صعدت قوات الزعيم الليبي معمر القذافي من هجماتها على المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة المسلحة في منطقة الجبل الغربي (جبل نفوسة) المعزولة التي بات سكانها على حافة المجاعة. وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) أمس أن قوات القذافي قصفت مدن وبلدات البربر في منطقة الجبل الغربي النائية والقريبة من الحدود مع تونس بعد انضمام سكان تلك المنطقة إلى المعارضة في ال15 من فيفري الماضي. وقال المعارضون في الجبل الغربي إنهم بحاجة إلى المزيد من الدعم والمساعدة من طائرات حلف شمال الأطلسي (ناتو) في مواجهة قوات القذافي. و أوقفت الكتائب لموالية للعقيد معمر القذافي قصفها لمدينة مصراتة بعد تعرضها لغارات من طائرات حلف شمال الأطلسي، وحذر ليبيون من تدهور الأوضاع الإنسانية بمدينة يفرن بالجبل الغربي، في وقت شيع فيه الآلاف جنازة سيف العرب القذافي نجل الزعيم الليبي. وقال متحدث باسم المعارضة «إن القوات الموالية للعقيد القذافي أوقفت قصفها لميناء مدينة مصراتة منذ أول أمس، بعد أن تعرضت لهجمات جوية لحلف شمال الأطلسي لكن الميناء لا يزال مغلقا. وقصفت قوات الحكومة الليبية ميناء مصراتة الذي يسيطر عليه المعارضون بالصواريخ والقذائف، مما عطل عمليات توصيل الإمدادات عن طريق البحر للمدينة المحاصرة. وأعلن حلف شمال الأطلسي في بروكسل أن سفنا كاسحات للألغام اتجهت إلى ميناء مدينة مصراتة الليبية لفك الألغام التي قامت القوات الموالية للعقيد معمر القذافي بزرعها حوله. وأوضح بيان للحلف أمس إن أربعة زوارق صغيرة تابعة لقوات القذافي قامت بزرع ألغام الجمعة الماضي حول الميناء في محالة لقطع حركة الوصول والمغادرة من الميناء والتي تعد من الأنشطة التي تنقل المساعدات إلى المواطنين الليبيين. وأضاف أنه تم تدمير عدد من الألغام الراسية في قاع البحر قبل وصول السفن المتخصصة مشيرا إلى أن عناصره تقوم الآن بتحديد وتدمير هذه الألغام ومسح المنطقة بحثا عن أي تهديدات أخرى ممكنة. و في سياق التطورات المتسارعة، قررت الحكومة السودانية إغلاق حدودها مع ليبيا بسبب الأحداث الجارية في المنطقة.ونقلت تقارير إعلامية عن مصدر أمني سوداني قوله أن»السودان أغلق حدوده مع ليبيا ونشر أعدادا كبيرة لقواته من الجيش والأمن والشرطة والإدارة الأهلية في ولايات دارفور» غربي البلاد. وأضاف أن «التقديرات الأمنية هي التي قادت إلى اتخاذ هذه الخطوة» موضحا أن إغلاق الحدود في السابق كان يتم باتفاق مع نظام قائد الثورة الليبية العقيد معمر القذافي حسب المعاهدات الدولية الثنائية لكن الإغلاق الحالي هو من الجانب السوداني فقط وهو كامل وشامل ضمانا لعدم تهريب السلاح. من جهة أخرى، أكدت مصادر رسمية بالخرطوم أن الخارجية أجلت موظفيها في القنصلية السودانية بمدينة الكفرة بليبيا. وكان السودان قرر في جوان الماضي إغلاق منافذ حدوده البرية مع ليبيا ونص القرار الصادر عن وزير الداخلية حينها بإغلاق الطريق البري الرابط بين السودان وليبيا ووقف حركة الناقلات التجارية.