشجار المثمرة و جودة منتوجاتها الفلاحية خاصة الخضر و الفواكه إذ تعتبر قطبا فلاحيا بامتياز، بعد أن كانت في السابق تمول قسنطينة وضواحيها بكل ما تحتاجه من المنتوجات الزراعية