المواقف : قالت أوانا لونجيسكو، المتحدثة باسم الحلف شمال الأطلسي (الناتو)، أمس، إن الناتو أصدر أوامره للتحقيق في أسباب هجوم مقاتلات قوات التحالف الدولية على ثوار بنغازي، ما أدى إلى وقوع خسائر مدنية وبشرية في صفوف الثوار. مشيرة إلى أن ذلك الحدث جاء عن طريق الخطأ لأن هدف القوات الدولية هو حماية المدنيين والمناطق السكنية وليس قصف سكانها. الأحداث : قصفت القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي مبنى في مصراتة في وقت مبكر من اليوم الأحد لمحاولة إخراج مقاتلي المعارضة من آخر معقل رئيسي لهم في غرب ليبيا حيث قال أطباء إن المئات لقوا حتفهم. لا تزال كتائب القذافي تستخدم استراتيجيات جديدة من أجل تشتيت قدرة التحالف الدولية. وقالت التقارير الإعلامية القادمة من قلب المعركة إن كتائب القذافي توقفت عن استخدام الدبابات في هجماتها ضد الثوار، حيث يسهل استهدافها من قبل غارات التحالف، وتستخدم بدلا من ذلك مدافع الهاون التي تحملها شاحنات نقل صغيرة، حيث تبدو إلى حد كبير مثل الشاحنات التي يستخدمها الثوار. وفيما لا تزال الحرب مشتعلة بين كتائب القذافي والثوار على خط تماس البريقة المنطقة التي لاتزال تعتبر مركز المعركة، أكد شهود عيان لوكالة الأنباء روترز أن قوات الزعيم الليبي معمر القذافي قصفت منطقة جبلية جنوب غربي العاصمة الليبية أمس، ما أسفر عن سقوط قتيلين. وأكد طبيب ميداني أنه وزملاؤه يواجهون أزمة شديدة وعدم تمكّنهم من إسعاف الأعداد الهائلة للجراحة التي تتوافد عليهم كل يوم، وقال الطبيب في تصرحات نشرتها وكالة روترز للأنباء، أمس، قوله : “لكن كل أسبوع ترد أنباء عن مقتل ما بين 100 و140 شخصا.. إذا ضربنا هذا العدد في ستة ستكون تقديراتنا بين 600 و1000 منذ بدء القتال”. يسعف كل يوم 160 شخصا أغلبهم من المدنيين لاقوا حتفهم في قتال بمصراتة على مدى الأيام السبعة الماضية. وأضاف :”إن إمدادات الغذاء شحيحة للغاية في مصراتة. وأضاف المقاتل ويدعى سامي “هناك نقص حاد في الغذاء ونناشد المنظمات الإنسانية المساعدة” مضيفا أنه على اتصال منتظم مع أحد سكان مصراتة. وشنّت طائرات الحلف 363 طلعة جوية منذ توليها قيادة العمليات في ليبيا في 31 مارس وكان نحو 150 طلعة منها مقررا أن تكون طلعات هجومية، لكن حلف شمال الأطلسي لم يؤكد ضربه لأي أهداف. والبريقة تعتبر واحدة ضمن سلسلة من البلدات النفطية بامتداد الساحل والتي تبدلت عليها الجهة التي تسيطر عليها أكثر من مرة بعد التدخل الذي سمحت به الأممالمتحدة بهدف حماية المدنيين. وبعد أسابيع من القصف والحصار تمكّنت كتائب القذافي فيما يبدو من إرخاء قبضة قوات المعارضة تدريجيا هناك رغم الضربات الجوية الغربية التي تستهدف قوات القذافي. ويقول المقاتلون إنهم ما زالوا يسيطرون على وسط المدينة والميناء لكن قوات القذافي توغلت إلى وسط المدينة بامتداد الطريق الرئيسي. وكان المقاتلون المتطوعون يفرون من مواقعهم من حين لآخر في ظل القصف، ما أثار شكوكا حول ما إذا كان المقاتلون بإمكانهم التقدم في مواجهة قوات القذافي الأفضل تسليحا وتدريبا دون مشاركة أكبر من الجيوش الغربية.