نداءات من المجتمع المدني لحماية الأحياء العريقة بوهران أجمع ممثلو المجتمع المدني أول أمس على ضرورة تكثيف اللقاءات والنشاطات التي تصب في خانة حماية التراث، خاصة الأحياء العتيقة، من غزو الإنجازات العصرية التي ستخفي النمط العمراني لتاريخ وهران، خاصة وأن أغلب سكان هذه العمارات الأثرية، تم ترحيلهم في الآونة الأخيرة ويجري الحديث عن إنجاز مكانها، عمارات ترقوية بنمط عصري في أحياء سيدي الهواري الدرب ووسط المدينة و قمبيطة التي بدأت تفقد ملامحها التراثية وغيرها من المواقع. وجاء هذا النقاش على هامش اللقاء الذي نظمته جمعية الأفق الجميل في مقرها بوهران أول أمسن أين قدمت عرضا عن برنامج نشاطاتها التي تندرج ضمن الإتفاقية المبرمة بين وزارة الثقافة والإتحاد الأوروبي للحفاظ على التراث، وكانت أول ثمرة لهذا النشاط، هي إعادة إصدار كتاب نادر للمؤلف «روني ليسباس» حول جغرافية وتاريخ العمران بالباهية. رئيس جمعية الأفق الجميل قويدر مطاير أوضح أول أمس، أنه سطر برنامجا خاصا من أجل السعي ضمن الاتفاقية المبرمة بين وزارة الثقافة والإتحاد الأوروبي للحفاظ وتثمين التراث، ويشمل هذا البرنامج إصدار كتب وإنجاز فيلم وثائقي حول وضعية التراث في الولاية، وكذا تكوين 25 شابا سيتكفلون بالقيام بدور الوساطة لحماية المواقع الأثرية من التخريب والتشويه، وكذا لتنبيه السلطات في حالة وجود أي مساس بالعمران الأثري والتراثي، إضافة للعمل والتنسيق مع السلطات المحلية في إطار هذا المسعى. المتحدث اغتنم الفرصة للتحدث عن أبرز العراقيل التي واجهته خلال عملية تصفح الأرشيف على مستوى مصلحة الأرشيف بولاية وهران، حيث أكد بأنه يصر في المؤلفات التي سيصدرها على دعمها بحقائق من الأرشيف المعتمد وهذا ما سيحاول الحصول عليه من مراكز الأرشيف في فرنسا، بعد تعذر الوصول إليه في مصلحة أرشيف ولاية وهران. وقد تم أول أمس تقديم أول كتاب وهو إعادة لكتاب روني ليسباس الذي أنجزه سنة 1937 بعنوان «وهران..دراسة الجغرافيا والتاريخ العمراني» والذي يعد مثل الموسوعة الجغرافية والعمرانية لوهران خلال الحقبة الاستعمارية إلى غاية الثلاثينات، ويقول رئيس جمعية الأفق الجميل بأنه وجد نسخة نادرة لدى أحد الأطباء و منحه إياها من أجل إعادة طبعها وإثراء المكتبة الجزائرية بها كوثيقة تاريخية وتراثية حول الهندسة المعمارية لوهران في القرن 19، ولكن يبدو أن برنامج السيد قويدر مطاير سيمدد هذه الفترة إلى غاية الوقت الراهن من خلال الكتاب الثاني الذي هو قيد الإنجاز. وتطرق السيد مطاير لمؤلف آخر ينتظر بعض الروتوشات فقط، وهو حول الهندسة المعمارية بوهران والذي سيعرضه على مؤرخين وباحثين من أجل تمحيص المعلومات التاريخية والعمرانية التي سيتناولها من خلال العديد من الوثائق الأرشيفية. ويتوقع المتحدث إصدار هذا الكتاب في 2017،لكن خارج إطار الاتفاقية مع وزارة الثقافة، مما يعكس المساعي التي تبادر بها بعض فعاليات المجتمع المدني بالولاية لحماية التراث وإعادة تفعيله و الإهتمام به. كما دعا رئيس جمعية الأفق الجميل إلى ضرورة عقد لقاءات مع مهندسين معماريين ومختصين، لطرح مشكل المدينة اليوم، مع إشراك السلطات المعنية لجمع الاقتراحات والسعي لتجسيدها ميدانيا ، قبل أن يتم تخريب ما تبقى من معالم المدينة القديمة التي تشهد على تاريخها وجغرافياتها وعراقتها عبر العصور، كما سيعمل 25 شابا تم تكوينهم من طرف الجمعية، دور الوسطاء ضمن هذا الإطار التوعوي التنبيهي و التسهيلي للقيام بتدخلات في الوقت المناسب لحماية أي معلم قد يتعرض لاعتداء وتخريب. للتذكير، منذ جانفي الماضي تم بقصر الثقافة مفدي زكرياء بالعاصمة، تسليم عقود الدعم ل 18 جمعية جزائرية تم اختيارها من بين 45 شاركت في تصفيات برنامج الإتحاد الأوروبي لدعم حماية وتثمين التراث، وهذا بالتنسيق مع وزارة الثقافة، ومنذ ذلك التاريخ وعلى مدار 18 شهرا، فإن هذه الجمعيات ومنها جمعية الأفق الجميل بوهران التي تم اختيارها، مطالبة بإعداد برنامج نشاطات وأعمال تصب في هذا المسعى.