الدبلوماسية الجزائرية لعبت دورا هاما في تعزيز السلم الدولي وحلّ النزاعات المسلحة أجمع أمس، مختصون في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، على أن الدبلوماسية الجزائرية لعبت دورا هاما في تعزيز السلم الدولي، وحل النزاعات الدولية المسلحة. وأكدوا في الندوة الوطنية الأولى حول الدبلوماسية الجزائرية بين المكاسب التاريخية ورهانات الدولة المحورية، نظمت بكلية الحقوق والعلوم السياسية بجامعة البليدة02 ، بأن الجزائر لديها مصداقية لدى الكثير من الدول لالتزامها بالمبادئ القانونية العادلة، كما تملك القدرات البشرية والمادية التي تمكنها من حل النزاعات الدولية، و أجمع المتدخلون على أن الجزائر تتوفر على المقومات والإمكانيات التي تؤهلها لأن تتحول إلى دولة محورية في العالم.وفي هذا السياق، أوضح الأستاذ سفيان صخري، بأن الجزائر تدخل حاليا في خانة الدول الفاعلة، مشيرا إلى وجود عدة عوامل مكنت الجزائر من لعب أدوار محورية ومنها معاداتها للامبريالية، ومساندة حركات التحرر، ومعاداتها للإرهاب، كما أن لها تجربة طويلة في هذا المجال. وأضاف نفس المتحدث بأن الجزائر تملك المقومات المالية والمادية التي تمكنها من الانتقال إلى دولة محورية ومنها الموقع الجغرافي الواسع، وامتلاكها مقومات اقتصادية، وقدرتها على التأثير في القضايا الدولية. كما استطاعت الجزائر حسب نفس المتحدث في السنوات الأخيرة من خلال تعاملها مع الملفين الليبي والمالي من تصدير المصالحة الوطنية.ودعا الأستاذ صخري إلى بناء قوة اقتصادية لتستطيع الجزائر التحول إلى دولة محورية، وقال بأن ذلك يظهر من خلال تحقيق اقتصاد قوي ومنتج تعتمد عليه السياسة الحيوية للدبلوماسية الجزائرية، مضيفا بأن التمثيليات الدبلوماسية للجزائر في الخارج يجب عليها الترويج لمشروع المجتمع في الخارج، و أن تكون مصدرا للثروة من خلال البحث عن المستثمرين الأجانب والترويج للمنتوج الجزائري، وخلق فرص اقتصادية ومالية للجزائر، كما أوضح نفس المتحدث بأن الجزائر مطالبة بعد بناء قوة اقتصادية التفكير في الانضمام للمشاريع الاندماجية الجديدة في إطار القوى الجديدة دون أن يكون الانضمام لهذه القوى له ارتباط فكري أو إيديولوجي، مضيفا بأن تحول الجزائر إلى بلد محوري يتطلب عملا جادا اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا على مستوى العلاقات الدولية .وفي سياق متصل، أوضح الأستاذ إبراهيم مجاهدي بأن الجزائر لها دور كبير في تسوية النزاعات المسلحة في العالم، وذلك لما تتمتع به من مصداقية لدى الكثير من الدول لالتزامها بالمبادئ القانونية العادلة، مضيفا بأن الدور الذي لعبته الجزائر في حلّ النزاعات جعل بعض الدول الكبرى تلجأ إليها لحل بعض النزاعات، مضيفا بأن الجزائر تملك كل المؤهلات لحل النزاعات الدولية في إطار المنظمات الإفريقية والإقليمية.وفي ذات الإطار، تحدثت الأستاذة لويزة آيت حمدوش عن مبدأ عدم التدخل في شؤون الدول بالسياسة الخارجية الجزائرية، وقالت بأن هذا المبدأ ناجم عن قيمة هجومية من الحرب التحريرية وقيمة دفاعية ناجمة عن محاربة الإرهاب في التسعينيات من القرن الماضي، وخبرة الجزائر في هذا المجال وتسويقها لهذه الخبرة عالميا، وقالت بأن مبدأ عدم التدخل في شؤون الدول تحول إلى مشروع سياسي لدى الجزائر، وقالت بأن تحول هذا المبدأ إلى مذهب لدى الجزائر جعله يتوافق مع سياسة حسن الجوار، إلى جانب اعتباره منظومة قيمية مرتبطة بتاريخ الجزائر، كما يتماشى مع روح القانون الدولي، وفي نفس الوقت يعد مبدأ عدم التدخل في شؤون الدول سياسة إستراتجية دفاعية و تكيفية.وفي نفس الصدد، أوضح الأستاذ محمد رزيق، بأن الجزائر وبفضل دبلوماسيتها تحولت إلى مكة الثوار وعاصمة الحركات التحررية، مشيرا إلى أن الدبلوماسية تأثرت في فترة التسعينيات نتيجة الإرهاب، و بدأت تعود تدريجيا إلى الساحة الدولية واكتسحت الكثير من الميادين، إلى جانب توسطها في الكثير من القضايا والنزاعات.