كلينتون أقرب إلى البيت الأبيض من ترامب ترامب استفاد من انبهار الأمريكيين بلغة جديدة و خطاب لم يتعودوا عليه يرى المحلل السياسي والباحث في العلاقات الدولية الدكتور زهير بوعمامة ، أن المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون تعتبر الأوفر حظا والأقرب إلى البيت الأبيض من منافسها مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب والمعروف بشخصيته الهجومية والغريبة الأطوار والصادمة والمعادية للمسلمين والأقليات، متوقعا بأن الفارق لن يكون كبيرا. وقال بأن مواقف كلينتون خلال الحملة الانتخابية كانت أكثر رزانة، مشيرا إلى أن ترامب استفاد في المرحلة الأولى، من انبهار الأمريكيين بلغة جديدة ونمط وخطاب لم يتعودوا عليه . - النصر : ما ذا تتوقعون بشأن حظوظ المترشحين هيلاري كلينتون و دونالد ترامب في الانتخابات الامريكية؟ - زهير بوعمامة : من خلال تتبعنا للأصداء الواردة من واشنطن يبدو أن هيلاري كلينتون تملك حظوظا أوفر من ترامب ، لكن الفارق ليس كبيرا بالمقارنة مع الأيام الماضية ، حيث كانت كلينتون خلال المناظرات التي أجريت قد تفوقت، وأظهرت أنها أكثر قدرة على التحكم في الملفات ، و في الأيام الأخيرة استثمرت حملة ترامب في التسريبات الأخيرة حول كلينتون ومواقفها وقد أثرت هذه التسريبات نوعا ما على هيلاري كلينتون، لكن ليس بشكل كبير، خاصة بعد تأكيد «أف بي أي « أن الملف قد أغلق ، و نذكر أنه في الحالة الأمريكية توجد الفئة المتأرجحة هي تقريبا التي تحسم الأمور في الانتخابات ، كما أننا لاحظنا المواقف والطريقة التي يتكلم بها دونالد ترامب والسقطات التي وقع فيها وحتى أن الكثير من الجمهوريين يعلنون أنهم سينتخبون على كلينتون ويعتبرون مرشح الحزب الجمهوري ترامب أنه خطر على أمريكا والعالم ، وفي كل الأحوال أعتقد أن الفارق لن يكون كبيرا لكثير من العوامل وتبقى كلينتون أقرب إلى البيت الأبيض من ترامب والذي جاء في حملته الانتخابية بخطاب متطرف وصدامي ومعادي للأقليات والمسلمين وشعاره» لنعيد قوة أمريكا» ، فيما تبنت كلينتون والديمقراطيون شعار « لنكن أقوى معا» ، فالمرشحة كلينتون لديها خطاب جامع يحاول أن يقول أنها شخصية جامعة للأمريكيين بكل أطيافهم، والديمقراطيون هم الأقرب إلى الفئات المتوسطة عكس الحزب الجمهوري . وقد كانت مواقف كلينتون خلال الحملة الانتخابية أكثر رزانة، و هي تعد بأنها ستتعامل مع كل الملفات الشائكة وفق مقاربة الاستمرارية، كما أنها تعد بأنها ستكون أكثر حسما واعتماد مقاربة هادئة عكس الضبابية والتردد والذي يصف بهما البعض فترة الرئيس باراك أوباما في المقابل يقول ترامب أن أمريكا من الضروري أن تعود إلى ممارسة سياسة التدخل بشكل أقوى وتفرض نفسها كما كانت في السابق في الكثير من مناطق العالم ، وفي رأي الكثير من المتتبعين الحملة الانتخابية للرئاسيات الأمريكية كانت هزيلة ، فالنقاش حول البرامج والرؤى كان متراجعا مقارنة بالتركيز على بعض الملفات التي لها علاقة بشخصية كل طرف وهفواته وكلينتون ستستفيد من الرصيد الذي تركه أوباما وتواجه بتحديات كبيرة جدا، وهناك معطيات كبيرة ترجح أن أغلبية الأمريكيين سيختارون كلينتون، كما أن الرئيس الأمريكي وبالتالي الديمقراطيين ومعهم كلينتون قدموا في الملفات الاقتصادية أشياء كثيرة في السنوات الماضية فقد عرف الاقتصاد الأمريكي تعافيا وهذه الأمور تؤثر على الأمريكيين -النصر : كيف تمكن ترامب من أن يكون مرشحا للحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية الأمريكية رغم شخصيته الغريبة ؟ -زهير بوعمامة : المرشح دونالد ترامب كان ناشطا كرجل إعلامي وهو وجه مألوف عند الأمريكيين من خلال حصته وبعض الدراسات تقول أنه في المرحلة الأولى كان قد استفاد من انبهار الأمريكيين بلغة جديدة ونمط وخطاب لم يتعود عليه الأمريكيين والذين تقريبا سئموا من بعض القوالب الجاهزة، فهو جاء بطريقة مغايرة جلبت اهتمام الأمريكيين وقد استفاد من عاملين وهما القوة المالية ، فهو شخص ناجح وقدم رؤى مخالفة لما عهده الأمريكيون . كما أنه استفاد من حضوره الإعلامي المختلف والآلة الإعلامية القوية وراءه . - النصر : هل ستكون هناك تغييرات عميقة فيما يخص السياسة الخارجية الأمريكية بعد الانتخابات الرئاسية ؟ - زهير بوعمامة : هناك رؤية تقول أن السياسة الخارجية الأمريكية ترسمها مؤسسات ، لديها استراتيجيات وتكون نتيجة لتداخل وتقاطع العديد من الأطراف والرئيس في نهاية المطاف قد يضيف شيئا وهناك رؤية أخرى تقول أن شخصية الرئيس وقناعاته ستؤثر في الاستراتيجيات والسياسات الأمريكية، ويقولون أن ترامب إذا وصل إلى البيت الأبيض ستكون له رؤية مخالفة حيث ستشهد الملفات المتعلقة بالشرق الأوسط وإيران وروسيا تغييرات قوية ، حيث يتميز دونالد ترامب بالعقلية الهجومية والصادمة . ومن جانب آخر وبخصوص حصيلة الرئيس باراك أوباما يرى الكثير من الأمريكيين بأن الرجل كان مترددا وربما عرفت فترته على المستوى الخارجي تراجعا فأي رئيس يأتي بعده يعمل لمعالجة هذا الأمر لتنتهي حالة التردد