انطلاق السباق نحو روسيا بمعطيات جديدة لتغيير الخارطة الكروية تنطلق اليوم على مستوى القارة الإفريقية، المرحلة الثالثة و الأخيرة من السباق المؤدي إلى روسيا، لتنشيط النسخة 20 من نهائيات كأس العالم، و التنافس سيكون من أجل 05 تذاكر لتمثيل القارة السمراء في العرس الكروي العالمي، و لو أن عملية القرعة جعلت من التغيير في الخارطة الكروية على مستوى إفريقيا أمرا حتميا لا مفر منه، مادامت 3 منتخبات تعوّدت على ضمان حضورها في المونديال قد وقعت في نفس الفوج، و يتعلق الأمر بالجزائر، الكاميرون و نيجيريا، ما سيضطر منتخبين على الأقل على الغياب عن موعد روسيا، في وقت كانت فيه القارة قد احتفظت بنفس الخماسي لتمثيلها في الطبعتين الأخيرتين بجنوب إفريقيا و البرازيل. السباق إلى روسيا في المجموعة الحديدية سينطلق ظهيرة غد الأحد، من مدينة ندولا بزامبيا، أين ستستضيف كتيبة «الشيبولوبولو» منتخب نيجيريا، في مباراة القاسم المشترك فيها، سعي كل طرف لتضميد الجراح، عقب العجز عن التأهل إلى دورة «كان 2017» بالغابون، و لو أن «النسور الخضراء» تبقى تعيش على أمجادها في نهائيات كاس العالم، سيما و أن حضورها أصبح شبه منتظم منذ أول مشاركة في 1994، مقابل بحث «الرصاصات النحاسية» عن تجسيد حلم طال انتظاره، بتأهل غير مسبوق إلى المونديال، و هو الإنجاز الذي يمر عبر إختراق «فوج الموت» بنجاح، و الخروج منه بسلام، بعد الإطاحة ب 3 موندياليين كانوا قد حضروا سويا في الطبعتين الأخيرتين من أكبر تظاهرة كروية عالمية. إلى ذلك فإن جولة التدشين على مستوى المجموعة الثالثة تضع المنتخب المغربي أمام واحد من أصعب الإمتحانات، و ذلك بالتنقل إلى الغابون، حيث ستنزل «أسود الأطلس» في ضيافة «النمور»، و «المغاربة» يراهنون على استعادة ذكريات المشاركة في المونديال بعد غياب قارب العشريتين من الزمن، و آمالهم معلقة على جيل يقوده المهندس الفرنسي هيرفي رونار، الذي أعاد الروح لمنتخبهم في تصفيات «الكان»، لكن الطريق إلى المونديال لن يكون سهلا. و لعل ما يوحي بصعوبة مأمورية المغرب في ضمان التأهل إلى روسيا تواجده إلى جانب «مونديالي» بحجم المنتخب الإيفواري، الذي شارك 3 مرات متتالية في نهائيات كأس العالم، فضلا عن تتويجه باللقب القاري الأخير، بصرف النظر عن تجدد الصراع بين المنتخبين لثالث مرة، من دون الأخذ في الحسبان طموح منتخب مالي الذي يسعى بدوره للمشاركة لأول مرة في المونديال، و حلم «نسور باماكو» ينطلق من الأراضي الإيفوارية. على صعيد آخر فإن المعطيات الأولية لجولة الإفتتاح على مستوى المجموعة الرابعة تصب في رصيد منتخبي بوركينافاسو و السنغال، بحكم استفادتهما من أفضلية اللعب داخل الديار، أمام جنوب إفريقيا و الرأس الأخضر على التوالي، و لو أن «الفورمة» العالية التي أظهرها المنتخب السنغالي في تصفيات «كان 2016»، و تأهله إلى الغابون بتقدير «ممتاز» تنصبه في خانة أبرز مرشح لكسب الرهان، و تكرار الإنجاز الذي حققه في 2002. بالموازاة مع ذلك تبقى وضعية منتخب تونس مفخخة في المجموعة الأولى، بتواجده إلى جانب منتخبات غابت عن الساحة لعقود من الزمن، في صورة الكونغو الديمقراطية، التي تحتفظ بذكريات مشاركتها في مونديال 1970، و التي كانت تاريخية و كارثية، و كذا ليبيا و غينيا الذي مازال حلم تنشيط المونديال يراودهما، رغم أن الحسابات الأولية تجعل الصراع على مستوى هذا الفوج محتدما بين «نسور قرطاج» و «فهود كينشاسا»، سيما و أن كل طرف سيدشن الرحلة بمباراة داخل الديار، من دون تجاهل نكهة «الديربي» بين «التوانسة» و الجيران الليبيين.من جهة أخرى فإن السفير الخامس للكرة العربية في هذه التصفيات منتخب مصر لن يكون في أحسن أحواله في انطلاق التصفيات، على اعتبار أنه سيبدأ المغامرة من كانتيلي الكونغولية، و حلم العودة إلى المونديال بعد غياب قارب 3 عقود من الزمن، يحتم على «الفراعنة» تخطي هذا المنعرج بسلام، لأن التواجد في نفس الفوج إلى جانب غانا يبقي على عقدة تصفيات النسختين الأخيرتين متواصلة إلى إشعار آخر.