خروج العمال في عطلة أغرق بلديات الطارف في أكوام النفايات المنزلية تسبب خروج عدد من أعوان النظافة في عطلة سنوية في تراكم الأوساخ والنفايات المنزلية والحشائش الجافة بالشوارع و على الطرقات الرئيسية في عدد من بلديات ولاية الطارف في عز موسم الاصطياف، حيث وصل تراكم القمامة و انتشار الأوساخ إلى مداخل العمارات و المنازل داخل الأحياء السكنية في منظر أثار استياء المواطنين و جمعيات الأحياء، في ظل تأخر البلديات في الاعتناء بنظافة المحيط و تجنيد كل الإمكانيات و الوسائل لجمع النفايات في وقتها. و شوهت أكوام النفايات الوجه العام للوسط الحضري و العمراني، خاصة و أن الولاية تمثل قبلة سياحية بالشرق الجزائري، بالرغم من تدعيم البلديات بالوسائل المادية و البشرية من ميزانية الولاية للتكفل بنظافة المحيط التي تبقى النقطة السوداء التي تطبع يوميات المواطنين والمصطافين على حد سواء. و ذكر أمس بعض المواطنين في اتصال مع النصر أن تراكم النفايات المنزلية والأوساخ وتأخر جمعها لعدة أيام صار هاجسا الذي يؤرقهم، مشيرين إلى تحول أحيائهم إلى مرتع لقطعان المواشي و الحيوانات الضالة و المتوحشة التي غزت أحيائهم بكثرة، بعد أن وجدت ضالتها في تكدس النفايات التي تقتات منها، و هو ما فرض عليهم حظر تجوال في ساعات معينة خوفا من تعرضهم لاعتداءات قطعان الخنازير التي تتجول بكل حرية وسط المنازل، علاوة على الخطر الذي يهدد الصحة العمومية جراء مظاهر تشويه المحيط البيئي. و قد امتد زحف و انتشار النفايات والأوساخ إلى قلب بعض المدن الساحلية و المواقع السياحية والشواطئ والطرق الرئيسية الوطنية العابرة لكبرى البلديات الحضرية باتجاه تونس، إضافة إلى انتشار الأسواق الفوضوية أمام عودة الظاهرة التي تسببت في تشويه الأحياء و الوجه العام للمحيط جراء تراكم الأوساخ و بقايا النفايات التي يتركها ورائهم الباعة. مصادر مسؤولة بمديرية البيئة حملت مسؤولية تدهور المحيط إلى البلديات التي رخصت لأعوان النظافة بالخروج في عطلة رغم أن الولاية في عز الموسم الصيفي الذي يتطلب تجنيد كل طاقاتها للاعتناء بالنظافة و المحيط ، مع تزايد تعداد السكان إلى عدة أضعاف بسبب التوافد السياحي الكبير على الولاية. و أشارت المصادر إلى مراسلات السلطات للبلديات بتعليق العطل الصيفية لأعوان النظافة في هذا الوقت تفاديا لأي اضطرابات في التكفل بجمع القمامة و السهر على نظافة المحيط وهو ما لم تلتزم به الجماعات المحلية، التي يؤكد مسؤولوها ممارسة أعوان النظافة لضغوطات عليهم للخروج في عطلة والتي تم رفضها، مما دفع بعشرات العمال إلى إيداع عطل مرضية طيلة فترة الصيف لتجنب التعب و المجهودات الشاقة التي تواجههم في هذه الفترة خلال عملية جمع القمامة وتنظيف الشوارع . و علمنا أن والي الطارف أمر المفتشية العامة للولاية بفتح تحقيق في قضية منح البلديات العطل السنوية لعمال النظافة رغم تعليماته بتأجيل ذلك إلى ما بعد نهاية الموسم الصيفي، من أجل تحديد المسؤوليات واتخاذ الإجراءات المناسبة.