ثمن الكاتب المصري "أسامة عبد العال" موقف الجزائر ازاء القضايا الدولية، لا سيما القضية السورية، و أضاف أن معظم القضايا التي اتخذتها في القضايا الدولية تم الرجوع والاحتكام لها في النهاية، مشيرا الى أن الدبلوماسية الجزائرية معروفة بحنكتها وقوتها تجاه هذه القضايا . و نقلت مصادر اعلامية عن أسامة عبد العال" ، ان موقف الجزائر من الأزمة السورية هو الحل السلمي وعدم التدخل في الشأن السوري، كما كانت تدعوا إلى الوفاق الوطني وحل داخلي ، و أضاف أن تاريخ دبلوماسية الجزائر مشرف خاصة في قضية الرهائن الأمريكيين في إيران والنجاح في تحريرهم ،و وقف الحرب بين ايران والعراق في نهاية الثمانينيات من القرن الماضي ، والتي جعلت من الجزائر في مقدمة الدول العربية من خلال مواقفها الإيجابية والناجحة، والتي تعود بالفائدة على الصعيدين السياسي والاقتصادي وموقفها الثبات من القضية الفلسطينية ودعمها في جميع المحافل الدولية ورفضها لمبدئ تدخل الغرب في القضايا العربية. و ذكر في السياق ذاته بالموقف الجزائري خلال العدوان على العراق واحتلاله مروراً بالتدخل الغرب في ليبيا والان التهديد للشن عدوان على سوريا . و أضاف أن الدبلوماسية الجزائرية تمشي بثبات وبدون مزايدة إعلامية، الأمر الذي عزز حسبه من قوتها في قضايا دول الجوار وموقفها مع ليبيا الذي كان حياديا وكانت ترفض التدخل الأجنبي وهو ما تم الرجوع إليه في النهاية بعد الأحداث الدموية التي عرفتها ليبيا ، و أسفرت عن ظهور ميليشيات وجماعات مسلحة، بعدما حذرت الجزائر من خطر انتشار السلاح و تهريبه وظهور "حركات جهادية". كما أضاف الكاتب المصري، أن الدبلوماسية الجزائرية معروفة على مستوى العالم العربي والأوروبي، موضحا أن الجزائر تتمسك بالمبادئ والقوانين والأعراف الدولية، ما جعلها محط إعجاب العديد من الدول التي تطلب الجزائر وسيطة فيما بينها لحل القضايا المستعصية، و أكد أن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة ، يعتبر من أهم الدبلوماسيين في العالم، وهو ما زاد من قوتها.على حد قوله. و أكد أن الجزائر راهنت عبر مسارها على قبولها من طرف الآخرين، وبالذات منذ منتصف السبعينات، عندما كانت قائد لحركة عدم الانحياز، و أضاف أنه ضمن هذا المسار برهنت في المدة الأخيرة على مصداقيتها فيما يتعلق بالأحداث الجارية على المستوى الدولي ومنطقة الساحل المتوسط ، وذلك من خلال التعامل مع ظاهرة الإرهاب، والرهائن، وكذا التهديدات الأمنية الجديدة وطبيعة معالجتها، وتوظيف الآليات لتحقيق ذلك، وهو ما جعل هذه الدبلوماسية مقبولة على مستوى المحافل الدولية. و أوضح أن الجزائر بحكم موقعها وتجربتها التاريخية وعلاقاتها المتميزة وثبات مواقفها، ستبقى محافظة على دورها الدبلوماسي الذي كان في المدة الأخيرة حاميا وحافظا لوحدتها، أمام كل الانزلاقات التي راهن عليها البعض للمساس بمكانتها.
و قال إن صدى الدبلوماسية الجزائرية أثناء الثورة التحريرية لا زال يلقي بضلاله إلى حد الآن، حينما لعبت دورا كبيرا آنذاك رغم الاستعمار، و أضاف أن الدبلوماسية الجزائرية يجب أن تبقى مؤثرة إقليميا ودوليا بما يتناسب مع مكانة الجزائر، بعد أن ساهمت في حل النزاعات ، و أوضح أن هذه الخبرة التي اكتسبتها الجزائر وليدة لفكرة رئيسية تتطلبها الدبلوماسية باستمرار، وهي عدم الخوض في التفاصيل واللجوء إلى السرية حتى فيما يتعلق بالدبلوماسية المتعددة الأطراف .