تمكنت مصالح الأمن المختصة بعنابة، أمس، من تحديد هوية الأشخاص المتورطين في تخريب وحرق ثلاث عربات من قطار، يعمل عبر خط وسط المدنية وبلدية سيدي عمار، وكشف مصدر أمني موثوق للنصر، عن مباشرة وحدات الشرطة عملية الملاحقة لتوقيف الفاعلين، فيما قدرت مؤسسة النقل بالسكك الحديدية الخسائر ب14 مليارا وأرجعت حادث الدهس لتجاوز الضحية للسكة عبر فتحة أحدثها مواطنون. وبينت التحريات الأولية بأن المشتبه فيهم معروفون بالإجرام على مستوى حي بوخضرة مكان توقف القطار، أين تعرض شخص كان يحاول قطع خط السكة بممر غير مسموح تجاوزه للدهس و لفظ أنفاسه الأخيرة بعين المكان. وتشير ذات المصادر، إلى أن الضحية تقاعد من سلك الشرطة قبل 3 أشهر، و كان يعمل بالأمن الحضري الثاني عشر في حي واد فرشة. واستنادا لذات المصدر فقد استغل المشتبه فيهم أثناء عملية تخريب وحرق القطار، غليان سكان حي بوخضرة، نتيجة وقوع حادت دهس القطار للضحية، في منطقة عمرانية مكتظة بالسكان تعرف حركية كبيرة مع وجود مسجد، مما ساعد على استغلال الموقف و ركوبهم موجة استخدام العنف والتخريب. وذكرت مصادر محلية بأن سكان المنطقة رفضوا هذا السلوك منددين بالأعمال التخريبية التي طالت عربات القطار ومتبرئين من تصرفات المنحرفين. كما نجحت مفاوضات مصالح الأمن في إقناع السكان بعد نصف ساعة من وقوع الحادث، للسماح لعتاد الحماية المدنية الدخول لإخماد الحريق الذي شب في العربات. وقد كثفت مصالح الأمن تحرياتها في القضية باستدعاء سائق القطار، لسماعه حول ظروف وقوع حادث دهس الضحية، وما تلته من عملية تخريب وحرق للعربات، للكشف عن الأسباب التي أدت لذلك، علما أن الحادث الذي وقع أول أمس في حدود الساعة الخامسة و واحد وعشرين دقيقة أسفر عن وفاة الشخص المذكور، أعقبته أعمال شغب أسفرت عن حرق 3 عربات، ما استدعى تدخل 8 وحدات للحماية المدنية مدعومة ب 14 آلية تدخل و 45 عونا، تمكنوا من محاصرة الحريق ومنعه من الانتشار والتوسع، لاسيما باتجاه القاطرة الجرارة وباقي العربات الأخرى، حيث استغرق ذلك نحو ساعتين من الزمن. من جهته قال المدير العام للشركة الوطنية للنقل عبر السكك الحديدية ياسين بن جاب الله، لدى نزوله صبيحة أمس ضيفا على أمواج القناة الأولى، بأن مصالحه ستقدم شكوى ضد مجهول في حادث تخريب وحرق ثلاث عربات من القطار المتكون من 6 عربات، تعمل على نقل الطلبة إلى الجامعة المركزية بسيدي عمار، موضحا بأن المصالح التقنية التابعة للمديرية الجهوية حولت العربات صبيحة أمس لمركز الصيانة، حيث ستستغرق عملية الإصلاح نحو شهر، دون أن يعطي تاريخا معلوما لعودة القطار للخدمة. وذكر بن جاب الله، بأن حجم الخسائر بلغت قرابة 14 مليار سنتيم تكبدتها الشركة نتيجة حرق العربات، كما تأسف ذات المتحدث لوقوع حادثة الوفاة وما أعقبها من أعمال تخريب مست القطار، مشيرا إلى أن السبب المباشر لدهس الضحية هو تجاوزه السكة عبر فتحة جدار الحماية، قام سكان محليون بفتحها عن طريق تهديم الاسمنت، اختصارا لمسافة العبور للجهة المقابلة وقد استغلها الضحية للعبور دون أن يعي حجم الخطر، ولدى تجاوزه عجز سائق القطار عن توقيفه، وهو يسير بسرعة 30 كلم في الساعة و يجر 700 طن، ما يتطلب 400 متر للتوقف قبل الوصول للضحية. وأرجع المدير العام للشركة الوطنية للنقل عبر السكك الحديدية، سبب وقوع حوادث دهس القطارات للمواطنين، لعدم بلوغ درجة الوعي لدى هؤلاء بمدى تعريض أنفسهم للخطر، رغم القيام بعمليات التحسيس واستحداث نقاط حماية بما فيها خط عنابة سيدي عمار، الذي كان محل معاينة لوزير النقل في ديسمبر 2015 وتم الإلحاح حينها على ضرورة وضع آليات حماية جديدة عبر هذا الخط الحيوي. وشدد ذات المتحدث بأن الشركة لا تتحمل المسؤولية أثناء وقوع مثل هذه الحوادث، لان القانون واضح لا يسمح بالتجاوز في النقاط الخطرة وغير المسموح بها المرور. وأضاف بن جاب الله بأن الشركة تعمل على تنفيذ برنامج لإعادة تحديث و عصرنة النقل عبر السكك الحديدية، حيث باشرت عملية تهيئة العتاد في وحدة بلعباس، بتخصيص غلاف مالي قدره 127 مليار سنتيم، كما تدعمت الشركة ب 20 قاطرة لنقل البضائع من أصل 30 تم جلبها من الولاياتالمتحدةالأمريكية.