أطراف خارجية بتواطؤ داخلي تسعى لاستعمال مأساة النازحين الأفارقة للإساءة إلى الجزائر نددت أمس رئيسة الهلال الأحمر الجزائري السيدة سعيدة بن حبيلس بمحاولات " أطراف خارجية مدعومة من جمعيات وطنية ومحلية " لاستغلال مأساة النازحين الأفارقة الذين نزحوا إلى بلادنا لتشويه صورة الجزائريين وسياسة الدولة الجزائرية في التكفل بهم عن طريق الهلال الأحمر الجزائري. وأكدت بن حبيلس في ندوة صحفية نشطتها بالعاصمة أن تلك المحاولات قد باءت بالفشل باعتبار أن الرد على هؤلاء جاء من الحكومة النيجيرية والمنظمات الدولية ذات الطابع الإنساني ودبلوماسيين أجانب ممن وقفوا على حقيقة الأمر في الميدان أو الذين سجلوا شهادات النيجيريين الذين تم ترحيلهم إلى بلدهم بطلب من الحكومة النيجيرية، مبرزة بأن عملية التكفل بالمهاجرين النيجيريين قد تمت وفق المعايير الدولية المعمول بها حيث تم توفير مراكز إيواء خاصة بهم تتوفر على كافة الشروط الضرورية من إطعام ورعاية صحية، ولم تستثن حتى الذين غادروا مراكز الإيواء من الرعاية الصحية سيما على مستوى محطات الحافلات التي اتخذوها منطلقا للتسول و الترحال. وبعد أن ذكّرت بأن عملية ترحيل المهاجرين النيجيريين قد جاءت استجابة للطلب الذي وجهته الحكومة النيجيرية إلى الجزائر لمساعدتها في ترحيل رعاياها بعد أن اكتشفت أن هؤلاء قد استغلتهم العصابات الإجرامية التي ساعدتهم على الهجرة من أجل تحقيق الثراء، أشارت بن حبيلس إلى أن زوجة الرئيس النيجيري قد هنأت الهلال الأحمر الجزائري على المستوى العالية للخدمات الإنسانية التي قدمها للمهاجرين النيجيريين سواء داخل الجزائر أو حال عملية ترحيلهم. كما أشارت المتحدثة إلى أن هيئتها قد تلقت شكرا وعرفانا من منظمات إنسانية دولية واعتراف من ممثل دبلوماسي من سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكيةبالجزائر، زار مركز إيواء المرحلين النيجيريين في تمنراست شأنه شأن السفير الياباني في الجزائر اللذين عاينا ووقفا على كل ظروف الإيواء والإطعام والتكفل الصحي بالمرضى منهم في مستشفى تمنراست حول تلك الظروف الجيدة، مشيرة بهذا الصدد إلى أن الدبلوماسي الأمريكي أعرب عن ارتياحه لما وجد الأفارقة المصابين يستفيدون بالعلاج الثلاثي الخاص بمرض السيدا، مجانا وأيضا من مجانية العلاج الكيميائي بالنسبة للمصابين بمرض السرطان وذكرت بأن الحالات المرضية المعقدة يتم إجلائها نحو مستشفيات الجزائر العاصمة بواسطة الطائرة. وفي ذات السياق أعربت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري وقد كانت تجيب عن سؤال للنصر، في منتدى يومية ‹› ديكا نيوز ‹›، عن ارتياحها لقبول قمة الاتحاد الأوروبي إفريقيا، حول الهجرة المنعقدة بلافاليت (مالطا) في نوفمبر الماضي المقترح الإفريقي الذي تقف وراءه الجزائر الداعي إلى ربط الهجرة بالتنمية مبرزة بأن من بين القرارات التي تم اتخاذها التزام الاتحاد الأوربي بتمويل مشاريع خاصة بالمهاجرين الأفارقة لضمان تحقيق استقرارهم في بلدانهم وهو الطرح الذي قالت بن حبيلس أن هيأتها ظلت تدافع عليه وأنها سبق وأن وجهت نداءات إلى المنظمات الإنسانية والبلدان الأجنبية من خلال سفاراتها في الجزائر لتمويل مشاريع مصغرة تساهم في استقرار المهاجرين. وفي ردها عن سؤال آخر للنصر حول مصير الأطفال الأفارقة الذين أنجبتهم أمهاتهم المهاجرات في الجزائر، قبل ترحيلهم أكدت بأنهم استفادوا من العناية الصحية ومن اللقاحات الضرورية وقد تم تسجيلهم في سجلات للحالة المدنية بالجزائر إضافة إلى تسجيلهم في كل من السفارة والقنصلية النيجيرية لتأكيد نسبهم وهويتهم الأصلية لكنهم لن يستفيدوا على الرغم من ذلك – كما أكدت – من الجنسية الجزائرية باعتبار أن تواجد أوليائهم في وضعية هجرة غير قانونية لا يمكنهم من الحصول على مزايا على غرار جنسية بلد الميلاد. أما بخصوص عمليات التضامن مع الليبيين المقيمين الذين يواجهون ظروفا صعبة على الطرف الآخر من الحدود أشارت بن حبيلس إلى أن الهلال الأحمر الجزائري قام خلال الفترة الأخيرة بإرسال شحنة ب 18 طنا من الأدوية والتجهيزات الطبية إلى مستشفى مدينة غات القريبة من الحدود مع ولاية إيليزي. هناك مخطط إجرامي لتجويع اللاجئين الصحراويين وفي تطرقها للحديث عن قضية اللاجئين الصحراويين دعت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري، الأمين العام للأمم المتحدة الذي زار المنطقة أول أمس إلى ضرورة الانتباه وأخذ على محمل الجد محاولات بعض البلدان المانحة سيما من الاتحاد الأوروبي التي تدعم الاحتلال المغربي، لتجويع الصحراويين لا سيما في ظل تقليص المساعدات الإنسانية الموجهة إليهم من اجل ممارسة ضغوط عليهم قصد إجبارهم على قبول مقترح الحكم الذاتي المغربي. وبعد أن دعت إلى ضرورة سعي الأمين العام الأممي إلى إفشال هذا المخطط الذي وصفته بالإجرامي، تحدثت بن حبيلس عن تحركات تقوم بها على مستوى الهيئات الإنسانية الدولية على غرار الفدرالية الدولية للصليب والهلال الأحمر وكذا على مستوى المنظمات الإنسانية العربية لتحريك ضمائرها حتى تلتفت إلى الوضع المأساوي للاجئين الصحراويين بعد 40 سنة من إدارة الظهر لهم وقالت أن جهودها كللت بزيارة وفد من الفدرالية الدولية للصليب والهلال الأحمر إلى المخيمات خلال فترة الفيضانات الأخيرة التي ألحقت أضرارا بها ومنحها مساعدة ب 225 ألف دولار إلى جانب تقديم تكوين ميداني لأعضاء الهلال الأحمر الصحراوي في كيفية مواجهة الكوارث، وذلك – كما أضافت – في انتظار إقناع منظمة الهلال الأحمر والصليب الأحمر العربية بزيارة المخيمات لتقصي حقيقة وضع اللاجئين الصحراويين الذين يقطنون أراضي قاحلة و لا يملكون أي مورد للرزق سوى الإعانات الدولية التي قالت أنها لا تضمن في الوقت الراهن سوى بقائهم على قيد الحياة لا أكثر.