مساعدات مالية لإعانة المهاجرين المرحلين على إقامة مشاريع مصغرة ببلدانهم أعلنت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري سعيدة بن حبيلس، أمس الأربعاء، عن تنصيب لجنة تضم عدة قطاعات وزارية، من بينها الشؤون الدينية لمكافحة ظاهرة طرد الأصول، والتقليص من عدد المتشردين الذين يفترشون الأرصفة والطرقات، معلنة عن توفير العلاج المجاني للمهاجرين الأفارقة، وكذا التكفل بتمدرس الأطفال السوريين.واعتبرت السيدة بن حبيلس دار الشيخوخة بأنها وصمة عار في تاريخ المجتمع الجزائري، المعروف بروحه التضامنية وتماسكه الأسري، كما رفضت تداول مصطلح دون مأوى، الذي يعد بدوره غريبا عنا، داعية إلى محاربة هذه الظاهرة من الجذور، عن طريق إطلاق حملة تحسيسية على مستوى الإعلام والمساجد والمؤسسات التربوية، لأن الأمر يتعلق في تقديريها بقضية أخلاق، فضلا عن وضع برنامج محكم للتكفل بالأشخاص دون مأوى، بمنحهم وجبات ساخنة وأغطية، مع نقلهم إلى مراكز الإيواء، بالتنسيق مع مديريات النشاط الاجتماعي.وأعلنت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري في منتدى يومية المجاهد عن عقد لقاء مع وزير الشؤون الدينية محمد عيسى، وكذا وزيرة التضامن مونية مسلم، لمعالجة طرد الأصول وظاهرة التشرد من الجذور، مؤكدة أن العمل انطلق بالفعل، مع وزير قطاع الشؤون الدينية، الذي وافق على الخطة المقترحة من قبل الهلال الأحمر، والتي سيشارك في تنفيذها الأمن والدرك ووزارات الصحة والعمل والشبيبة والرياضة والكشافة، وهي تتضمن تنصيب لجنتين، الأولى يقوم أعضاؤها بالتقرب من الأشخاص دون مأوى، للتعرف عليهم ومعرفة أسباب افتراشهم الطرقات والأرصفة، واللجنة الثانية تتكفل بمعالجة كل حالة على حسب طبيعة الظروف الاجتماعية، بالتنسيق مع الأئمة، خاصة بالنسبة للنساء المطلقات، والفتيات.وأكدت المتحدثة أن تلاحم المجتمع هو أساس الاستقرار الأمني، وأن الهلال الأحمر لا تكمن مهمته في التضامن الظرفي، مضيفة أن الهيئة التي تشرف عليها تعمل بالتنسيق مع أزيد من 20 ألف متطوع، وهي تسعى دائما للبحث عن مانحين، لمساعدة الفئات المعوزة، مشيرة إلى أن عملية إحصاء الفقراء التي يقوم بها الهلال الأحمر أسفرت لحد الآن عن جرد 200 ألف حالة، وحوالي 47 بلدية تعاني من الفقر المدقع. مهاجرون من 20 جنسية أجنبية بالجزائر وفيما يتعلق بالتكفل بالمهاجرين، أحصت بن حبيلس وجود أزيد من 20 جنسية في الجزائر، من بينهم المهاجرين السوريين الذين فضلوا الاستقرار في نقاط معينة، منها مركز سيدي فرج بالعاصمة، عكس المهاجرين الأفارقة الذين يفضلون التنقل من منطقة إلى أخرى، موضحة أن الدولة الجزائرية ضمنت التعليم المجاني لفائدة أبناء الجالية السورية، دون أن يلزموا بإعداد ملف إداري، باستثناء تصريح شرفي يثبت المستوى الدراسي الذي وصل إليه الأطفال المعنيين، كما تم على مستوى ولايات الجنوب، خاصة تمنراست التي تضم العدد الأكبر من المهاجرين الأفارقة ضمان مجانية العلاج، كاشفة عن منح الدواء لفائدة الحالات المصابة بداء السيدا رغم تكلفته الباهظة، مع الحرص على نقل الحالات المعقدة إلى مستشفيات العاصمة وتيزي وزو للتكفل بها، مؤكدة أن ترحيل الرعايا النيجريين تم بطلب من السلطات النيجيرية، بعد أن اكتشفت وجود عصابات وسط المهاجرين للمتاجرة بالأطفال والنساء، مذكرة أن العملية مست 17 ألف رعية، في ظروف جيدة، بشهادة منظمات دولية. كما يسعى الهلال الأحمر الجزائري، إلى إقناع السفارات الأجنبية التي تقترح تلقائيا تقديم يد المساعدة للتكفل بالمهاجرين غير شرعيين، بمنحهم إعانات مالية لإقامة مشاريع مصغرة ببلدانهم، فقد قامت الحكومة السويسرية بتخصيص 500 ألف فرنك سويسري لمساعدة المهاجرين المرحلين، وتولت المنظمة الدولية للهجرة إيصال هذا المبلغ إلى مستحقيه، وتعد السفارة الصينية من أكثر السفارات الأجنبية التي تقترح على الهلال الأحمر منح إعانات مالية، بالتنسيق مع شركاتها التي تنشط في الجزائر في مجالات مختلفة، حيث تساهم بشكل ملحوظ في مناسبات معينة، من بينها الأعياد وشهر رمضان، علما أن العملية تتم بترخيص من وزارة الداخلية.وشدّدت بن حبيلس، على أن الهلال الأحمر أضحى يركز جهوده بصورة خاصة على المناطق الحدودية، وأقصى الجنوب، من خلال مساعدة البدو الرحل على تجهيز الآبار بمضخات، وتزويدهم بالخيام، كما جند الهلال ثلاث عيادات متنقلة بكل من تمنراست وأدرار وإليزي للتكفل بالمرضى، بعد أن تم تجهيزها بكافة الوسائل الطبية.