أوباما يحقق مكسبا سياسيا و يعزز حظوظه في الرئاسيات القادمة أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أن الولاياتالمتحدة قتلت زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن أول أمس في عملية كومندوس قرب إسلام آباد، مشيدا بمساعدة السلطات الباكستانية. وقال أوباما في كلمة ألقاها من البيت الأبيض "هذا المساء بإمكاني أن أعلن للأميركيين والعالم أن الولاياتالمتحدة قامت بعملية أدت الى مقتل أسامة بن لادن قائد القاعدة والإرهابي المسؤول عن مقتل آلاف الأبرياء". وأضاف أوباما أن بن لادن قتل في أبوتاباد المدينة الواقعة شمال إسلام آباد. وبعد حوالي عشرة سنوات من اعتداءات 11 سبتمبر، أكد باراك أوباما أن "العدالة تحققت" محذرا في الوقت نفسه مواطنيه من أن القاعدة ستواصل التعرض للولايات المتحدة رغم مقتل زعيمها. ورغم غزو أفغانستان نهاية 2001 والإطاحة بنظام طالبان الذي كان يأوي قيادة القاعدة، فقد تمكن حتى البارحة بن لادن من النجاة وتفادى محاولات تحديد مكانه. وكشف أوباما في كلمته انه أبلغ من فريق من المخابرات في أوت الماضي باحتمال وجود خيط يوصل الى بن لادن. وأوضح "لقد تطلب الأمر عدة اشهر لتبين هذا الخيط. لقد التقيت مع فريقي للأمن القومي عدة مرات لبحث المعلومات المرتبطة بتحديد مكان بن لادن في مجمع مباني في قلب باكستان". وأضاف "أخيرا في الأسبوع الماضي قررت انه أصبح لدينا ما يكفي من المعلومات للتحرك وأذنت بعملية تهدف الى إلقاء القبض على أسامة بن لادن وإحالته الى القضاء". ويعد هذا انجازا كبيرا لأوباما وفريقه للأمن القومي ويمكن أن يمنحه تعزيزا سياسيا مع سعيه لإعادة انتخابه في 2012. ويرى مراقبون أن مقتل أسامة بن لادن سيقوي المشاعر الوطنية بين الأميركيين وسيساعد باراك أوباما على الفوز بولاية رئاسية ثانية ويستشهد المراقبون بما جرى بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 التي شكلت محطة فارقة في تعبئة المشاعر الوطنية ومهدت الطريق أمام الرئيس الجمهوري جورج بوش للفوز بولايته الثانية. وما خروج المظاهرات الاحتفالية بمقتل بن لادن على مقربة من البيت الأبيض إلا دليل على هذه التعبئة. ويضيف المراقبون أن مقتل بن لادن سيكون له أثر -على الأقل في المدى القصير- أكبر من التداعيات الاقتصادية، مما يمنح رئاسة أوباما انتصارا تاريخيا يمكن أن يحتفل به الديمقراطيون والجمهوريون على حد سواء. اقتصاديا، فإن أوباما الذي جاء إلى سدة الرئاسة في أميركا محملا بوعود اقتصادية واجتماعية وسياسية، واجهته أزمة مالية اقتصادية عالمية أثقلت كاهله وكاهل ولايته وألحقت أضرارا سياسية بصورته "التغييرية" لكن مقتل بن لادن سيحول اهتمام الرأي العام الأميركي عن فشله في معالجة التداعيات الكارثية للأزمة المالية على الاقتصاد وسيقدمه كقائد عام وهو ما سيخلق صورة ذهنية قوية له كما أن التوقعات بتراجع المخاطر السياسية قد تقلص من الارتفاع الكبير في أسعار النفط وبالتالي تحسن الوضع الاقتصادي. فيما يتعلق بالحرب على الإرهاب، يقول المراقبون إن أوباما أوفى بعهود قطعها على نفسه خلال حملته الانتخابية في 2008 في مقدمتها انسحاب القوات الأميركية من العراق وتعزيز جهود الحرب في أفغانستان والجهود الأميركية لملاحقة بن لادن، ومع مقتل بن لادن يمكن للرئيس الأميركي القول إنه أوفى بتعهد آخر مما سيمنحه مصداقية في مسعاه للبقاء في البيت الأبيض لفترة جديدة. داخليا وفي صراع الحزبين الديمقراطي والجمهوري على السياسة الأميركية، فإن نجاح عملية قتل بن لادن قد يمثل خطوة لأوباما على طريق تلميع سمعة حزبه الديمقراطي في مسائل الأمن القومي، وهو ما قد يمثل أداة لتغيير قواعد اللعبة السياسية يحتفظ بها في جعبته، وخاصة أن سلفه بوش فشل في قتل زعيم القاعدة. وقد اعتبر بوش الذي فشل في الوصول إلى بن لادن حيا أو ميتا رغم أنه قام بغزو أفغانستان من أجل ذلك،مقتل زعيم القاعدة انتصارا لأمريكا، وهو الانتصار الذي أخفق في تحقيقه،و ظل ذلك غصة في حلقه إلى آخر أيامه في البيت الأبيض.