قال مسؤول استخباراتي أميركي كبير إن ثمة مؤشرات قوية على أن الرجل الثاني في تنظيم القاعدة أيمن الظواهري لا يحظى بشعبية في عدد من الدوائر في التنظيم ومن ثم فإنه قد لا يكون الخليفة المقبل لزعيمها أسامة بن لادن الذي قتل في باكستان الأسبوع الماضي. وأضاف المسؤول الذي رفض الكشف عن هويته في لقاء مع الصحافيين بمقر وزارة الدفاع "بنتاغون" أن البيان الذي أصدرته "القيادة العامة" للقاعدة يوم الجمعة واعترفت فيه بمقتل بن لادن لم يعط أي إشارة عن الشخص المسؤول عن القاعدة بدلا منه، مضيفا أن "الظواهري قد يكون الخليفة المحتمل لبن لادن إلا أن هناك مؤشرات قوية على أنه لا يحظى بالشعبية في دوائر محددة من الجماعة ومن ثم فإنه سيواجه صعوبات جمة إذا ما أقيمت انتخابات حرة ونزيهة لاختيار خليفة لزعيم التنظيم". وقال أن المنظمة المركزية للقاعدة محكومة رسميا بمبدأ الشورى أو مجلس القيادة الذي أقسم أعضاؤه على الولاء لبن لادن، مشيرا إلى أنه من غير الواضح ما إذا كان الظواهري ومنافسيه ستكون لديهم القدرة على الحصول على الولاء ذاته من أعضاء القاعدة،ملفتا. وبالمثل قال مسؤول آخر إنه بالرغم من أن العديد من القيادات الداخلية للقاعدة قد قتلت في السنوات الأخيرة فإن هناك بدائل للظواهري من بينهم اثنان من الليبيين هما عطية عبد الرحمن وأبو يحيى الليبي اللذان من المعتقد ، بحسب المصدر، أنهما أكثر بروزا من الظواهري واكتسبا سمعة جيدة على الصعيد العملياتي.وتم التأكيد في ذات السياق أن وكالة الاستخبارات المركزية '' سي آي إي'' تقوم منذ مقتل بن لادن بمحاولة استغلال الكثير من المعلومات والمواد التي تم جمعها من مقر بن لادن في باكستان للعثور على الظواهري لاسيما وأن بعض هذه المواد تحتوي على معلومات محتملة حول أماكن مسؤولين آخرين في القاعدة. من جهة أخرى أعلن مستشار الرئيس الأمريكي باراك أوباما للأمن القومي توم دونيلون أمس أن الولاياتالمتحدة "لا يمكنها أن تعلن أن القاعدة منيت بهزيمة استراتيجيا" على الرغم من قتل زعيمها. وقال دونيلون ردا على سؤال لشبكة "إن بي سي" التلفزيونية "أعتقد انه لا يمكننا حتى الآن أن نعلن أن القاعدة منيت بهزيمة استراتيجيا". ورأى أن التنظيم المتطرف "يبقى بمثابة تهديد للولايات المتحدة، لكننا انجزنا مرحلة مهمة نحو تفكيكه" مع القضاء على بن لادن في الثاني من ماي في باكستان، إلا أن دونيلون يرى أن الظواهري "لا يملك مقومات الزعامة" مثل أسامة بن لادن. وردا على سؤال لشبكة "سي آن آن" من جهة أخرى، قال دونيلون أن أيمن الظواهري بات "أول إرهابي مطلوب في العالم". وبشان كمية الوثائق التي عثر عليها في الفيلا التي قتل فيها بن لادن اعتبر دونيلون أن حجمها يعادل حجم "مكتبة جامعية".كما قال توم دونيلون أنه لا دليل يؤكد أن السلطات الباكستانية كانت على علم بمكان اختباء أسامة بن لادن، داعياً إسلام آباد إلى التحقيق في الأمر. ع.أسابع